ملحق سورية الجديدة

حمّل ملحق سورية الجديدة الآن
ملحق أسبوعي يصدر كل ثلاثاء بفريق كتّاب معظمهم من داخل سورية، ويرصد احتمالات بناء دولة جديدة بعد سقوط "الأبد البعثي".

انقضت أشهر أربعة على تحقّق أولى مطالب أحلامنا: زوال الأسد إلى الأبد. لكنّنا لم نلبث أن مكثنا مجدّداً، ننتظر آملين أن تدفع بنا السلطة الانتقاليّة لغسل عارنا

معظم السوريين لا يعرفون تاريخ بلادهم معرفة جيّدة، هذا معلوم للكثيرين، وهذا ما أثبتته السنوات الـ 14 الماضية. لكن لماذا هذا الجهل بالتاريخ؟

لنعترف بأننا بالغنا كثيراً في توقّعاتنا، وذهبنا بعيداً في أحلامنا منذ اللحظة الأولى لإعلان سقوط نظام الأسد. ربما لأن غالبيتنا لم تكن لتصدّق أن نظام.

ما كان بالأمس يبدو حلماً بعيد المنال في دولة تقودها الأفرع الأمنية ويهيمن فيها حزب البعث على مقاليد الحكم في مؤسساتها وبمختلف القطاعات.

"مصطفى خليفة، القوقعة، يوميات متلصص". لم يقرأ صديقي العشريني أكثر من الغلاف قبل أن تلتف القبضة الأمنية حول خصره النحيل، وتصادر حريته

كأنّما لا يمتلك السوريون ما يكفي من أسباب الانقسام، ليحوّلوا مطابخهم إلى ساحة أخرى للشجار؛ حمص وحماة وحلاوة الجبن، منسف درعا ومنسف السويداء، وكمّون دمشق

بدت مطالبات بالسلم الأهلي عديدة غير جديّة، إن لم نقل ساذجة وغير عقلانية، فمن مطالباتٍ بعفوٍ عام إلى حلّ الأمر على قاعدة "تبويس الشوارب"

كنت جديراً مثلنا بالاستحقاق الكبير، زوال الكابوس الأسديّ، أيّها الفارس رامي الهنّاوي، تتنفّس الصعداء، وتقول: "وأخيراً، سنشرب ونأكل معاً، نسهر ونغنّي، كما نشاء"