300 لاجئ سوري يعودون إلى البلاد طوعاً من لبنان

بيروت
ريتا الجمّال (العربي الجديد)
ريتا الجمّال
صحافية لبنانية. مراسلة العربي الجديد في بيروت.
11 سبتمبر 2025   |  آخر تحديث: 12 سبتمبر 2025 - 16:58 (توقيت القدس)
دفعة ثانية من اللاجئين السوريين تغادر لبنان إلى سورية ضمن خطة أممية
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن عودة 300 لاجئ سوري طوعاً من لبنان، بالتعاون مع المنظمة الدولية للهجرة والأمن العام اللبناني، حيث تم تقييم احتياجاتهم وتقديم المساعدات الأساسية قبل نقلهم إلى سورية.

- أكدت المفوضية والمنظمة الدولية للهجرة التزامهما بدعم العودة الطوعية من خلال التعاون مع السلطات اللبنانية والشركاء الوطنيين، وتقديم المساعدات النقدية والاستشارات القانونية وخدمات النقل، مع وضع جدول زمني للقوافل.

- دعت نائبة المفوض السامي، كيلي كليمنتس، المجتمع الدولي لدعم جهود إحلال السلام في سورية ودعم الدول المضيفة، مشيرة إلى التحديات التي تواجه اللاجئين العائدين مثل التكاليف المالية وتأمين السكن والوظائف.

أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، اليوم الخميس، عن عودة نحو 300 لاجئ سوري طوعاً من لبنان إلى بلادهم، وذلك في إطار برنامج العودة المُسهَّل من قبلها مع المنظمة الدولية للهجرة، وبالتعاون مع المديرية العامة للأمن العام اللبناني.

وقد جُمع لاجئون سوريون، فجر اليوم الخميس، في العاصمة بيروت، حيث عمدت فرق الوكالتَين الأمميتَين إلى تقييم احتياجاتهم، وتقديم المعلومات والاستشارات اللازمة لهم، وتوزيع المساعدات الأساسية عليهم. ثمّ نقلت قافلة، تألّفت من عدد من الحافلات والشاحنات، العائدين مع أمتعتهم عبر معبر المصنع الحدودي بين لبنان وسورية إلى وجهاتهم النهائية في حمص وحماة وإدلب.

وفي بيان أصدرته اليوم، أفادت المفوضية بأنّه "حتى هذا اليوم من عام 2025، عاد أكثر من 238 ألف سوري من لبنان" إلى بلادهم، مضفيةً أنّ "أكثر من 114 ألفاً آخرين أعربوا عن رغبتهم في الانضمام إلى برنامج العودة الطوعية المدعوم من الأمم المتحدة". وتابعت أنّ "من أجل دعم من اختار العودة، كثّفت المفوضية والمنظمة الدولية للهجرة المساعدات لضمان استدامة العودة والتأكد من سيرها بطريقةٍ آمنة وكريمة"، شارحةً أنّ ذلك يشمل "تقديم المساعدات النقدية، والاستشارات القانونية، وتوفير خدمات النقل". وفي الإطار نفسه، وُضع "جدول زمني للقوافل لتسهيل العودة الطوعية للاجئين من مختلف المناطق في لبنان إلى وجهات متعدّدة في سورية خلال الأسابيع المقبلة"، بحسب ما لفتت الوكالة الأممية.

الصورة
حافلة لاجئين سوريين يعودون إلى سورية عبر المصنع من لبنان - 29 يوليو 2025 (إكس)
حافلة لاجئين سوريين خلال عودة طوعية سابقة إلى البلاد عبر نقطة المصنع الحدودية شرقي لبنان، 29 يوليو 2025 (إكس)

وأكدت المفوضية التزامها مع المنظمة الدولية للهجرة بـ"العمل الوثيق مع الأمن العام ووزارة الشؤون الاجتماعية وسائر السلطات اللبنانية والشركاء الوطنيين، لدعم عملية العودة الطوعية"، مبيّنةً أنّهما في الوقت نفسه، كثّفتا "جهودهما داخل سورية لتعزيز إعادة اندماج العائدين والحدّ من مخاطر النزوح الثانوي".

وأعادت كلّ من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة تأكيدها ترافق العودة الطوعية إلى سورية مع استثمارات فعّالة في مناطق العودة، وذلك من خلال التنسيق الوثيق مع الشركاء الإنسانيين والإنمائيين من أجل إيجاد ظروف داعمة لاندماج العائدين بطريقة آمنة وكريمة هناك، وضمان استدامة طويلة الأمد.

وفي الأول من يوليو/ تموز 2025، عاد 71 لاجئاً سورياً من لبنان إلى سورية بواسطة ثلاث حافلات إلى دمشق وريف دمشق وحمص في سورية، وذلك في إطار برنامج العودة الطوعية، علماً أنّ كلّ فرد من أفراد العائلة العائدين حصل على منحة مالية لمرّة واحدة بقيمة 100 دولار أميركي من أجل تغطية تكاليف تنظيم ترتيبات العودة عبر المعابر الحدودية الرسمية بين البلدَين.

في سياق متصل، اختتمت نائبة المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين كيلي كليمنتس، في الثاني من سبتمبر/ أيلول الجاري، جولة استمرّت خمسة أيام في لبنان وسورية، دعت خلالها المجتمع الدولي إلى "دعم الجهود المبذولة لإحلال السلام والاستقرار في سورية، وإنهاء نزوح ومعاناة ملايين السوريين". كذلك، دعت إلى مواصلة دعم الدول المضيفة للاجئين السوريين، لبنان من ضمنها. والتقت المسؤولة الأممية، في زيارتها، مسؤولين لبنانيين وسوريين، ولاجئين عادوا أخيراً إلى سورية، بالإضافة إلى لاجئين وصلوا حديثاً إلى لبنان بعد المستجدّات الأخيرة في بلادهم، وقد عبّر لها لاجئون سوريون في محافظة البقاع شرقي لبنان عن تمنياتهم بالعودة إلى بلادهم وعن آمالهم ومخاوفهم.

وتفيد بيانات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بأنّ نحو 850 ألف سوري عادوا إلى بلادهم من الدول المجاورة منذ سقوط نظام الأسد في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول 2024، وعزّزت دعمها لمن يختارون العودة من أجل ضمان عودتهم بكرامة واستدامة، بما في ذلك تقديم المساعدات النقدية وتوفير سبل النقل من الدول المضيفة.

وكانت نائبة المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد أشارت، خلال زيارتها لبنان ولقائها مسؤولين لبنانيين، إلى "فترة ديناميكية، شهدنا فيها عودة سوريين ونزوحاً جديداً لآخرين". أضافت: "نعتمد على المجتمع الدولي لمواصلة دعم لبنان وعمل المفوضية هنا"، مبيّنةً أنّ "الدول المجاورة ما زالت تستضيف ملايين اللاجئين السوريين، لذلك يجب على العالم عدم نسيانهم، ويجب أن تكون كلّ عودة طوعية وآمنة وكريمة".

يأتي ذلك على الرغم من التحديات التي تواجه اللاجئين العائدين إلى سورية، والمخاوف التي تؤرّق كثيرين منهم إزاء اتّخاذ هذه الخطوة في ظلّ حالة عدم الاستقرار في بلادهم، علماً أنّهم باتوا في الوقت نفسه يواجهون ضغوطات بأشكال عدّة في الداخل اللبناني للعودة. ومن أبرز الصعوبات التي تواجه اللاجئين السوريين عند العودة، التكاليف المالية المطلوبة لتأمين احتياجاتهم الأساسية، لا سيّما السكن، بالإضافة إلى تأمين وظائف وغير ذلك.

ذات صلة

الصورة
قائد الكتيبة النيبالية في اليونيفيل غانيش بانثا (العربي الجديد)

سياسة

تواصل قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) عملها في الجنوب على الرغم من التحديات الكبرى التي تواجهها، ولا سيما في ظلّ الاعتداءات الإسرائيلية.
المساهمون