ناشطون يطالبون بالإفراج عن محمود خليل أمام مقرّ إدارة الهجرة في واشنطن

واشنطن
صورة
محمد البديوي
محمد البديوي
15 ابريل 2025
متظاهرون أمام إدارة الهجرة في واشنطن: الدفاع عن فلسطين موقف الأغلبية
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت واشنطن تظاهرة للمطالبة بالإفراج عن محمود خليل، خريج جامعة كولومبيا، الذي يواجه قرار ترحيل من إدارة ترامب، حيث اعتبر المحتجون أن اعتقاله انتهاك لحرية التعبير.
- أوقفت محكمة نيوجيرسي الاتحادية ترحيل خليل مؤقتاً، بينما ينظر في ادعائه بأن اعتقاله ينتهك التعديل الأول من الدستور الأميركي، ووصفت رسالة من خليل نفسه كسجين سياسي.
- تزامنت الاحتجاجات مع تصاعد التوترات في غزة، حيث استهدفت المنشآت الطبية، مما أدى إلى تدهور الأوضاع الصحية بعد قصف مستشفى المعمداني.

شهدت العاصمة الأميركية واشنطن تظاهرة ضمّت ناشطين، أمام دائرة خدمات الهجرة والجنسية التابعة لوزارة الأمن الداخلي الأميركية؛ للمطالبة بالإفراج عن خرّيج جامعة كولومبيا في نيويورك محمود خليل الذي يحمل الإقامة الدائمة في الولايات المتحدة الأميركية، والذي تُخطّط إدارة الرئيس دونالد ترامب لترحيله من البلاد.

ورفع الطلاب المحتجّون لافتات "أفرجوا عن محمود خليل" و"فلسطين حرّة" و"أوقفوا المساعدات الأميركية إلى إسرائيل"، و"أين العدالة لمحمود خليل"، فيما ردّدوا شعارات "لن نتوقّف" و"الأموال لاحتياجات الناس وليس للحروب"، و"أفرجوا عن الطلاب الآن"، و"أخرجوا محمود خليل والطلاب الآن" من الاحتجاز، موجّهين انتقادات حادة لإدارة ترامب على خلفية إلقاء القبض على متظاهرين.

وفي وقت سابق من الأسبوع الماضي، قرّرت قاضية هجرة أميركية أنّ بوسع إدارة ترامب المضيّ قدماً في قضية ترحيل الطالب محمود خليل من الولايات المتحدة الأميركية، وأفادت القاضية جيمي كومانس، من محكمة لاسال للهجرة في لويزيانا، بأنّها لا تملك سلطة نقض قرار يتعلّق بمحمود خليل اتّخذه وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في الشهر الماضي بموجب قانون عام 1952 للهجرة والجنسية، مبرّراً قراره بوجوب ترحيل محمود خليل؛ لأنّ وجوده في البلاد له "عواقب وخيمة محتملة على السياسة الأميركية الخارجية".

الصورة
تظاهرة أمام دائرة خدمات الهجرة والجنسية التابعة لوزارة الأمن الداخلي الأميركية في واشنطن للمطالبة بعدم ترحيل محمود خليل - 14 إبريل 2025 (العربي الجديد)
من التظاهرة أمام دائرة خدمات الهجرة والجنسية التابعة لوزارة الأمن الداخلي الأميركية في واشنطن للمطالبة بعدم ترحيل محمود خليل، 14 إبريل 2025 (العربي الجديد)

لكنّ قرار القاضية كومانس ليس فاصلاً في ترحيل محمود خليل من عدمه، ففي قضية منفصلة بمحكمة نيوجيرسي الاتحادية، أوقف قاضي المحكمة الجزئية الأميركية مايكل فاربيارز عملية الترحيل، في حين ينظر في ادّعاء خليل بأنّ اعتقاله في الثامن من مارس/ آذار الماضي يمثّل انتهاكاً للتعديل الأول من الدستور الأميركي الذي يكفل حرية التعبير.

وخلال التظاهرة، قرأت إحدى المشاركات في الاحتجاج رسالة محمود خليل التي بعث بها من داخل مقرّ احتجازه، التي قال فيها إنّه سجين سياسي وإنّ قضيته تتعلّق بحقّه في الرأي والتعبير، وعبّر فيها كذلك عن أمنيته بإطلاق سراحه ليحضر عملية ولادة زوجته، علماً أنّهما ينتظران طفلهما الأول. وممّا جاء في الرسالة، التي قرأتها الناشطة، أنّ "اعتقالي نتيجة مباشرة لممارستي حقّي في حرية التعبير، إذ دافعتُ عن حقّ الفلسطينيين وطالبتُ بإنهاء الإبادة الجماعية في قطاع غزة". من جهتها، أشارت ناشطة أخرى إلى رغبة إدارة ترامب في محاصرة حرية التعبير ومنع الأميركيين والطلاب من حقّهم في التعبير الذي يكفله الدستور الأميركي ويحميه.

الصورة
تظاهرة أمام دائرة خدمات الهجرة والجنسية التابعة لوزارة الأمن الداخلي الأميركية في واشنطن للمطالبة بعدم ترحيل محمود خليل - 14 إبريل 2025 (العربي الجديد)
من التظاهرة أمام دائرة خدمات الهجرة والجنسية التابعة لوزارة الأمن الداخلي الأميركية في واشنطن للمطالبة بعدم ترحيل محمود خليل، 14 إبريل 2025 (العربي الجديد)

في الإطار نفسه، قرأت إحدى المشاركات في التظاهرة بياناً صادراً عن صديقتها رزان، طبيبة طوارئ تعمل في قطاع غزة منذ نحو شهرَين، أشارت فيه إلى أنّها قضت ثلاثة أسابيع في مستشفى المعمداني (الأهلي العربي) في مدينة غزة شمالي القطاع، الذي يُعَدّ من بين المنشآت الطبية القليلة التي ما زالت تقدّم خدماتها، والذي قصفته إسرائيل فجر الأحد الماضي، وأضافت أنّ لا خيارات أمام الذين كانوا يتلقّون علاجات في المستشفى، علماً أنّ الموارد فيه كانت في الأساس محدودة ولم تكن تتوفّر فيه أدوية ومستلزمات جراحية، ولفتت إلى أنّ جهاز التصوير المقطعي المحوسب (سكانر) الوحيد في قطاع غزة كان في هذه المستشفى، وأنّ الهجوم الأخير ألحق أضراراً بالصيدلية وقسم الطوارئ وخزانات الأوكسجين.

يُذكر أن ذلك يندرج في إطار إمعان الاحتلال الإسرائيلي في استهداف المنظومة الصحية، وذلك منذ الأيام الأولى لحربه على الفلسطينيين في قطاع غزة التي انطلقت في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، واستأنفها قبل نحو أربعة أسابيع بعد هدنة هشّة أُعلن خلالها وقف لإطلاق النار في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، غير أنّها لم تصمد شهرَين.

وفي الوقفة الأخيرة التي نُفّذَت أمام  دائرة خدمات الهجرة والجنسية التابعة لوزارة الأمن الداخلي الأميركية في العاصمة واشنطن، تفادى المتحدّثون، كما في الاحتجاجات الأخيرة، ذكر أسمائهم، حتى بالنسبة إلى المشاركين الأميركيين، فالإجراءات التعسفية والتضييقات التي يمضي فيها ترامب، منذ تسلّمه ولايته الرئاسية الثانية بالبيت الأبيض في يناير الماضي، تثير قلق كثيرين في البلاد.

وأحدثت عملية اعتقال الناشط محمود خليل ردود فعل في الشارع الأميركي، تُرجمت في تحرّكات احتجاجية مختلفة، ويُذكر أنّ ترامب كان قد فاخر باعتقال خليل، وتوعّد بأنّ تلك العملية ما هي إلا "الأولى من بين عدد كبير من عمليات الاعتقال المقبلة"، بحسب ما جاء في تدوينة نشرها بعد يومَين من الواقعة. وكان موقع أكسيوس الإخباري الأميركي قد نقل، في تقرير سابق، عن وزارة الأمن الداخلي الأميركية، أنّها جمعت أدلّة تشير إلى أنّ خليل كان يدعم حركة حماس "بصورة نشطة، إنّما بطريقة غير مادية"، وأنّه كان "متورّطاً" في الاحتجاجات الطلابية المؤيّدة للفلسطينيين في جامعة كولومبيا بمدينة نيويورك، في العام الماضي.

يُذكر أنّ محمود خليل لم يخفِ يوماً نشاطه الداعم للفلسطينيين في قطاع غزة وسط حرب الإبادة التي تستهدفهم بها إسرائيل، بل كان من الوجوه البارزة في الاحتجاجات الطالبية، إذ كان طرفاً في المفاوضات بين الطلاب المحتجّين على الحرب على غزة وإدارة جامعة كولومبيا في مدينة نيويورك. وولد الشاب في مخيّم للاجئين الفلسطينيين في سورية، وهو يحمل الجنسية الجزائرية، علماً أنّه حصل على الإقامة الدائمة في الولايات المتحدة الأميركية بطريقة قانونية العام الماضي، أمّا زوجته نور عبد الله، فهي مواطنة أميركية، وحامل في أيامها الأخيرة.

ذات صلة

الصورة
رسوم ترامب تطاول الأفلام غير الأميركية لـ"إنقاذ هوليوود من موت سريع"

منوعات

لعلّ الرابح المحتمل في هوليوود من رسوم ترامب الجمركية هي مراكز صناعة السينما الأميركية، إذ لطالما اجتذبت الدول الأجنبية الإنتاجات بحوافز مالية.
الصورة
معبر كرم أبو سالم، غزة، 11 فبراير 2025 (هاني الشاعر/الأناضول)

اقتصاد

تشترط إسرائيل لوقف الحصار التجويعي على غزة، شركتين أمنيتين أميركيتين تقودهما قيادات استخباراتية لتولي عمليات التفتيش، إحداهما اسمها "سايف ريتش سوليوشنز"
الصورة

منوعات

أعلن دونالد ترامب أنه أمر بفرض رسوم جمركية جديدة على جميع الأفلام السينمائية المنتجة خارج الولايات المتحدة، زاعماً أن هوليوود حل بها "الدمار".
الصورة
سجن ألكاتراز كما يبدو في خليج سان فرانسيسكو، 21 أكتوبر 2024 (Getty)

مجتمع

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه وجّه حكومته لإعادة فتح وتوسيع سجن ألكاتراز، السجن السابق سيئ السمعة والواقع على جزيرة صغيرة في ولاية كاليفورنيا.
المساهمون