استمع إلى الملخص
- وليد، الذي اعتُقل في سبتمبر الماضي، واجه 56 تهمة مبنية على اعترافات آخرين، وكان ينتظر جلسة محاكمة جديدة قبل أن يسبقه الموت.
- يُعد وليد الشهيد الثالث والستين في سجون الاحتلال منذ بداية الحرب، حيث يُعرف سجن مجدو بظروفه القاسية واحتوائه على قسم خاص بالأطفال.
لم يكن خالد أحمد، والد الفتى وليد، من بلدة سلواد شمال شرق رام الله، يتوقع أن الخبر العاجل عن استشهاد أسير في سجن مجدو الإسرائيلي، مساء الأحد، سيكون عن ابنه القاصر، الذي لم يتجاوز 17 عاماً. فقد وصلته، فقط يوم الجمعة الماضية، تطمينات من أسير محرر كان قد التقى بوليد، بأن الأخير يتمتع بصحة جيدة ويرسل تحياته.
داخل بيت العزاء في سلواد، استقبل خالد المعزين منذ ظهر اليوم الاثنين، وروى لـ"العربي الجديد" اللحظات القاسية التي تلقّى فيها خبر استشهاد ابنه. يقول خالد: "سمعت في الأخبار عند الساعة العاشرة مساء عن استشهاد أسير في مجدو، لكن لم أتوقع أن يكون وليد. وبعد منتصف الليل، أبلغتنا هيئة شؤون الأسرى والمحررين أن الشهيد هو ابني".
ويستطرد: "كانت له آخر جلسة محاكمة في العاشر من فبراير/شباط، وأخبرنا المحامي بأن صحته جيدة. وحتى يوم الجمعة، أبلغني أسير محرر التقى بوليد يوم الخميس أنه بخير".
ويؤكد الأب أن وليد لم يكن يعاني من أي أمراض قبل اعتقاله، بل كان رياضياً مفعماً بالحيوية. ورغم إصابته لاحقاً داخل السجن بمرض جلدي (سكابيوس)، فقد خضع للعلاج وشفِي منه.
اعتُقل وليد في 20 سبتمبر/أيلول الماضي، وخضع لخمس جلسات محاكمة، وكان ينتظر الجلسة السادسة في 21 إبريل/نيسان المقبل. لكن الموت سبقه إلى تلك الجلسة.
ويوضح والده أن لائحة الاتهام بحق وليد تضمنت 56 بنداً، جميعها أنكرها، وهي مبنية على اعترافات آخرين. ويؤكد: "حتى اسمه لم يدلِ به في التحقيق إلا بعد يومين من وجود المحامي، فكيف يمكن توجيه هذا الكم من التهم لطفل؟".
يضيف خالد بحرقة: "هذه دولة احتلال لا تعرف الرحمة. تقصف البيوت على رؤوس ساكنيها في طولكرم وجنين وغزة التي مسحوها من على وجه الأرض، وتزج بآلاف الأسرى الفلسطينيين في السجون قبل وبعد 7 أكتوبر/تشرين الأول، فأين العالم المتحضر من كل هذا؟".
ورغم الفاجعة، يكرر خالد الحمد لله كلما تحدث عن ابنه، قائلاً: "كان شاباً طموحاً، محباً للتعليم وكرة القدم. كان يحلم بأن يصبح لاعب كرة محترفاً. لعب في أكاديمية العاصور، وقبلها في أكاديمية جوزيف بلاتر، وكان يمارس الملاكمة، وكان من الطلبة المتفوقين في الثانوية العامة".
وكانت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير قد أعلنا، فجر اليوم الاثنين، استشهاد الفتى وليد، دون أن تتضح بعد ظروف استشهاده.
ويُعد وليد الشهيد الثالث والستون الذي يُعلن عن استشهاده في سجون الاحتلال منذ بداية حرب الإبادة، من بينهم 40 شهيداً من قطاع غزة، وهذه الأرقام تشمل فقط من جرى التعرف على هوياتهم. ويُعتبر سجن مجدو، حيث استشهد وليد، من أبرز السجون التي شهدت عمليات تعذيب وتنكيل منذ بداية الحرب، ويضم قسماً خاصاً بالأطفال. وقد استشهد فيه أخيراً الأسير خالد عبد الله، قبل نحو 20 يوماً فقط.