استمع إلى الملخص
- أكدت ماري كيت شيلكي أن الارتباط يظل قوياً حتى مع عوامل الخطر الأخرى مثل التدخين، مشيرة إلى أن طلاق الوالدين قد يرفع هرمونات التوتر.
- تدعو الدراسة لفهم العوامل البيولوجية والاجتماعية وتحث على أبحاث إضافية حول الآثار الصحية طويلة الأمد لطلاق الوالدين.
وجدت دراسة نُشرت أخيراً، في مجلة PLOS One، أن واحداً من كل تسعة أشخاص ممن عانوا طلاق والديهم خلال طفولتهم، أبلغوا عن تشخيصهم بالسكتة الدماغية. ما الذي تقترحه هذه الدراسة؟
كشفت دراسة حديثة أن كبار السن الذين عانوا طلاق والديهم، خلال طفولتهم، قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية في مراحل لاحقة من حياتهم. وجد المؤلفون رابطاً قوياً بين طلاق الوالدين وزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، حتى بعد الأخذ في عين الاعتبار عوامل الخطر الأخرى المعروفة.
13 ألف مواطن
الدراسة، التي نشرت يوم 22 يناير/كانون الثاني في مجلة PLOS One، حللت بيانات أكثر من 13 ألف مواطن أميركي تبلغ أعمارهم 65 عاماً فأكثر. ووجدت أن واحداً من كل تسعة أشخاص ممن عانوا طلاق والديهم خلال طفولتهم أبلغوا عن تشخيصهم بالسكتة الدماغية. في المقابل، أفاد واحد فقط من كل 15 شخصاً ممن لم يختبروا طلاق والديهم بإصابتهم بالسكتة الدماغية. يشير هذا إلى أن طلاق الوالدين خلال الطفولة قد يكون له عواقب صحية طويلة الأمد.
تقول المؤلفة الرئيسية للدراسة، ماري كيت شيلكي، المحاضرة في قسم علم النفس في جمعية تيندال الجامعية، في تصريحات لـ"العربي الجديد": "تظهر دراستنا أنه حتى بعد الأخذ في الاعتبار عوامل الخطر الأخرى، مثل التدخين، وقلة النشاط البدني، وانخفاض الدخل، ومرض السكري، والاكتئاب، وضعف الدعم الاجتماعي، فإن الأشخاص الذين عانوا طلاق والديهم كانوا أكثر عرضة بنسبة 61% للإصابة بالسكتة الدماغية".
عقد من الزمن
تشير قوة الارتباط بين طلاق الوالدين وخطر الإصابة بالسكتة الدماغية إلى أنه مشابه لعوامل خطر أخرى معروفة، مثل مرض السكري والاكتئاب. هذه النتيجة تتماشى مع بحث سابق أجراه الفريق نفسه قبل نحو عقد من الزمن، والذي وجد أيضاً ارتباطاً قوياً بين طلاق الوالدين وخطر الإصابة بالسكتة الدماغية في مجموعة مختلفة من الأشخاص.
على الرغم من أن الدراسة لا تثبت أن طلاق الوالدين يسبب مباشرةً السكتات الدماغية، لكنها تسلط الضوء على الحاجة إلى فهم سبب وجود هذا الارتباط. يقترح الباحثون أن العوامل البيولوجية والاجتماعية قد تلعب دوراً في ذلك.
"من منظور بيولوجي، فإن تجربة طلاق الوالدين في الطفولة يمكن أن تؤدي إلى مستويات مرتفعة ومستمرة من هرمونات التوتر. وهذا قد يكون له تأثيرات طويلة الأمد على نمو الدماغ، وقدرة الطفل على التعامل مع التوتر في مراحل لاحقة من الحياة" تضيف شيلكي.
أخذ الباحثون في الاعتبار ما إذا كانت أشكال أخرى من الصعوبات في الطفولة، مثل الإساءة أو الإهمال، قد تفسر هذا الارتباط. ومع ذلك، وجدوا أنه حتى بين الأشخاص الذين لم يتعرضوا للإساءة الجسدية أو الجنسية، وكان لديهم على الأقل شخص بالغ داعم في منزلهم خلال الطفولة، كان خطر الإصابة بالسكتة الدماغية أعلى إذا كان والداهم قد انفصلوا.
توضح الباحثة أن الفريق وجد أنه حتى في غياب الإساءة في الطفولة، كان طلاق الوالدين لا يزال مرتبطاً بزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية. ولم تكن أشكال أخرى من الصعوبات في الطفولة، مثل الإساءة العاطفية أو الإهمال أو التعرض للعنف المنزلي، مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية في هذه الدراسة.
يأمل مؤلفو الدراسة أن تشجع نتائجهم على إجراء المزيد من الأبحاث حول الآثار الصحية طويلة الأمد لطلاق الوالدين. تقول شيلكي: "على الرغم من أن دراستنا لا يمكنها إثبات السبب والنتيجة، نأمل أن تلهم نتائجنا المتسقة الآخرين لاستكشاف هذا الموضوع بعمق".
إذا أكدت الأبحاث المستقبلية هذه النتائج، يمكن أن تؤدي إلى سؤال العاملين في المجال الصحي المرضى عن تاريخ عائلاتهم خلال الطفولة باعتباره جزءاً من جهود الوقاية من السكتة الدماغية. تؤكد الدراسة أهمية مراعاة تجارب الطفولة عند تقييم المخاطر الصحية لدى كبار السن: "معرفة ما إذا كان المريض نشأ في عائلة منفصلة، يمكن أن تساعد العاملين في المجال الصحي في تقديم توعية وجهود وقائية أكثر استهدافاً لتقليل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية"، تضيف المؤلفة الرئيسية إلى الدراسة.