العثور على رفات قرب موقع مجزرة حي التضامن في دمشق
استمع إلى الملخص
- سكان حي التضامن أكدوا أن المنطقة شهدت العديد من المجازر، مع العثور على 195 عظمة في موقع قريب من مجزرة الحفرة، واتهام مليشيات الدفاع الوطني بتنفيذ معظم المجازر.
- مؤسسة الدفاع المدني السوري تدعو للإبلاغ عن أي رفات بشرية لتجنب طمس الأدلة الجنائية، حيث استجابت لبلاغات مشابهة في يناير ويونيو 2025.
عثر سكان في مخيم اليرموك في العاصمة السورية دمشق على رفات بشري في أحد المباني، وذلك بالقرب من موقع المجزرة الشهيرة التي وقعت في حي التضامن في عام 2013. وأفادت مؤسسة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، في بيان أصدرته اليوم الاثنين، بأنّ "الفرق المختصة في البحث عن المفقودين في الدفاع المدني السوري استجابت، يوم أمس الأحد 14 سبتمبر/ أيلول 2025، لبلاغ عن وجود رفات بشري في بناء في حي التضامن خلال قيام أحد الأشخاص بأعمال إعادة تأهيل في البناء".
وأوضحت مؤسسة الدفاع المدني السوري أنّ "عمليات انتشال الرفات جرت بإشراف من الهيئة الوطنية للمفقودين، وبوجود ممثلين عن النيابة العامة وإدارة الأمن الجنائي ومركز الاستعراف بالطب الشرعي"، مضيفةً أنّ "الرفات وُجد في الطبقة الأرضية لبناء قيد الترميم، ووفقاً للمعطيات الأولية، فإنّه يعود لأكثر من خمسة أشخاص مجهولي الهوية". كذلك عُثر في الموقع على "حزّامة بلاستيكية تستخدم لتقييد الأيدي". وأكدت المؤسسة أنّ "الفريق المختص جمع الرفات وكلّ المتعلقات والأدلة في الموقع وفقاً للبروتوكولات الخاصة بالتوثيق والانتشال، ليتمّ تسليمها إلى مركز الاستعراف في الطب الشرعي".
في الإطار نفسه، قال أحمد النجم، أحد سكان حي التضامن في دمشق، لـ"العربي الجديد"، إنّ "هذه المنطقة معروفة بأنّها منطقة مجازر، وليست مجزرة واحدة فقط تلك التي وقعت فيها (...) نطالب الدولة أو لجنة المفقودين أو وزارة إدارة الطوارئ والكوارث بإغلاق هذه المنطقة بالكامل لفترة زمنية محدّدة والبحث فيها كلها، إلى حين الانتهاء من هذه المعضلة التي ترهقنا". وأشار إلى أنّه "في حال استمرّت الأمور على هذا النحو، فسوف يعثرون على جثث جديدة كلّ أسبوع أو أسبوعَين".
من جهته، قال عضو "تنسيقية حي التضامن" أحمد الشامي لـ"العربي الجديد" إنّ "المجازر في حي التضامن ليست واحدة أو اثنتَين أو ثلاثاً، بل عديدة. الإعلام ركّز سابقاً فقط على مجزرة حفرة التضامن التي ارتُكبت خلال نظام بشار الأسد، لكنّ ثمّة عدداً آخر من المجازر". وأوضح: "أمس، عُثر على 195 عظمة في مكان قريب من مجزرة الحفرة، وهو بناء كانت تُنفَّذ فيه إعدامات ميدانية"، مشيراً إلى أنّ "صالة الحسناء والأقبية في حي التضامن مليئة بالرفات، لكن لا تحقيقات في هذه الجرائم حتى اللحظة". ولفت الشامي إلى أنّ "ثمّة مواطنين يعيدون بناء منازلهم أو ترميمها، وخلال تلك الأعمال يبلغون عن عثورهم على رفات في داخل المباني"، متّهماً "مليشيات الدفاع الوطني التي كانت متمركزة في المنطقة بتنفيذ معظم المجازر".
في سياق متصل، قال مالك مصطفى، من أعضاء "تنسيقية حي التضامن" كذلك، لـ"العربي الجديد"، إنّ "المجازر في حي التضامن أكثر من أن تُحصى. المجزرة المعروفة لدى الجميع هي مجزرة الحفرة، وثمّة أخرى مثل مجزرة البئر"، فيما يشير إلى الموقع الذي يحتوي على عظام بشرية والذي اكتُشف أمس الأحد.
وكانت فرق الدفاع المدني السوري قد استجابت في وقت سابق لبلاغَين عن رفات في حي التضامن، وذلك في السابع من يناير/ كانون الثاني 2025، فانتشلَت رفاتاً بشرياً مجهول الهوية من على سطح الأرض يعود لشخصَين على الأقلّ. أمّا في 15 يونيو/ حزيران 2025، فانتُشلت رفاتاً بشرياً آخر مختلطاً ومتناثراً على سطح أحد المباني المهجورة في الحي.
وتدعو مؤسسة الدفاع المدني السوري الأهالي إلى ضرورة إبلاغ مراكزها أو الجهات المختصة عند العثور على أيّ رفات بشري، أو مقابر جماعية، وعدم العبث به "لأنّ أيّ تدخّل غير مختصّ يُلحق ضرراً بالغاً بمسرح الجريمة ويؤدّي إلى طمس الأدلة الجنائية، التي تُعَدّ أساسية في الكشف عن مصير المفقودين وتحديد هوياتهم، وفي تعقب المتورّطين في جرائم الاختفاء القسري".