استمع إلى الملخص
- تسبب الزلزال الأول بقوة 6 درجات في دمار واسع بإقليمي كونار وننكرهار، بينما أدى زلزال ثانٍ بقوة 5.5 درجات إلى عرقلة جهود الإنقاذ، مع تحذيرات من ارتفاع عدد القتلى.
- تلقت أفغانستان مساعدات دولية من قطر وتركيا والهند وباكستان وإيران والإمارات، لدعم عمليات الإنقاذ وتقديم الإغاثة للمتضررين.
ارتفعت حصيلة ضحايا الزلزال المدمّر الذي ضرب مناطق في شرق أفغانستان، الإثنين الماضي، إلى 2500 قتيل ونحو 4000 جريح. وقال نائب الناطق باسم حكومة حركة طالبان، حمد الله فطرت، إن أعمال الإنقاذ تتواصل في المناطق الجبلية التي تأثرت بشكل كبير نتيجة الزلزال المدمر. أما الزعيم القبلي عبد الستار خان فقال لـ"العربي الجديد": "أتوقع أن يتجاوز عدد القتلى 4000 آلاف أو حتى 5000 آلاف"، وأوضح أن أعمال الإغاثة مستمرة والحكومة ومختلف شرائح الشعب تعمل بكل الوسائل لإنقاذ الضحايا وإغاثة المتضررين، لكن التضاريس الصعبة وقلّة الإمكانيات تعيقهم.
وفي وقت ذكر مركز أبحاث العلوم الجيولوجية الألماني (جي إف زد) أن زلزالاً بقوة 6.2 درجات على مقياس ريختر هزّ شرق أفغانستان، اليوم الخميس، واصل عمال الإنقاذ جهودهم لانتشال الجثث من تحت أنقاض المنازل التي دمّرها زلزال الإثنين الماضي. وقالت حكومة طالبان إنّ عمليات البحث استمرت حتى وقت متأخر من أمس الأربعاء في المناطق الجبلية الشرقية التي ضربها الزلزال، إذ انتُشل مزيد من الجثث. وقال أحد الناجين في إقليم كونار الأكثر تضرراً: "دُمِّر كل ما كان لدينا، انهار منزلنا، وفقدنا كل ممتلكاتنا وأمتعتنا. كل ما تبقى هو هذه الملابس التي نرتديها".
وتسبّب الزلزال الأول، الذي كان بقوّة ست درجات وكان أحد أعنف الزلازل في أفغانستان في السنوات القليلة الماضية، بأضرارٍ ودمارٍ واسع النطاق في إقليمَي كونار وننكرهار يوم الأحد، عندما وقع على عمق ضحل يبلغ عشرة كيلومترات. كما تسبّب زلزال ثانٍ بقوة 5.5 درجات، يوم الثلاثاء، في حالة من الذعر وعرقلة جهود الإنقاذ، إذ أدّى إلى انزلاق الصخور من الجبال وقطع الطرق المؤدية إلى القرى في المناطق النائية. وذكرت السلطات أن نحو 3 آلاف و400 شخص آخرين أصيبوا وانهار أكثر من 6 آلاف و700 منزل. وحذّرت الأمم المتحدة من احتمال ارتفاع عدد القتلى، إذ لا يزال الناس محاصرين تحت الأنقاض، مع نفاد الوقت للعثور على ناجين.
وقال الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر إنّ "الاحتياجات الإنسانية هائلة وتتزايد بوتيرة سريعة". أضاف نقلاً عن أرقام أولية أن "ما يصل إلى 84 ألف شخص تأثروا بشكل مباشر وغير مباشر مع نزوح الآلاف". وقد أُبيدت عائلات بكاملها في بعض قرى إقليم كونار، وبحث الناجون بيأس عن أقاربهم بين الأنقاض وحملوا الجثث على نقالات، وحفروا القبور بالمعاول في انتظار وصول المساعدات. وأظهرت صور "رويترز" شاحنات، بعضها محمّل بأكياس دقيق وبعضها يُقلّ رجالاً يحملون مجارف، متجهةً إلى قرى نائية على منحدرات أعلى. كما أنزلت السلطات عشرات من أفراد القوات الخاصة جوّاً في مواقع لم تتمكن طائرات الهليكوبتر من الهبوط فيها.
ووصلت مساعدات من دول عدة، في حين ساهمت أخرى فرق لمتابعة عمليات الإنقاذ. وأرسلت قطر أربع طائرات محملة بمساعدات وإحتياجات طبية، وسلّم وفدها برئاسة وزيرة الدولة للتعاون الدولي الدكتورة مريم بنت علي بن ناصر آل مسند المساعدات التي شملت مستشفيات ميدانية ومواد غذائية وطبية ومسلتزمات إيواء. أيضاً وصلت مساعدات من تركية والهند وباكستان وإيران والإمارات.
(رويترز، فرانس برس)