يتواصل أعمال مؤتمر حزب المحافظين السنوي لليوم الثالث على التوالي، والذي سيختار فيه الأعضاء زعيم الحزب الجديد خلفاً لرئيس الحكومة والزعيم السابق ريشي سوناك، وذلك بعد هزيمتهم المدوية في انتخابات مجلس العموم البريطاني في يوليو/تموز الماضي. ويشارك في المؤتمر المنعقد في مدينة برمنغهام مئات الأعضاء من مختلف الأماكن في بريطانيا، وأبرز ما يناقشه المندوبون الأعضاء في المؤتمر قضيتين مركزيتين، خسارة الحزب للسلطة بعد أربعة عشر عاماً في الحكم، واختيار زعيم جديد للحزب يقود المرحلة القادمة.
وينافس كل من روبرت جينريك وكيمي بادينوتش وجيمس كليفرلي وتوم توغندهات، على زعامة الحزب، حيث ستُعلَن نتائج الانتخابات الداخليّة، في اليوم الأخير للمؤتمر غداً الأربعاء. ويطرح كل مرشح من المرشحين الأربعة، مجموعة من القضايا ضمن النقاشات الداخليّة، أبرزها تتعلق بقضايا الهجرة والاقتصاد والسياسية الخارجية. وهيمنت على جزء من النقاشات والتنافس الداخلي بين المرشحين، تنافس على من يدعم دولة إسرائيل دعماً أكبر.
وقال المرشّح روبرت جينريك إنه يجب عرض نجمة داوود عند كل نقطة دخول إلى المملكة المتحدة لإظهار "وقوفنا مع إسرائيل". وفي حديثه خلال لقاء مع مجموعة أصدقاء إسرائيل في حزب المحافظين، قال إنه يريد أن تكون بريطانيا "الدولة الأكثر ترحيباً في العالم بالإسرائيليين والمجتمع اليهودي".
وأضاف المرشح الأوفر حظاً للفوز بحسب العديد من التوقعات، إنه بينما كان وزيراً للهجرة، دفع الإسرائيليين المسافرين إلى بريطانيا إلى استخدام البوابات الإلكترونيّة، قائلًا إن هذا يعني أنه في "كل مطار ونقطة دخول إلى بلدنا العظيم، توجد نجمة داوود، رمزاً لدعمنا لإسرائيل". وقال في اللقاء على هامش أعمال المؤتمر والذي ارتدى خلاله كنزة كتب عليها "حماس إرهابيّة"، إنه في حال أصبح رئيسًا للوزراء، فسوف ينقل السفارة البريطانيّة إلى القدس.
أمّا المرشّحة كيمي بادنوخ، فأشادت بالتكتيكات الدفاعيّة الإسرائيليّة، في تصريحات خلال المؤتمر قالت فيها إن إسرائيل فعلت "شيئاً مذهلاً باستخدام أجهزة النداء"، في إشارة لعمليّة تفجير أجهزة البيجر بعناصر حزب الله اللبناني، والتي أدت إلى مقتل العشرات وإلى إصابة الآلاف بينهم مدنيون. وقالت أيضاً إنها "متعاطفة للغاية مع الحجة الإسرائيلية" لأنهم "يتعرضون للانتقاد دائماً". كما قالت إنها تتعاطف مع الفلسطينيين "الذين وقعوا في المنتصف" على حد تعبيرها. عندما سُئلت عن الموقف الذي ينبغي أن يتخذه حزب المحافظين بشأن الحرب في الشرق الأوسط في إشارة إلى الحرب على غزة، أجابت: "كان موقفي واضحاً للغاية دائماً، فلإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها".
وقالت أيضاً إن "المملكة المتحدة حليفة لإسرائيل، وأنا أقف مع إسرائيل، ولا يمكننا الوقوف مع حزب الله، ولا يمكننا الوقوف مع حماس، نحن نعرف من هم الأشرار. الإرهاب الإسلامي هو شيء لا ينبغي أبداً أن نرضى به، إنه خطير للغاية". وأكدت في حديثها أن إسرائيل "في الخط الأمامي، وهي محاطة بالكثير من الأعداء".
أمّا المرشح الثالث جيمس كليفرلي الذي كان وزيراً للخارجيّة ومن ثم وزيراً للداخليّة في حكومة ريشي سوناك الأخيرة، فعرف عنه دعمه لإسرائيل في العديد من المواقف خلال السنة الأخيرة، ورفضه للتصويت لوقف إطلاق النار في البرلمان البريطاني، وإطلاقه تصريحات ضد مظاهرات التضامن مع فلسطين التاريخيّة في المملكة المتحدة. وقال كليفرلي خلال المؤتمر اليوم الثلاثاء، إنه يؤيد التوغل العسكري الإسرائيلي في لبنان، معتبراً أن إسرائيل "لها الحق في الدفاع عن نفسها"، لكن دعمه يأتي مع التحذير من أن المملكة المتحدة يجب أن "تستمر في الالتزام بالقانون الإنساني الدولي".
وكان توم توغندهات، الذي يتنافس أيضاً على خلافة ريشي سوناك زعيماً لحزب المحافظين، أكثر تحفظاً عندما سُئل عما إذا كان يؤيد الاجتياح الإسرائيلي، إذ قال في تصريحات لقناة "أل بي سي": "سأحكم على الإجراءات فور وقوعها وفور اتخاذها. في الوقت الحالي، كل ما يمكنني قوله هو أن حزب الله اللبناني (...) شرير صاف في العالم، وأي شيء نفعله لتقليله هو أمر جيد". كما قال إنه "قلق للغاية" على أصدقائه في لبنان بعد غزو إسرائيل، ولكنه "مسرور للغاية" لأن نظام حزب الله "الخبيث والشرير" قد تم القضاء عليه. وأبدى المرشحون الأربعة إعجابهم في دونالد ترامب وقسم منهم تأييدًا مباشراً متمنين له الفوز في الانتخابات الأميركيّة القريبة.