استمع إلى الملخص
- لعب فيدان دوراً محورياً في إفشال المحاولة الانقلابية الفاشلة عام 2016، وكان اسمه مطروحاً في قضايا مختلفة خلال المواجهات مع جماعة "الخدمة"، مدعوماً بقوة من الرئيس أردوغان.
- أكد فيدان تعرضه لحملات استهداف واغتيال سياسي، مشيراً إلى محاولات لتقليل شأنه واتهامات بالتعاون مع جهات معادية، لكنه شدد على استمراره في خدمة بلده رغم التحديات.
كشف وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الجمعة، أنه تعرّض قبل سنوات لمحاولة اغتيال عبر تسميمه بكميات كبيرة من الزئبق والزرنيخ، لكنه تعافى منها. جاء ذلك في حوار أجراه مع قناة "24"، تطرّق فيه إلى المواجهات السياسية الداخلية، ليروي بشكل مقتضب قصة تسميمه. ويُعد فيدان حالياً من أبرز مهندسي السياسة الخارجية لتركيا، وأحد أقوى رجالات الرئيس رجب طيب أردوغان، إذ شغل منصب رئيس جهاز المخابرات التركية لمدة 13 عاماً قبل تولّيه وزارة الخارجية في عام 2023.
وخلال سنوات خدمته في رئاسة جهاز المخابرات، كان له دور كبير في إفشال المحاولة الانقلابية الفاشلة في عام 2016، التي اتُّهمت جماعة "الخدمة" بتنفيذها، واستُؤصلت على أثرها من مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية. وخلال سنوات المواجهة بين الحكومة التركية وجماعة "الخدمة"، كان اسم فيدان مطروحاً باستمرار في قضايا مختلفة، وكان مطلوباً للتحقيق معه بعد بدء مرحلة السلام وإجراء لقاءات مع حزب العمال الكردستاني في أوسلو عام 2012، لكنه تمكّن من الإفلات من القضية بدعم قوي من الرئيس أردوغان، الذي كان حينها رئيساً للوزراء.
وردّاً على سؤال حول تعرّضه للاستهداف من قِبل وسائل إعلام معارضة، عقب حديثه لزعيم المعارضة أوزغور أوزال، الذي قال له إنه "يجب أن يعرف حدّه" في معرض انتقاده للرئيس أردوغان واتهامه له بتنفيذ انقلاب في البلاد بعد سجن رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو في مارس/آذار الماضي، قال فيدان: "أمضيتُ برفقة الرئيس أردوغان مراحل عديدة، وخضتُ معه جميع المواجهات التي واجهها. ونتعرّض بشكل كبير للاستهداف والاغتيال السياسي من خلال استهدافي الشخصي، وفي مقدّمة من يستهدفوننا جماعة الخدمة والمنظمات الأخرى، وقد شنّوا حملات لا تزال مستمرة بحقي وبحق عائلتي".
وأضاف: "منذ 2010، ومنذ تولّيتُ رئاسة المخابرات، تعرّضتُ لحملات تهدف إلى التقليل من شأني أمام الرأي العام. اتهموني بالتعاون مع حزب العمال الكردستاني خلال مرحلة السلام (2013–2015)، وقدّموا بلاغاً للنيابة العامة، كما اتُّهِمتُ بدعم تنظيم داعش عبر شاحنات تابعة للمخابرات خلال فترة الحرب في سورية عام 2013، كما اتُّهِمتُ خلال أحداث 17–25 ديسمبر/ كانون الأول 2013 بإدارة خلية تابعة لإيران، وكثير من الافتراءات التي أصبحت معتادة".
وتابع: "تعرّضت لمحاولات اغتيال، وللتسميم أيضاً"، ليسأله المذيع عمّا إذا كان يكشف عن مسألة التسميم لأول مرة، ليجيب: "نعم، تعرّضت للتسميم بإعطائي جرعات كبيرة من الزئبق والزرنيخ، بحسب ما أظهرته التحاليل الطبية"، وأكد أن "ذلك حصل قبل أربع أو خمس سنوات، وتلقيت العلاج"، رافضاً الخوض في مزيد من التفاصيل، مكتفياً بالقول إن "الأعداء موجودون في الداخل والخارج"، ومشدداً على أن كل ما حصل لم يجعله يتراجع عن خدمة بلده. ويُعد هذا التصريح أول تأكيد علني من فيدان على تعرّضه لعملية تسميم، وهو ما أثار تفاعلاً واسعاً في الإعلام التركي، وتصدّر اسمه مواقع التواصل الاجتماعي نظراً لشهرته ومكانته في الساحة السياسية.