استمع إلى الملخص
- أجرى وزير الخارجية الأردني محادثات مع نظيره السوري لدعم وحدة واستقرار سوريا، بينما أكد وزير الخارجية التركي أن بلاده تتخذ احتياطاتها لتجنب موجة هجرة جديدة.
- زار وزير الخارجية الإيراني دمشق وأنقرة لدعم الجيش السوري، وأجرى مباحثات مع روسيا، بينما أكد الأسد الدفاع عن استقرار سوريا، واعتبر الائتلاف الوطني السوري سيطرة المعارضة انتصاراً أخلاقياً.
عبّرت الولايات المتحدة عن "قلقها" بشأن التطورات الأخيرة في سورية، بعد سيطرة فصائل المعارضة على مناطق واسعة في الشمال السوري، وقالت إنها تتابع الوضع عن كثب، وتُجري اتصالات مع عواصم المنطقة بشأن هذه التطورات. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، شون سافيت، في بيان أمس السبت، إن رفض النظام السوري المستمر الانخراط في العملية السياسية المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن الدولي 2254 واعتماده على دعم روسيا وإيران، هو ما أدى إلى الانهيارات الحاصلة في خطوط النظام شمال غرب سورية.
وأكد سافيت أن الولايات المتحدة لا علاقة لها بالهجوم الذي تقوده "هيئة تحرير الشام"، المصنفة منظمة إرهابية على القوائم الأميركية، داعياً إلى "خفض التصعيد وحماية المدنيين والمجموعات الأقلية، مع التأكيد على ضرورة إطلاق عملية سياسية جدية وقابلة للتطبيق لإنهاء الحرب الأهلية وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي 2254". كما أكد التزام الولايات المتحدة بـ"الدفاع الكامل عن أفرادها ومواقعها العسكرية في سورية، لضمان عدم عودة تنظيم داعش مجدداً"، وفق تعبيره.
وكانت وسائل إعلام عبرية تحدثت عن وجود "تنسيق وطيد بين الجيشين الإسرائيلي والأميركي، تحسباً لانهيار النظام في سورية وتداعياته". مشيرة إلى أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "أجرى مشاورات أمنية عاجلة بشأن التطورات في سورية". وتحدثت القناة 12 الإسرائيلية عن إقالة روسيا سيرغي كيسيل قائد القوات الروسية في سورية من منصبه، مضيفة أن "الجيش الإسرائيلي يستعد لاحتمال اضطراره إلى تنفيذ غارات جوية في سورية خشية وقوع أسلحة استراتيجية في أيدي المعارضة".
الأردن يتابع الأوضاع في سورية
في الأثناء، بحث وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، مع وزير خارجية النظام السوري بسام الصباغ، اليوم الأحد، تطورات الأوضاع في سورية، خصوصا في محافظتي حلب وإدلب. وبحسب بيان صادر عن الخارجية الأردنية، وضع الصباغ الصفدي في صورة هذه الأوضاع وتداعياتها والجهود المبذولة إزاءها. وأكد الصفدي خلال اتصال هاتفي مع الصباغ أن "الأردن يتابع هذه التطورات بقلق"، وشدد على "وقوف الأردن إلى جانب سورية ووحدة أراضيها وسيادتها واستقرارها وسلامة مواطنيها، ورفض كل ما يهدد أمنها واستقرارها".
وشدد الصفدي على ضرورة تكثيف الجهود للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية ينهي كل تبعاتها ويعيد إلى سورية أمنها واستقرارها ويحفظ سيادتها ويخلصها من الإرهاب. واتفق الجانبان على استمرار التواصل حول كل الجهود المستهدفة تحقيق الأمن والاستقرار. وكان وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، قال بدوره أمس السبت إن بلاده "ليست منخرطة في الصراعات الدائرة في حلب"، مؤكداً في الوقت نفسه أن أنقرة "تتخذ احتياطاتها، وستتجنب أي إجراء قد يؤدي إلى موجهة هجرة جديدة".
في غضون ذلك، يصل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى دمشق اليوم الأحد، قبل أن يتوجه إلى أنقرة، ومن هناك إلى وجهة إقليمية أخرى، وفق بيان للخارجية الإيرانية، الذي أشار إلى أن الهدف من الجولة بحث "القضايا الإقليمية، خاصة التطورات الأخيرة" في سورية.
وقال عراقجي في احتفال بمناسبة يوم البحرية الإيرانية في طهران اليوم إنه يحمل "رسالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى الحكومة السورية (النظام السوري برئاسة بشار الأسد)"، مؤكداً: "نحن ندعم بحزم الجيش والحكومة في سورية"، مضيفاً وفق ما أوردته وكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية "نعتقد أن الكيان بعد إخفاقاته يسعى عبر المجموعات الإرهابية إلى تطبيق أهدافه في ضرب استقرار المنطقة وأمنها".
ومساء السبت، بحث عراقجي، هاتفياً، مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، تطورات الأوضاع في سورية، بالإضافة إلى ملفات إقليمية ودولية. وذكر بيان للخارجية الإيرانية أنّ الطرفين شددا خلال المباحثات على "ضرورة التنسيق مع موسكو بشأن سورية قدر الإمكان".
وكان رئيس النظام السوري بشار الأسد توعّد بـ"دحر الإرهابيين وداعميهم"، في أول تعليق له على تقدّم فصائل المعارضة في مدينة حلب وريفها وسيطرتها على كامل محافظة إدلب وأجزاء واسعة من ريف حماة الشمالي. وقال الأسد خلال اتصال هاتفي مع رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد، أمس السبت، إن "سورية مستمرة في الدفاع عن استقرارها ووحدة أراضيها في وجه كل الإرهابيين وداعميهم". وأضاف أنها "قادرة وبمساعدة حلفائها وأصدقائها على دحرهم والقضاء عليهم مهما اشتدت هجماتهم"، على حد وصفه.
كما بحث الأسد في اتصال مماثل التطورات في سورية مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني. وذكر المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي أمس السبت، أن السوداني أكد أن "أمن سورية واستقرارها يرتبطان بالأمن القومي للعراق، ويؤثران في الأمن الإقليمي عموماً، ومساعي ترسيخ الاستقرار في الشرق الأوسط". ويتزامن ذلك مع إعلان فصيلين مسلحين في العراق، مدعومين من طهران، أنهما يستعدان للتوجه إلى سورية للقتال إلى جانب قوات النظام، فيما تداول ناشطون مقطع فيديو لقيادي بمليشيا "بدر" في دمشق يؤكد انتشارا مكثفا للفصائل العراقية في منطقة السيدة زينب، جنوب شرق العاصمة السورية.
من جهة أخرى، قال رئيس الائتلاف الوطني السوري هادي البحرة إن سيطرة فصائل المعارضة على مدينة حلب تمثل انتصاراً أخلاقياً يعكس إرادة السوريين في الكرامة والحرية. وأضاف البحرة، عبر منشور على منصة "إكس"، أن "تحرير مدينة حلب حمل رسائل إنسانية عميقة تعكس إرادة الشعب السوري في الكرامة والحرية، إلى جانب دلالاته العسكرية في المواجهة مع النظام".
وأكد أن "حفظ أمن وسلامة السوريين يمثل أمانة ومسؤولية جماعية"، معتبراً أن "هذه اللحظة تعد فرصة تاريخية للسوريين لاتخاذ خيارهم الحر في إنهاء الظلم والاستبداد، والوقوف إلى جانب إخوانهم الذين يضحون من أجل بناء سورية حرة وديمقراطية، دولة تحتضن جميع أبنائها بمختلف أطيافهم ومكوناتهم".