هيغسيث وتطبيق سيغنال.. "واشنطن بوست" تكشف المزيد من فصول القضية
استمع إلى الملخص
- كشفت الفضيحة، المعروفة بـ"سيغنال جيت"، عن مشاركة تفاصيل حساسة حول عملية عسكرية في اليمن، مما أدى إلى حظر إدارة بايدن استخدام التطبيق للمعلومات السرية.
- انتقد الأدميرال المتقاعد ويليام ماكرافن فريق هيغسيث لعدم التعامل الجيد مع القضية، داعياً إلى تحمل المسؤولية والاعتماد على مسؤولي الدفاع الجديرين بالثقة.
تتواصل قضية استخدام وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث لتطبيق المحادثة الفورية "سيغنال" بالتفاعل في واشنطن مع كشف تقارير إعلامية المزيد من التفاصيل عن مدى اعتماد الوزير لهذا التطبيق في تبادل معلومات من المفترض أنها سرية ويجب التعامل معها بحذر للحؤول دون تسربها، متجاهلاً أن التطبيق لا يعتبر آمناً.
وكشفت صحيفة واشنطن بوست، اليوم الخميس، عن إصدار هيغسيث في وقت سابق هذه السنة توجيهات لمساعديه بتثبيت تطبيق سيغنال على جهاز الكمبيوتر في مكتبه بوزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون)، ما سمح بدمج منصة اتصالات تجارية وغير آمنة، من جهة سرية البيانات، مع أنظمة شديدة الحماية تعتمد عليها الحكومة الأميركية لحماية الخطط العسكرية وغيرها من المعلومات الحساسة.
وجاء طلب هيغسيث بتثبيت سيغنال على الكمبيوتر بحيث يكون متزامناً مع التطبيق المثبت على هاتفه المحمول لاستخدامه في التنسيق بشكل أسرع مع البيت الأبيض وكبار مسؤولي ترامب الآخرين باستخدام التطبيق، والتواصل بسهولة مع أي شخص أيضاً، سواء كان مسؤولاً حكومياً أو من أفراد عائلته، وذلك لتجاوز مشكلة انقطاع الخدمة عن الهواتف المحمولة، وعدة أجهزة إلكترونية أخرى، في كثير من الأماكن بمبنى البنتاغون.
وأشارت الصحيفة إلى أن خطوة هيغسيث دفعت عدداً من مساعديه، بمن فيهم جو كاسبر رئيس أركان هيغسيث آنذاك، إلى المطالبة أيضاً بتثبيت التطبيق على أجهزة الكمبيوتر في مكاتبهم أيضاً، وأعرب مساعدون آخرون، بمن فيهم جو كاسبر رئيس أركان هيغسيث آنذاك، ولكن من غير الواضح مدى انتشار استخدام التطبيق، كما أنه من غير الواضح ما إذا كان هيغسيث وفريقه من المستشارين السياسيين قد التزموا بالقانون الأميركي الذي يُلزمهم بالحفاظ على الرسائل المتبادلة.
ورغم أن مكتب شون بارنيل، المتحدث باسم هيغسيث، أكد أن هيغسيث "لم يستخدم ولا يستخدم، حالياً، برنامج سيغنال على جهاز الكمبيوتر الحكومي الخاص به"، أفاد اثنان من المطلعين على عادات هيغسيث في العمل بأنه ثبّت تطبيق سيغنال على جهاز كمبيوتر ثانٍ في مكتبه، وأضافا، بحسب واشنطن بوست، أنه كان مهتماً أيضاً بتثبيت برنامج لإرسال رسائل نصية تقليدية من المكتب.
وأصبح استخدام هيغسيث تطبيق سيغنال أزمة متنامية للبنتاغون بعد الكشف عن أنه استخدمه الشهر الماضي لمشاركة تفاصيل حساسة حول العملية العسكرية في اليمن في مناسبتين على الأقل، الأولى في مجموعة دردشة أنشأها مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض مايكل والتز، والثانية في مجموعة أصغر أنشأها هيغسيث وأشرك فيها زوجته وشقيقه ومحاميه الشخصي وعدداً من مساعديه.
ودافعت إدارة دونالد ترامب عن استخدامها تطبيق سيغنال لإجراء الأعمال الرسمية، حيث أشار بعض القادة إلى أن التطبيق أصبح الآن شائع الاستخدام داخل الحكومة. وفي الشهر الماضي، أخبر مدير وكالة المخابرات المركزية جون راتكليف المشرعين خلال جلسة استماع للجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ أن التطبيق مُثبّت على بعض أجهزة الكمبيوتر التابعة لوكالته. وكانت إدارة جو بايدن قد صرحت باستخدام تطبيق سيغنال بشكل محدود داخل الحكومة الأميركية في 2023، ولكن يُحظر مشاركة المعلومات السرية وغيرها من المواد شديدة الحساسية عبر التطبيق. ورغم ذلك ظل استخدام التطبيق أقل شيوعاً في البنتاغون حيث لم يكن يعلم سوى القليلين أن هيغسيث ثبّت البرنامج على جهاز كمبيوتر مكتبي، وفقا للصحيفة.
وبدأت فضيحة استخدام التطبيق في المحادثات السرية والتي أطلق عليها الإعلام الأميركي اسم"سيغنال جيت"، في مارس/آذار الماضي عندما ذكرت مجلة "أتلانتيك" أن مايكل والتز أدرج، عن طريق الخطأ، رئيس تحريرها في مجموعة على سيغنال لتنسيق الهجوم الأميركي على اليمن. وضمّت المحادثة نحو 20 مسؤولاً كبيراً في الإدارة، بمن فيهم والتز وهيغسيث وراتكليف، ونائب الرئيس جي دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو. وتحدث المشاركون بالمجموعة حول سياسة الإدارة وموعد تنفيذ الضربات على اليمن، وأنواع الطائرات والأسلحة التي ستُستخدم، والأهم من ذلك تحديد الأوقات، ما يعرض حياة الجنود للخطر. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز، يوم الأحد الماضي، أن هيغسيث شارك تفاصيل مماثلة حول عملية اليمن في مجموعة أخرى على سيغنال، ضمت زوجته وشقيقه ومحاميه الشخصي.
وقال الأدميرال ويليام ماكرافن، ضابط البحرية المتقاعد الذي أشرف على الغارة التي قتلت في مايو/أيار 2011 زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، في مقابلة مع شبكة سي إن إن، يوم الثلاثاء الماضي، إن فريق هيغسيث لم يُحسن التعامل مع القضية و"من الواضح أن المعلومات التي بُثت على سيغنال كانت سرية"، وحث ماكرافن هيغسيث على تحمّل مسؤولية أخطائه والاعتماد بشكل أكبر على الضباط العسكريين ومسؤولي الدفاع الآخرين الجديرين بالثقة، وقال ماكرافن: "يجب أن تتحلى ببعض الجرأة والثقة، ولكن من الأفضل أن تتحلى ببعض التواضع قبل بدء عمل كهذا".