مقابلة| طبيب فرنسي من طاقم سفينة "مادلين" يروي تفاصيل القرصنة الإسرائيلية

باريس
محمد عبد القوي/إكس
محمد عبد القوي
محمد عبد القوي، صحافي مصري مقيم في فرنسا.
11 يونيو 2025   |  آخر تحديث: 22:32 (توقيت القدس)
طبيب فرنسي من طاقم "مادلين" يناشد الحكومة الفرنسية التدخل العاجل
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تعرض الطبيب الفرنسي بابتيست أندريه وطاقم سفينة "مادلين" لاحتجاز قاسي من قبل الجيش الإسرائيلي أثناء محاولتهم كسر الحصار عن غزة، حيث تم اعتراضهم في المياه الدولية واحتجازهم في ظروف صعبة.
- السلطات الإسرائيلية قدمت وثيقة ترحيل مزيفة للطاقم، مدعية دخولهم الأراضي الإسرائيلية دون إذن، ورفض أندريه وزملاؤه التوقيع عليها. وجه أندريه نداءً للحكومة الفرنسية للتدخل للإفراج عن زملائه.
- أنقذ طاقم "مادلين" أربعة مهاجرين أفارقة وسلموهم للسلطات اليونانية. وأكد بيان لفريق النائبة الفرنسية ريما حسن أن احتجاز الطاقم يشكل انتهاكاً للقانون الدولي، داعياً الاتحاد الأوروبي للتحرك.

كشف الطبيب والناشط الفرنسي بابتيست أندريه، أحد أفراد طاقم السفينة "مادلين" التابعة لتحالف أسطول الحرية، عن تفاصيل ما تعرّض له هو وزملاؤه من احتجاز وصفه بـ"القاسي"، بعد اعتراض جيش الاحتلال الإسرائيلي للسفينة في أثناء توجهها إلى قطاع غزة لكسر الحصار. وفي مقابلة مع "العربي الجديد" عقب عودته إلى باريس، أكد أندريه أن جيش الاحتلال اعترض القارب في المياه الدولية، واقتاد الطاقم بالقوة إلى الأراضي المحتلة، حيث احتُجزوا في ظروف شديدة الصعوبة.

وأوضح أندريه أن وحدة كوماندوز إسرائيلية مؤلفة من نحو 80 جندياً مدعومة بزوارق حربية، حاصرت السفينة فجر يوم الاثنين الفائت عند الساعة الثانية والنصف، على بعد يزيد على 100 ميل بحري من السواحل الإسرائيلية. ولفت إلى أن اعتراض السفينة "مادلين" جرى في المياه الدولية بينما كانت تسير بشكل قانوني تماماً، قائلاً: "لم نقترب من أي حدود، وحصل اعتراضنا في المياه الدولية في أثناء مسارنا القانوني".

وأضاف أن القوات الإسرائيلية سيطرت على القارب بالقوة، وحبست الطاقم لمدة 18 ساعة في المقصورة السفلية للسفينة، مع تقديم الماء والطعام بشكل محدود، حتى وصولهم إلى ميناء أسدود. وذكر أن الجنود أغلقوا أبواب المقصورة وأبقوا النشطاء تحت المراقبة المستمرة، قبل نقلهم إلى مركز احتجاز قريب من مطار بن غوريون.

الصورة
الطبيب الفرنسي بابتيست أندريه عقب عودته إلى باريس، 10 يونيو 2025 (العربي الجديد)
الطبيب الفرنسي بابتيست أندريه بعد عودته إلى باريس، 10 يونيو 2025 (العربي الجديد)

وأوضح أندريه أن الطاقم خضع لتفتيش دقيق باستخدام كلاب بوليسية، ثم نُقل عبر حافلات مغلقة، مشيراً إلى أن الجنود تعاملوا معهم بقسوة، وحرموهم النوم والطعام لفترات طويلة، كذلك رفضوا إعطاءهم معلومات عن مكان الاحتجاز أو مواعيده. وأشار إلى أن المحاميات الفلسطينيات الموكّلات للدفاع عن الطاقم تعرّضن لسوء معاملة من قبل سلطات الهجرة الإسرائيلية، حيث جرى دفعهن وإهانتهن في أثناء محاولتهن تأدية مهامهن القانونية، رغم طلبهن توفير مساحة مخصصة للقاء المحتجزين وشرح حقوقهم بشكل مناسب.

وكشف أندريه أن السلطات الإسرائيلية قدمت إليهم وثيقة تُسمى "وثيقة ترحيل"، تضمنت اعترافاً مزيفاً بأنهم دخلوا الأراضي الإسرائيلية دون إذن، وهو ما نفاه جملةً وتفصيلاً، مؤكداً: "لم ندخل الأراضي الإسرائيلية، بل اختُطِفنا في عرض البحر واقتادنا الجيش الإسرائيلي بالقوة إلى مياهه الإقليمية". وأضاف أنه رفض التوقيع على الوثيقة، فيما رفض ثمانية من زملائه التوقيع ولا يزالون محتجزين في منشأة قرب مطار بن غوريون، بينهم ناشطون من فرنسا وألمانيا وتركيا والبرازيل. ووجّه أندريه نداءً إلى الحكومة الفرنسية، قائلاً: "أدعو الرئيس إيمانويل ماكرون إلى التدخل العاجل للإفراج عن زملائي وتوفير الدعم القانوني لهم".

وخلال الرحلة، أشار أندريه إلى أن طاقم سفينة "مادلين" شارك في إنقاذ أربعة مهاجرين أفارقة كانوا في عرض البحر منذ خمسة أيام، هرباً من خفر السواحل الليبيين. وقال: "أنقذناهم قبل لحظات من الموت المحقق، كانوا في حالة متقدمة من انخفاض حرارة الجسم، وسلّمناهم لاحقاً للسلطات اليونانية".

وختم أندريه حديثه بتوجيه الشكر إلى العالم العربي على ما وصفه بـ"الدعم الهائل" الذي تلقاه هو وزملاؤه خلال الأيام الأخيرة، مؤكداً أن هذا التضامن كان له دور كبير في نجاتهم. وقال: "نحن على قيد الحياة اليوم بفضل هذا الدعم، رغم أن بعض زملائي لا يزالون قيد الاعتقال. فكّروا فيهم... وتحرّكوا من أجلهم".

وفي بيان تلقاه "العربي الجديد"، أمس الثلاثاء، قال فريق النائبة الفرنسية في البرلمان الأوروبي ريما حسن، وهي أحد أفراد طاقم سفينة مادلين، إن اعتراض السفينة في المياه الدولية واحتجاز طاقمها يشكّلان انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، مؤكداً أن ما جرى، بما في ذلك احتجاز نائبة أوروبية تتمتع بالحصانة البرلمانية، يُعدّ سابقة خطيرة تقوّض احترام المعايير الديمقراطية والمؤسسات الأوروبية.

ونفى البيان الرواية الإسرائيلية بشأن المعاملة "المثالية"، موضحاً أن النشطاء حُرموا الطعام والماء لساعات طويلة، وأُجبروا على البقاء على سطح السفينة في ظروف قاسية. ودعا البيان الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء إلى التحرك العاجل للإفراج عن المحتجزين، واتخاذ خطوات حازمة ضد إسرائيل، بما في ذلك فرض عقوبات، لإنهاء الحصار غير القانوني المفروض على غزة، ووقف الانتهاكات المستمرة بحق المدنيين والنشطاء الدوليين.

ذات صلة

الصورة
سفينة حنظلة تنطلق في رحلة لكسر الحصار عن غزة (منصة إكس)

سياسة

انطلقت سفينة حنظلة من شواطئ إيطاليا باتجاه غزة، الأحد، في محاولة جديدة من تحالف أسطول الحرية لكسر الحصار الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على القطاع.
الصورة

سياسة

اقترح الطيارون إلقاء ما زاد من الذخائر المحمولة الفائضة معهم على أنحاء مختلفة من قطاع غزة، بذريعة مساعدة القوات البرية في مناورتها شمال غزة وخانيونس
الصورة
صحافيتان فلسطينيتان أمام مستشفى ناصر في خانيونس، 18 يناير 2025 (دعاء الباز/ الأناضول)

منوعات

تستهدف إسرائيل الصحافيات الفلسطينيات في الفضاء الرقمي عبر المراقبة والاعتقال والتحريض فقط لأنّهن يوثّقن ما يجري على الأرض، في ظل غياب آليات لحمايتهن.
الصورة
آثار حرق المستوطنين منزلاً في مسافر يطا، 27 يونيو 2025 (مصعب شاور/فرانس برس)

سياسة

صعّد المستوطنون وجيش الاحتلال الإسرائيلي من وتيرة الاعتداءات الاستيطانية في مناطق متفرقة من مسافر يطا جنوبي الخليل، جنوبي الضفة الغربية.