لاوون الرابع عشر.. أول بابا أميركي للكنيسة الكاثوليكية ومنتقد لسياسات ترامب
استمع إلى الملخص
- يُعرف بمواقفه الجريئة، حيث انتقد سياسات الهجرة للرئيس السابق ترامب ورفض تصريحات نائب الرئيس جي دي فانس، وشارك في إصلاحات ثورية مثل إضافة نساء لكتلة التصويت لترشيحات الأساقفة.
- انتخابه يؤثر على الجغرافيا السياسية والدبلوماسية الدولية، ودعا في خطابه الأول للسلام وبناء الجسور، مما يعكس رؤيته للتواصل مع المجتمعات المهمّشة.
انتُخب روبرت بريفوست بابا جديداً للكنيسة الكاثوليكية أمس الخميس، ليصبح أول أميركي يتولى منصب البابوية، خلفاً للراحل فرنسيس، وسيحمل البابا (69 عاماً) اسم لاوون الرابع عشر في سابقة هي الأولى منذ القرن التاسع عشر. وبعد تصاعد دخان أبيض من مدخنة كنيسة القديس بطرس إيذاناً بانتخاب بابا جديد للفاتيكان، ظهر البابا لاوون الرابع عشر من شرفة الكنيسة وهو يرتدي الرداء الأحمر التقليدي للبابوية، وهو الرداء الذي تجنبه البابا فرنسيس لدى انتخابه في 2013. وفي كلمته الأولى دعا إلى "السلام وبناء الجسور".
وُلد بريفوست، بمدينة شيكاغو في 14 سبتمبر/ أيلول 1955، وقضى طفولته ومراهقته في الولايات المتحدة حيث درس الرياضيات والفلسفة واللاهوت، قبل أن يُرسله رؤساؤه في الاتحاد اللاهوتي الكاثوليكي إلى روما. وحصل بريفوست على درجة البكالوريوس في الرياضيات من جامعة فيلانوفا عام 1977. وانتقل إلى بيرو في سن الثلاثين في مهمة من الرهبانية. وحصل بريفوست أيضاً على جنسية بيرو عام 2015.
ورُسّم كاهناً على يد رئيس الأساقفة جان جادوت، من أجل رهبنة الأوغسطينيين بروما في 19 يونيو/ حزيران 1982، وحصل على إجازة اللاهوت عام 1984. وبعد عام، أُرسل بريفوست إلى بعثة أوغسطينية في بيرو، حيث شغل منصب رئيس دير، وأستاذ، ونائب قضائي بين عامي 1988 و1998. عاد إلى شيكاغو عام 1999، وانتُخب رئيساً إقليمياً لإقليم "أم المشورة الصالحة" الأوغسطيني، وبعد عامين ونصف انتُخب رئيساً عاماً للدير الأوغسطيني.
وكان البابا فرنسيس يتابع بريفوست بوضوح ويراه وريثاً له في نواح عديدة. وأحضره فرنسيس إلى روما في عام 2023 لتولي رئاسة اللجنة البابوية لأميركا اللاتينية. في هذه الوظيفة ظل على اتصال منتظم مع التسلسل الهرمي الكاثوليكي في ذلك الجزء من العالم الذي يضم معظم الكاثوليك. ومنذ وصوله إلى روما، ظل بريفوست بعيداً عن الأضواء، لكنه كان معروفاً جيداً للأشخاص البارزين.
يُعرف بريفوست بمشاركته في الرحلات الرسولية الأخيرة للبابا الراحل، وبمشاركته رؤىً مماثلة في ما يتعلق بالبيئة والتواصل مع المجتمعات المهمّشة. وبما أنّ 80% من الكرادلة في المجمع البابوي قد عيّنهم البابا فرانسيس، يُنظر إلى انتخابه على أنه قرارٌ يصب في صالح الاستمرارية، ولا سيما على نهج الإصلاح الذي أرساه البابا السابق. وتشير صلات لاوون الرابع عشر بأميركا اللاتينية إلى استمرارية إرث البابا فرانسيس.
وكان بريفوست مرشحاً بارزاً لولا جنسيته. وكان هناك حظر منذ أمد بعيد على تولي أميركي منصب البابا، نظراً إلى القوة الجيوسياسية التي تحظى بها الولايات المتحدة. لكن بريفوست الذي يتحدر من شيكاغو، كان مؤهلاً أيضاً لأنه مواطن بيروفي وأقام في بيرو لسنوات، بصفته مبشراً أولاً ثم رئيس أساقفة.
انتقادات لاوون الرابع عشر لسياسات ترامب
ووفقاً لتقارير إعلامية، انتقد البابا لاوون الرابع عشر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وسياساته المتعلقة بالهجرة. كما ورد أن بريفوست، انتقد تصريحات نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، بشأن إعطاء الأولوية لمجتمعه على حساب بقية العالم، واصفاً إياها بأنها "خاطئة". ويتحدث بريفوست الإنكليزية، والإسبانية، والإيطالية، والفرنسية، والبرتغالية، ويستطيع قراءة اللغة اللاتينية والألمانية.
وبشكل ملحوظ، ترأس بريفوست أحد أكثر الإصلاحات ثورية التي أجراها فرنسيس، عندما أضاف ثلاث نساء إلى كتلة التصويت التي تقرر ترشيحات الأساقفة التي يجب تقديمها إلى البابا. وفي أوائل عام 2025، أظهر فرنسيس تقديره لبريفوست مرة أخرى من خلال تعيينه في أعلى مرتبة من مراتب الكرادلة. وقرعت أجراس الكاتدرائية في عاصمة بيرو ليما بعد إعلان انتخاب بريفوست. وأعرب الذين احتشدوا خارج الكنيسة عن رغبتهم في قيام البابا بزيارة لبلدهم ذات يوم.
وقبل ساعات، ظهر البابا المنتخب حديثاً على الشرفة المركزية لكاتدرائية القديس بطرس ليلقي أول خطاب له بصفته بابا. وفي كلمته أمام الحشد باللغة الإيطالية، قال البابا لاوون الرابع عشر: "ليعّم السلام عليكم جميعاً، أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، أود أن أقدم تحية سلام لعائلاتكم، لكم جميعاً، أينما كنتم، ليعم السلام عليكم".
وجاء انتخاب البابا الجديد بعدما أدلى 133 كاردينالاً (المخولون باختيار البابا)، وهم يرتدون ثياباً حمراء من أنحاء العالم بأصواتهم. وخلال المجمع البابوي، مُنع الكرادلة من مغادرة المكان أو الاتصال بالعالم الخارجي، أثناء اختيارهم الزعيم رئيس الكنيسة الكاثوليكية، التي يبلغ عدد أعضائها 1.4 مليار شخص حول العالم.
ولا تقتصر أهمية انتخاب البابا الجديد على الأوساط الكاثوليكية فحسب، بل تمتد إلى الجغرافيا السياسية والدبلوماسية الدولية، ولا سيّما في ظل تصاعد النزعات الشعبوية، وعودة ترامب إلى الساحة الدولية، والحرب الدائرة في غزة.
(الأناضول، أسوشييتد برس، العربي الجديد)