قضية أكرم إمام أوغلو: الاحتجاجات تتمدد إلى 55 ولاية تركية

25 مارس 2025
من التظاهرات في إسطنبول، 23 مارس 2025 (مراد سنغول/الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- توقيف أكرم إمام أوغلو بتهم فساد ومساعدة جماعة إرهابية أدى إلى اندلاع تظاهرات واسعة في 55 محافظة تركية، رغم قرارات منع التظاهر، وشهدت مدن كبرى مواجهات مع الشرطة واعتقالات.

- حزب الشعب الجمهوري رشّح إمام أوغلو للرئاسة، مما يعكس دعم المعارضة القوي له، بينما دعت المفوضية الأوروبية تركيا لاحترام القيم الديمقراطية.

- الرئيس أردوغان دعا المعارضة لوقف "إثارة" المواطنين، مشيراً إلى تقلبات اقتصادية مؤقتة، لكن التظاهرات استمرت في مدن مثل إزمير وطرابزون، مطالبة بالديمقراطية والعدالة.

بعد مرور أقل من أسبوع على توقيف رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو يوم الأربعاء الماضي بتهم فساد ومساعدة جماعة إرهابية، وسجنه رسمياً أول من أمس الأحد في سجن مرمرة الذي يعرف أيضاً باسم سيليفري، غرب إسطنبول، مع عدد من المتهمين، تتواصل التظاهرات في أنحاء مختلفة من تركيا، شملت 55 محافظة على الأقل من أصل 81، بحسب وكالة فرانس برس.

في موازاة ذلك، رشّح حزب الشعب الجمهوري المعارض إمام أوغلو رسمياً للانتخابات الرئاسية التي ستجرى في العام 2028، إلا إن قُرِّب موعدها. وأجرى الحزب المعارض انتخابات تمهيدية أول من أمس الأحد، كان إمام أوغلو المرشّح الوحيد فيها. وأعلنت بلدية إسطنبول أن 15 مليون ناخب صوتوا لإمام أوغلو رغم توقيفه في هذه الانتخابات الرمزية التي شهدت فتح باب التصويت أمام الجميع وعدم حصره بـ1,7 مليون عضو في الحزب. من جانبه، قال رئيس حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزال، أول من أمس الأحد، إنّ "أكرم إمام أوغلو في طريقه إلى السجن، ولكنه أيضاً في طريقه إلى الرئاسة". وبالتوازي مع التظاهرات، قال اتحاد الصحافيين الأتراك، أمس الاثنين، إن السلطات اعتقلت تسعة صحافيين قاموا بتغطية الاحتجاجات على اعتقال إمام أوغلو. من جهتها، حثّت المفوضية الأوروبية، أمس، تركيا على "احترام القيم الديمقراطية". وقال المتحدث باسم المفوضية غيوم ميرسيي: "نريد أن تبقى تركيا راسخة في أوروبا، ولكن هذا الأمر يتطلّب التزاماً واضحاً بالمعايير والممارسات الديمقراطية".

توقيف إمام أوغلو... تظاهرات تتمدد

في المقابل، وتعليقاً على التطورات المتعلقة بقضية إمام أوغلو، طالب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في تصريحات أمس نقلتها وسائل الإعلام، المعارضة بالكف عن "إثارة" المواطنين، مضيفاً أن "استعراض" المعارضة سينتهي وستشعر بالخزي على "الشر" التي جلبته لتركيا. وتابع: "من الواضح أن المعارضة الرئيسية لا يمكن أن تتسلم مهمة إدارة البلاد، كما البلديات". وأشار الرئيس التركي إلى أن الاضطرابات من جراء احتجاز رئيس بلدية إسطنبول أحدثت تقلبات مؤقتة في الاقتصاد لا أساس لها، مشدداً على أن "المؤسسات تمكنت بنجاح من السيطرة على التقلبات الأخيرة في الأسواق ونحن لن نسمح بأي ضرر على البرنامج الاقتصادي ومكاسبه، وعلى الأتراك الثقة في الحكومة".

أردوغان:  "استعراض" المعارضة سينتهي وستشعر بالخزي على "الشر" التي جلبته لتركيا

في هذا الوقت، تتواصل التظاهرات في عموم تركيا من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها، وتتركز أكبرها في مدينتي إسطنبول وأنقرة، رغم صدور قرارات حكومية تمنع التظاهر. واتسعت رقعة التظاهرات وحجمها يومي السبت والأحد الماضيين، ليعلن وزير الداخلية علي يرلي كايا توقيف 1133 متظاهراً، فضلاً عن إصابة 123 شرطياً جراء الصدامات التي جرت خلال بعض التظاهرات في الفترة بين 19 و23 مارس/آذار الحالي. وتركزت التظاهرات في إسطنبول، حيث تنظم مساء كل يوم أمام بلدية المدينة في ساحة ساراج هانة. ووصفت وسائل إعلام معارضة هذه التظاهرات اليومية بأنها "صمود"، في وقت حصلت فيه تظاهرات في مناطق أخرى في المدينة. ويتجمع عشرات الآلاف من المتظاهرين يومياً أمام بلدية إسطنبول بدعوة من أوزال، مع مشاركة من بقية الأحزاب، وكانت آخرها مشاركة حزب ديم الكردي في تظاهرات الأحد الماضي، كما شارك الحزب الجيد بالتظاهرات خلال الأيام الماضية.

في إسطنبول ورغم إغلاق الطرقات وصدور قرارات منع التظاهر والاحتجاج والتجمع بعد اعتقال إمام أوغلو، خرجت تظاهرات في شارع الوطن حيث مديرية الأمن، في ظل إجراءات أمنية مكثفة، وخرجت تظاهرة أخرى أمام بلدية شيشلي التي اعتُقل رئيس بلديتها رسول إمره شاهان، وصدر حكم بالسجن بحقه وجرى عزله. كما شهدت جامعة إسطنبول تظاهرات وخروج طلاب إلى ميدان بيازيد، ووقعت صدامات مع الشرطة، في وقت حصلت فيه مقاطعة للتعليم في بعض الجامعات، خصوصاً في جامعة إسطنبول التقنية وجامعة إسطنبول، فيما شهدت جامعات، منها جامعة البوسفور وغلطة سراي، تظاهرات. كما حاول متظاهرون في إسطنبول الوصول إلى ميدان تقسيم الشهير، لكن القوى الأمنية منعتهم، واستخدمت خراطيم المياه والغازات المسيلة للدموع لإبعادهم، فيما شهد القصر العدلي في إسطنبول تظاهرات مع نقل الموقوفين إليها ومناوشات بين نواب عن حزب الشعب الجمهوري وقوى الأمن.

احتجاجات في مختلف المدن

وفي أنقرة، نُظمت تظاهرات في ميدان "غوفن بارك" الشهير وسط العاصمة، وسارت تظاهرة باتجاه وزارة العدل، كما تجمع عدد من أنصار حزب الشعب الجمهوري أمام مبنى الحزب الرئيسي. كذلك شهدت جامعتا حاجة تبه والشرق الأوسط الشهيرتان أيضاً تظاهرات طلابية وإلقاء بيانات ورفع شعارات ولافتات تطالب بالإفراج عن إمام أوغلو، ولاحقاً، انتشرت إلى جامعتي أنقرة وبيلكنت، وفيما بعد، صدرت قرارات بمنع التظاهر في العاصمة. وفي إزمير معقل المعارضة العلمانية الكمالية، تشهد المدينة تظاهرات يومية من قبل أنصار حزب الشعب الجمهوري، كما شهدت جامعة إزمير تظاهرات وقعت خلالها مناوشات مع الشرطة، وامتدت إلى ميدان "شيرينير"، لتتدخل الشرطة وتمنع الطلاب من إكمال تظاهراتهم، ولاحقاً، صدر قرار من الولاية بمنع التظاهر والتجمع والاحتجاج.

تشهد مدينة إزمير معقل المعارضة العلمانية الكمالية تظاهرات يومية من قبل أنصار حزب الشعب الجمهوري

وعلى صعيد مدن البحر الأسود، شهدت مدينة طرابزون تظاهرات أيضاً، حيث ينتمي إمام أوغلو إليها، وكذلك ولاية ريزه، ورفعت في التظاهرات مطالب بالديمقراطية والعدالة وصيحات داعمة لإمام أوغلو، وكذلك في ولاية أوردو حيث نظمت التظاهرة أمام مقر فرع حزب الشعب الجمهوري. وشهدت ولاية قرقاليه تظاهرات أمام مقر فرع حزب الشعب الجمهوري بمشاركة مسؤولي الحزب، وكذلك نظمت تظاهرة في ولاية مانيسا وأطلقت فيها هتافات ضد الحكومة، ودعماً لإمام أوغلو في ميدان الديمقراطية في المدينة، كما شهدت ولاية آيدن احتجاجات شارك فيها الآلاف دعماً لرئيس بلدية إسطنبول المعزول. ونظمت تظاهرات في مدن الأناضول المحافظة أيضاً، منها ولاية قونيا التي تظاهر فيها الآلاف ضد اعتقال إمام أوغلو، مطلقين شعارات ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وكذلك الأمر في ولاية بورصة، حيث أقيمت تظاهرات شارك فيها مسؤولو حزب الشعب الجمهوري.

ولاية مالاطية شهدت بدورها تظاهرات أمام مقر فرع الحزب، مع تنفيذ اعتصامات باسم "مناوبة الديمقراطية"، شارك فيها إضافة لحزب الشعب الجمهوري ممثلين عن منظمات المجتمع المدني، وكذا الحال في ولاية أماسيا حيث أقيمت تظاهرات في ميدان يافوز سليم، بمشاركة ممثلي الأحزاب السياسية. كما شهدت ولايات قره بوك وغريسون وسكاريا تظاهرات مماثلة، تخللت بعضها مناوشات مع قوى الأمن. وفي جنوب وجنوب شرق البلاد، شهدت ولاية غازي عنتاب تظاهرات ومسيرات حاشدة من قبل أنصار المعارضة، وكذلك في ولاية فان ذات الغالبية الكردية، واتهم المتظاهرون الحكومة بتنفيذ "انقلاب"، مدافعين عن "الإرادة الشعبية"، فيما أحاطت قوى الأمن بالمتظاهرين. كما جرت تظاهرات مماثلة في ولايات آكسراي، وآرتفين، وأضنة، وموغلا، وإسكي شهير، وتونجلي، عبر تجمعات في المراكز الحيوية في الولايات وبتنظيم من حزب الشعب الجمهوري.