عون: تطبيق حصرية السلاح يتم بروية لحفظ وحدة لبنان

22 يوليو 2025   |  آخر تحديث: 22:27 (توقيت القدس)
جانب من لقاء عون وممثلي الصحف البحرينية، 22 يوليو 2025 (رئاسة الجمهورية اللبنانية)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أكد الرئيس اللبناني جوزاف عون على أهمية حصرية السلاح لحفظ وحدة لبنان، مشيراً إلى الاعتداءات الإسرائيلية واستمرار التزام لبنان بنشر الجيش في جنوب الليطاني وزيادة عديده.
- خلال زيارته للبحرين، ركز عون على تعزيز العلاقات الثنائية، بما في ذلك إعادة فتح سفارة البحرين وتسهيل دخول اللبنانيين، مع تفعيل العلاقات الاقتصادية والزراعية.
- تناولت اللقاءات مع الموفد الأميركي والوزير ياسين جابر الإصلاحات المالية والمصرفية، مشددين على أهمية الاستقرار الأمني لتعزيز المالية العامة واستعادة ثقة المجتمع الدولي.

قال الرئيس اللبناني جوزاف عون إنّ "تطبيق حصرية السلاح المتخذ والذي لا رجوع عنه يتم بروية على نحو يحفظ وحدة لبنان ويمنع الإضرار بالسلم الأهلي"، مشيراً إلى أنّ "إسرائيل لا تزال تمتنع حتى الساعة عن التقيد باتفاق 27 نوفمبر/ تشرين الثاني وتواصل اعتداءاتها على لبنان ولا تستجيب للدعوات الدولية للتقيد بوقف الأعمال العدائية".

كلام عون جاء خلال استقباله في المنامة، اليوم الثلاثاء، رؤساء تحرير الصحف ووكالة الأنباء البحرينية، حيث رد على أسئلتهم التي ركزت على الوضع في لبنان وتأثير ما يجري في عدد من دول المنطقة على الاستقرار فيه.

وقال عون إن "أي حل يحتاج إلى من يضمن تنفيذه، ولا سيما أن إسرائيل لم تلتزم تطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته، في حين أنّ لبنان التزم الاتفاق ونشر الجيش في جنوب الليطاني، ولا يزال وجود الإسرائيليين في التلال الخمس عائقاً أمام استكمال انتشار الجيش"، مؤكداً أن "عديد الجيش في الجنوب سيرتفع إلى عشرة آلاف مع حلول نهاية العام، وحيثما حلّ الجيش، صادر الأسلحة والذخائر، وأنهى كل مظاهر مسلحة"، مشدداً كذلك على أنّ "قرارنا بإنقاذ الدولة نهائي، ولن نوفر جهداً لتحقيق ذلك".

من ناحية ثانية، أكد عون للوفد أنه "يتطلع بكثير من الاهتمام إلى اللقاء الذي سيجمعه غداً بملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة والمسؤولين البحرينيين، وذلك للبحث في عدد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك، وأبرزها إعادة فتح سفارة البحرين في لبنان بعد تعيين سفير غير مقيم وتسهيل سمات دخول اللبنانيين إلى البحرين وإعادة تسيير طيران الخليج وتفعيل العلاقات الاقتصادية والزراعية وغيرها من المواضيع".

وأشار إلى أن "الزيارات التي يقوم بها إلى دول الخليج تهدف إلى إعادة وصل ما انقطع بين لبنان وهذه الدول، والأهم إعادة الثقة بين الخليج ولبنان"، لافتاً إلى أن "اللبنانيين ينتظرون زيارة أشقائهم من البحرين خلال هذا الصيف والاستمتاع بالضيافة اللبنانية وجمال لبنان ومناخه المميز". ثم شرح عون للوفد الإعلامي ما تقوم به الحكومة على صعيد ضبط الأوضاع الأمنية ومكافحة التهريب وضرورة إعادة فتح الأسواق الخليجية أمام الصادرات الزراعية اللبنانية، وخصوصاً أنّ المعابر البرية والبحرية والجوية في لبنان باتت ممسوكة أمنياً.

كذلك تطرق إلى قرار حصرية السلاح وسبل تنفيذه وحق الدولة وحدها في إعلان قرار الحرب والسلم، لافتاً إلى أن "الإصلاحات جارية في مختلف المجالات، ولا سيما في المجال المصرفي حيث تتعاون الحكومة مع مجلس النواب في إقرار القوانين الخاصة بهذه الإصلاحات". واعتبر الرئيس اللبناني أن "صفحة الماضي طويت ولا خوف على لبنان"، وأن "جولاته على دول الخليج كانت ناجحة حيث لمس شوق الخليجيين للمجيء إلى لبنان، إضافة إلى استعداد هذه الدول لمواصلة تقديم المساعدات إلى الشعب اللبناني. لقد مددنا الجسور، والمستقبل بات واعداً".

واستهلّ عون زيارته للبحرين بلقاء مع القائمة بالأعمال في السفارة اللبنانية، السفيرة ميرنا الخولي، واطلع منها على العلاقات اللبنانية - البحرينية وأطر التعاون القائم بين البلدين، واستمع إلى شرح عن أوضاع الجالية اللبنانية في المملكة. ولا يزال الموفد الأميركي توماس برّاك في لبنان، بحيث أقام النائب فؤاد مخزومي على شرفه مساء اليوم مأدبة عشاء يحضرها عددٌ من النواب والوزراء، فيما يجري مقابلة تلفزيونية مع قناة "الجديد"، وذلك بعدما كان قد التقى صباح اليوم رئيس البرلمان نبيه بري، واصفاً اجتماعهما بـ"الممتاز"، ليهدّئ بتصريحه بعض الأجواء التي كانت تشير منذ جولته أمس الاثنين على رئيسي الجمهورية جوزاف عون والحكومة نواف سلام إلى نتائج سلبية للزيارة الثالثة له إلى بيروت، في ظلّ تمسّك لبنان بوقف كامل للاعتداءات الإسرائيلية، وعدم وضعه حتى اللحظة أي جدول زمني لتسليم سلاح حزب الله أو آلية تنفيذية لذلك.

وعلم "العربي الجديد"، أن الاجتماع بين بري وبرّاك كان إيجابياً وبنّاءً، جرى خلاله عرض عدد من الأفكار سيصار إلى دراستها، وكان هناك تشديد من جانب بري على ضرورة وقف الاعتداءات الإسرائيلية كافة، على أن يقوم لبنان بالتزاماته التي أساساً بدأ بها من خلال تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، والمهام التي يقوم بها الجيش اللبناني خصوصاً على مستوى جنوبي الليطاني.

في سياق متصل، قالت وزارة المالية اللبنانية، في بيان، إنّ "وزير المال ياسين جابر استقبل برّاك وتناول اللقاء المواضيع الإصلاحية التي تقوم بها وزارة المالية في إطار خطة الحكومة الإصلاحية، ولا سيما في مجالات إصلاح القطاع المصرفي وهيكلته، الذي خطا خطوات أساسية مع إقرار قانون السرية المصرفية، وقرب إقرار قانون تنظيم القطاع المصرفي، وتعيين نواب لحاكم مصرف لبنان، وهيئة الرقابة على المصارف، إضافة إلى المجالات التطويرية والتحديثية في مجالات الرقمنة للقطاعات الحيوية كالجمارك وخطة تطوير عملها عبر المرافئ، إلى الشؤون العقارية وسواها، ما يُسهم في تعزيز المالية العامة ويدفع قدماً نحو خروج لبنان من واقعه المالي والاقتصادي والتماهي مع مقتضيات قواعد صندوق النقد الدولي وأسس رؤيته، ونحو استعادة ثقة المجتمع الدولي، الأمر الذي سيؤدي إلى تحسين مستوى تصنيفاته لدى المؤسسات الدولية وإلى تشجيع الدول والجهات المهتمة في مجال تقديم المساعدات والاستثمارات على المبادرة".

وقد شدّد جابر أمام برّاك على أهمية توافر مناخات استقرار أمني، كي تمضي الحكومة في خطة الإصلاح التي وضعتها، باعتبار أن الاستقرار كان ولا يزال العامل الأول والأخير في تحقيق تقدم اقتصادي ومالي، وفي الوصول إلى تنمية حقيقية ومستدامة.