سورية: 12 قتيلاً بينهم مختار قرية بهجمات مسلّحة في طرطوس وحمص
استمع إلى الملخص
- أصدرت السفارة الأميركية تحذيراً لرعاياها من هجمات محتملة خلال العيد، مستهدفة مواقع دبلوماسية ومنظمات دولية، ودعت لمغادرة البلاد، بينما ألغت ألمانيا زيارة وزارية لدمشق بسبب تهديدات أمنية.
- نفذت وزارة الداخلية السورية حملة أمنية في ريف دمشق ضد خلايا تابعة لحزب الله، مما يعكس التحديات الأمنية المتزايدة.
قتل 12 مدنياً، صباح اليوم الاثنين أول أيام عيد الفطر في سورية، إثر هجمات مسلّحة في قرية حرف بنمرة بريف مدينة بانياس في محافظة طرطوس شمال غرب البلاد، وفي مدينة حمص (وسط).
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل ستة مدنيين في قرية حرف بنمرة، إثر هجوم شنّه مسلحون انطلقوا من "قاعدة الديسنة" التي كانت معسكراً لقوات جيش النظام المخلوع، وباتت "تتمركز ضمنها قوات تابعة لوزارة الدفاع والداخلية"، مضيفاً أنهم "نفذوا العملية وعادوا إلى القاعدة"، وبحسب المرصد، ردّد المهاجمون "شعارات طائفية وأطلقوا تهديدات مباشرة قبل تنفيذ الجريمة"، من دون أن تتضح خلفياتها.
وأفادت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، بمقتل مختار القرية جودت فارس جرّاء الهجوم الذي وقع أمام أحد المنازل، وسط حالة من التوتر الأمني في المنطقة، لا سيّما مع وجود حاجز عسكري لوزارة الدفاع السورية عند مدخل القرية. وعقب الحادثة، وصلت دورية تابعة للأمن الداخلي التابع لوزارة الداخلية السورية إلى المكان لمتابعة التطورات، في ظلّ تصاعد المخاوف من تكرار مثل هذه الهجمات.
كل عام وأنتم بألف خير
— jihad khaddam (@jehad_khaddam) March 31, 2025
من بانياس في صباحية العيد و انتشار لأبطال الأمن العام pic.twitter.com/2dC8xAlYCd
وفي مدينة حمص، قال المرصد السوري إنّ مسلحَين اثنَين اقتحما منزلاً في حي كرم الزيتون الذي يقطنه علويون وسُنّة، وأطلقوا "الرصاص على مَن بداخله وقتلوا بدم بارد سيدة وثلاثة من أولادها بينهم طفلة، وأصيب رب الأسرة" وهم من الطائفة العلوية، وفقاً للمرصد. وقُتل في الهجوم ذاته شخصان من الطائفة السّنية كانوا في استضافة الأسرة، وفق المرصد الذي قال إنّ المسلحَين هما "عنصرٌ من الأمن العام وابنه"، ولم تتضح كذلك خلفية إطلاق النار.
وفي السياق، ذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، أنّ مسلحين أطلقوا النار من سيارة لا تحمل لوحات تسجيل، واستهدفوا شابين من عناصر اللجان المحلية داخل المدينة، مساء الأحد، ما أدى إلى مقتلهما على الفور في مدينة تلكلخ بريف حمص الغربي، بالقرب من الحدود اللبنانية - السورية. وأشارت المصادر إلى أن مدينة تلكلخ شهدت عقب الهجوم انتشاراً أمنياً مكثفاً، إلى جانب فرض حظر تجول مؤقت لمنع أي تصعيد أمني محتمل.
في سياق متصل، شهدت محافظات سورية عدّة، اليوم الاثنين، انتشاراً أمنياً مكثفاً من إدارة الأمن العام وقوات الأمن الداخلي، وذلك في محاولة لضبط الوضع الأمني ومنع وقوع هجمات قد تنفذها مجموعات مسلحة خلال عيد الفطر.
وكانت السفارة الأميركية في سورية أصدرت نقلاً عن وزارة الخارجية الأميركية، بياناً يوم السبت الماضي، حذرت فيه رعاياها من تزايد احتمالات وقوع هجمات خلال عطلة العيد، وأوضحت السفارة أن هذه الهجمات قد تستهدف مواقع دبلوماسية ومنظمات دولية، بالإضافة إلى مؤسسات حكومية في العاصمة دمشق، مشيرة إلى إمكانية تنفيذها عبر مسلحين أفراد أو باستخدام عبوات متفجرة ووسائل أخرى.
وأكد البيان ضرورةَ اتخاذ المواطنين الأميركيين تدابير احترازية مشدّدة، ودعا من لا يزال في سورية إلى المغادرة الفورية، وتجنب التجمعات الكبيرة، والتزام الحذر في المواقع التي يرتادها الأجانب والسياح، كما أوصى بالاستعداد للبقاء في أماكن آمنة في حال حدوث تدهور أمني مفاجئ، مع مراجعة الخطط الأمنية الشخصية.
في سياق متصل، أعلنت وزارة الداخلية الألمانية، الخميس الماضي، عن إلغاء زيارة كانت مقررة لوزيرة الداخلية نانسي فيزر ونظيرها النمساوي جيرهارد كارنر إلى دمشق، وذلك عقب تلقي معلومات أمنية حول "تهديد إرهابي محتمل"، وأوضح متحدث باسم الوزارة أن السلطات الألمانية قررت إلغاء الرحلة التي كانت مقررة في 27 مارس/آذار، إذ اتخذت الوزيرة فيزر القرار أثناء وجودها في العاصمة الأردنية عمّان، بعد تقييم المخاطر المحتملة بالتنسيق مع نظيرها النمساوي، وأضاف المتحدث أن التهديدات قد تكون مرتبطة بالوفدَين الألماني والنمساوي، ما جعل من الصعب تأمين سلامتهما، خاصة مع تصاعد المخاطر الأمنية في سورية خلال الأيام الأخيرة.
وأعلنت وزارة الداخلية السورية، الخميسَ الماضي، أن "مديرية أمن ريف دمشق نفذت حملة أمنية استهدفت خلايا تابعة لمليشيا حزب الله اللبناني في منطقة السيدة زينب بريف دمشق"، وأوضحت الوزارة أن الخلايا كانت تخطط لتنفيذ عمليات "إجرامية" في المنطقة، وأنه جرى القبض على عدد من أفرادها، مؤكدة أن "هذه الحملة تأتي ضمن الجهود المستمرة لتعزيز الأمن والاستقرار في البلاد".