استمع إلى الملخص
- تناولت الزيارة تعزيز التعاون في القضايا الإقليمية والدولية، مع التركيز على القضية الفلسطينية، وتفعيل مشاريع استثمارية مشتركة مثل الصندوق السيادي الجزائري-العماني.
- تسعى الجزائر لجذب استثمارات عمانية في قطاعات الطاقة والزراعة، مع تنفيذ مشروع مشترك بقيمة ثلاثة مليارات دولار بين "سوناطراك" و"بهوان"، وزيادة التبادل التجاري بين البلدين.
وصل سلطان عُمان هيثم بن طارق آل سعيد، الأحد، إلى الجزائر في زيارة رسمية تستغرق يومين، يبحث خلالها قضايا ثنائية وإقليمية، وتعد الأولى من نوعها منذ أكثر من 52 عاماً. وتعود آخر زيارة عُمانية إلى الجزائر على هذا المستوى إلى عام 1973، حين زارها السلطان قابوس بن سعيد للمشاركة في قمة عدم الانحياز، في حين كانت زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى مسقط في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، الأولى من نوعها لرئيس جزائري منذ نحو 34 عاماً.
وأفادت وكالة الأنباء الجزائرية بأنّ الرئيس تبون استقبل السلطان في مطار هواري بومدين الدولي، لدى وصوله إلى الجزائر في زيارة دولة تستمر يومين.
بدورها، ذكرت وكالة الأنباء العُمانية أن الجانبين عقدا لقاء في الجزائر، أكدا خلاله عمق العلاقات الثنائية، والسعي لتطويرها نحو آفاق أوسع. وبحسب الوكالة الجزائرية، شهدت العلاقات بين الجزائر وعُمان ديناميكية جديدة في السنوات الأخيرة، بدافع الإرادة المشتركة لقائدي البلدين لدفعها نحو آفاق واعدة. وتتضمن الزيارة محادثات ثنائية لتعزيز التعاون بين البلدين، وتبادل الرؤى حول القضايا الإقليمية والدولية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وينتظر من زيارة سلطان عُمان إلى الجزائر تفعيل عدد من المشاريع الاستثمارية، حيث سبق الزيارة عقد عدة لقاءات بين الشركات والمجمعات ورجال الأعمال من البلدين، وتفعيل الصندوق السيادي الجزائري-العماني المشترك، والذي كان قد تم التوافق بشأنه في يناير/ كانون الثاني 2024، لإعطاء دفع قوي للاستثمارات لدى الطرفين. كما كان وفد عماني قد زار الجزائر في إبريل/ نيسان المنصرم لبحث فرص الاستثمار المشترك في قطاع المناجم والتعدين، وبناء شراكات استراتيجية طويلة المدى في قطاعات الطاقة والصناعات الدوائية وإنتاج الأدوية والزراعة.
وتطمح الجزائر إلى استقطاب مزيد من الاستثمارات العمانية إلى الجزائر، في قطاعات الطاقة والزراعات الصحراوية، خاصة بعد دخول شركات عمانية سوق الاستثمارات في الجزائر، على غرار شركتي "أبراج" و"أوكيو" في قطاع الطاقة الجزائري، وبدء تنفيذ المشروع الاستثماري الذي يجمع بين الشركة الجزائرية للمحروقات "سوناطراك" ومجموعة "بهوان" لإنتاج الأمونيا واليوريا في منطقة أرزيو بولاية وهران، غربي الجزائر، بقيمة ثلاثة مليارات دولار أميركي تحوز فيها مجموعة بهوان مساهمة قدرها 51%.
وتتطلع كل من الجزائر وعُمان إلى زيادة حجم التبادل التجاري بين عُمان والجزائر، والذي ما زال في مستوياته الدنيا، إذ يبلغ في حدود 100 مليون دولار أميركي وبلغ إجمالي صادرات سلطنة عُمان إلى الجزائر حتى نهاية يوليو/ تموز 2024، في حدود 98 مليون دولار، فيما بلغت قيمة واردات سلطنة عُمان من الجزائر حتى نهاية يوليو 2024، حدود مليون دولار أميركي.
وقال عضو لجنة الشؤون الاقتصادية في البرلمان الجزائري أحمد بلجيلالي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "التطور السريع للعلاقات بين الجزائر وسلطنة عُمان يؤكد وجود ثقة سياسية متبادلة وقناعة بوجود إمكانية لتحقيق بعد جيو استراتيجي يمكن التأسيس له اقتصاديا بإقامة شراكات مبنية على الميزات النسبية لكل بلد انطلاقاً من فتح أسواق لمنتجات التعدين الجزائرية المتجهة إلى تسجيل معدلات نمو غير مسبوقة، وفي المقابل الاستفادة مما تحقق من خبرات بسلطنة عمان في إطار رؤية عمان 2040 لبناء اقتصاد أكثر اخضراراً وشمولاً قائماً على المعرفة".
وأضاف بلجيلالي أنّ "سلطنة عُمان تسجل مؤشرات نمو اقتصادي إيجابي خارج المحروقات أتاح فوائض في المالية العمومية والميزان التجاري وهي الوفورات المالية التي يمكن استقطابها لتمويل الاستثمارات الاستراتيجية في الجزائر، لا سيما عبر آليات تمويلات الصيرفة الإسلامية المستحدثة في قانون المالية لسنة 2025 وتحديداً عن طريق الصكوك السيادية؛ وهي الصناعة المالية التي خطت فيها سلطنة عُمان خطوات متقدمة".