خاص | العراق يشدد الرقابة على الحدود وفصائل تهدد بالعودة لسورية

29 نوفمبر 2024
عناصر من الجيش العراقي عند الحدود مع سورية 11 نوفمبر 2018 (أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -

قال مسؤولان عسكريان في وزارة الدفاع العراقية لـ"العربي الجديد" إن توجيهات صدرت لقوات حرس الحدود والوحدات القتالية المنتشرة على طول حدود العراق مع سورية، فجر اليوم الجمعة، بأخذ إجراءات احترازية وتوسيع نطاق الدوريات الراجلة والرصد العميق على طول الحدود تحسباً لأي تطورات داخل الأراضي السورية وامتداد المواجهات إلى مناطق قريبة من العراق، وهو ما أكده المتحدث باسم الحكومة العراقية لاحقاً في تصريح إعلامي.

وأكد المتحدث العسكري باسم الحكومة العراقية اللواء يحيى رسول في تصريح أورده التلفزيون الحكومي العراقي، عصر اليوم الجمعة، أن "تأمين الحدود العراقية بصورة تامة من الأولويات لدينا"، وأضاف أن "الحدود مع الجارة السورية وخاصة في مناطق شمال شرق سورية محكمة ومحصنة وتوجد فيها قطاعات قيادة قوات الحدود ومجهزة بأحدث الأسلحة والمعدات، وكذلك هناك تحصينات محكمة بالإضافة الى مراقبة الحدود عبر الطيران المسير"، مبيناً أنه "خلف قوات الحدود توجد قطاعات الجيش العراقي لتأمين هذه المناطق، والقوات المسلحة لديها عمليات مراقبة مستمرة والحدود مؤمنة ومحصنة بشكل كبير".

وأشار المتحدث إلى أن "الأجهزة الاستخبارية تراقب أي تحرك للعصابات الإرهابية وفي حال حاولوا التعرض أو الوصول إلى الحدود العراقية سيكون هناك رد حازم وقوي". وأوضح رسول أن "الحدود ومنذ زمن محكمة من خلال قوات الحدود والكاميرات الحرارية والطائرات المسيرة، فضلاً عن العمليات النوعية والاستباقية التي تنفذ ضمن هذه المناطق وآخرها الضربة التي استهدفت ست مضافات لبقايا عصابات داعش الإرهابية ضمن منطقة وادي حوران".

وقال لواء في الجيش العراقي، اليوم الجمعة، لـ"العربي الجديد" إن قيادة قوات حرس الحدود الثانية الموجودة على الحدود مع سورية ووحدات الجيش العراقي تسلمت توجيهات بالانتشار وبدء دوريات مراقبة راجلة وتسيير طيران مراقبة على طول الحدود تحسباً من أي انعكاسات لما يجري حالياً في الشمال السوري، وأضاف أن العراق لن يستقدم مزيداً من القوات على الحدود، والقوة الحالية كافية، لكنه سيتخذ إجراءات ضمن تحسب مبكر لأي تطورات تحصل. وتشن فصائل المعارضة السورية، منذ أول أمس الأربعاء، هجوماً واسعاً على مواقع سيطرة النظام السوري والمليشيات الداعمة له في أرياف محافظتي حلب وإدلب.

فيما أكد ضابط آخر، طلب هو الآخر عدم كشف اسمه كونه غير مخول بالتصريح، أن الخشية العراقية من التطورات هي من "استغلال خلايا تنظيم داعش الموجودة في البادية السورية للتصعيد العسكري الحالي هناك، للقيام بأنشطة تسلل أو هجوم على مرابطات وثكنات عراقية على الحدود"، وأكد لـ"العربي الجديد" أنه رغم بُعد مجريات المعارك حالياً عن العراق، لكن "الإجراءات تبقى ضرورية ضمن الخطوات الاستباقية".

في السياق ذاته لوّحت مليشيا "النجباء" بعودتها إلى سورية من أجل "سحق التنظيمات الإرهابية" بحسب توصيفاتها، وقال المعاون العسكري لحركة النجباء، عبد القادر الكربلائي، إن "عودة التنظيمات الإرهابية (...) في سورية، يعني عودة المقاومة الإسلامية لسحق هذه الشراذم والميدان خير شاهد ودليل"، وختم في بيان صدر عن الجماعة وتناولته وسائل إعلام عراقية بالقول "إن عادوا عدنا".

كما اعتبر زعيم مليشيا "كتائب سيد الشهداء" العراقية، أبو آلاء الولائي، أن التطورات الأخيرة في الساحة السورية جاءت "بقصد استنزاف بلدان محور المقاومة من الداخل، بعدما عجز هذا الكيان المتهالك عن الوقوف بوجه جبهات الإسناد فيها"، مطالباً بـ"توخي الحذر من محاولات مشابهة لتوسعة رقعة تلك الأحداث، والعمل بكل الوسائل لتجفيف منابع نشوئها".

من جهته قال الخبير بالشأن الأمني العراقي، سعد الحديثي، لـ"العربي الجديد"، إن العراق بعيد جغرافياً عما يحدث في حلب وريفها، لكن احتمالات تمدد المواجهات إلى دير الزور والبوكمال غير مستبعدة، وأضاف أن "الخشية العراقية يجب أن تكون مرتبطة بعودة أنشطة أو إحياء خلايا وبقايا داعش، أما فصائل المعارضة السورية، فلا يمكن أن تشكل تهديداً على الأمن العراقي بأي حال من الأحوال"، ورأى الحديثي أن الحكومة العراقية ستواجه "حرجاً دولياً وإقليمياً في حال انتقلت فعلاً المليشيات بالعراق للقتال داخل سورية كما كان الحال عليه السنوات الماضية، كونه سيكون عامل ضغط جديد على بغداد، التي تُقدم نفسها ضمن سياسة النأي عن المحاور بالمنطقة".

المساهمون