استمع إلى الملخص
- الانقسام داخل الجيش الإسرائيلي يتفاقم، مع تصاعد الاحتجاجات من جنود الطيف السياسي الآخر، حيث تتوالى العرائض من وحدات مختلفة، مثل "شاييطت 13"، داعية لوقف الحرب وانتقاد رئيس الحكومة.
- رئيس الأركان إيال زامير يشير إلى نقص الجنود، مما يعيق طموحات الاحتلال، محذراً من الاعتماد فقط على القوة العسكرية دون خطوات سياسية مكمّلة.
الانقسام أصبح واقعاً ويُخشى أن يتطور إلى احتجاج
زامير: نقص الجنود يحول دون تحقيقات الطموحات في غزة
انضمام مزيد من الشرائح لعرائض وقف الحرب
في الوقت الذي يتواصل فيه التوقيع على رسائل وعرائض من قبل عدة جهات إسرائيلية، بما فيها جنود احتياط من مختلف الوحدات، للمطالبة بوقف الحرب على غزة واستعادة المحتجزين الإسرائيليين في القطاع، يحاول جيش الاحتلال الإسرائيلي احتواء جنود الاحتياط الموقّعين عليها، بعدما هددهم من قبل بالفصل.
وباتت العرائض التي يتم نشرها أقرب إلى "موضة" أو صرعة في الوقت الراهن دون وزن نوعي يذكر، خاصة أنها لا تحمل لهجة تصعيد ضد الحكومة أو الجيش، بل وتؤكد في حالة العسكريين والأمنيين أنّ الحديث لا يدور عن عصيان ورفض للخدمة، وأنهم سيمتثلون عند استدعائهم، فيما تأتي الأخرى من جهات ليست موجودة في الجيش أصلاً.
وأفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم الثلاثاء، بأنّ جيش الاحتلال قرر تخصيص الأيام المقبلة، خلال عطلة عيد الفصح اليهودي، للحوار مع الجنود الذين وقّعوا على رسائل احتجاج تدعو إلى إطلاق سراح المحتجزين حتى لو كان ذلك على حساب وقف الحرب، موضحة أن الجيش لم يفصلهم من الخدمة حتى الآن.
وأوضحت الصحيفة أن جيش الاحتلال لا يرغب في نهاية المطاف في مواجهة مع الجنود الموقّعين على الرسائل، خاصة في ظل استمرار الحرب "المعقّدة" التي يقودها قادة الجيش في غزة، في إشارة الى حرب الإبادة المستمرة منذ عام ونصف على القطاع.
وتشير تقديرات جيش الاحتلال الاسرائيلي الحالية إلى أن الانقسام أصبح واقعاً، ويخشى أن يمتد أيضاً إلى احتجاجات من قبل جنود من الطرف الآخر من الطيف السياسي. وقد يعني ذلك تصعيد الصراع داخل جيش الاحتلال نفسه، بين من يؤيدون استمرار الإبادة حتى بثمن خسارة المحتجزين ومن ينادون بوقف الحرب واستعادتهم. ويحاول الجيش في هذه المرحلة احتواء الموقف قدر الإمكان وتقليل الأضرار، ويأمل ألا يزيد السياسيون تأجيج الأزمة.
ويدير الجيش في الوقت الحالي حواراً أيضاً مع الجنود من سلاح الجو الذين وقّعوا على الرسالة، كما يتّبع نهجاً مشابهاً في شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان)، وذلك لتجنّب أضرار لا يمكن إصلاحها في هذه الفترة الحساسة.
في غضون ذلك، تتوالى العرائض والرسائل المعارضة لاستمرار الحرب، إذ نشر عشرات الجنود الحاليين والسابقين في وحدة الكوماندوز البحري "شاييطت 13" رسالة جاء فيها: "نحن، الجنود الحاليين والسابقين في وحدة شاييطت 13 التابعة للبحرية الإسرائيلية، ندعم رسالة الطيارين الصادرة في التاسع من إبريل (نيسان) 2025. نحن نطالب بإعادة المختطفين (المحتجزين) إلى ديارهم دون تأخير، حتى لو كان ذلك على حساب وقف فوري للقتال. أوقفوا القتال وأعيدوا جميع المختطفين، كل يوم يمر يعرّض حياتهم للخطر".
كما أعرب أكثر من 200 من خريجي واحتياط وحدات الهجوم السيبراني عن دعمهم لرسالة الطيارين، وقالوا إنّ رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يشكّل خطراً مباشراً على أمن إسرائيل وعلى سلامة المختطفين، وعليه وقف الحرب فوراً. وتابعوا: "نحن نتبنى نهجاً صارماً للغاية، نتنياهو يحكم بالإعدام على المختطفين، ويواصل تدمير الديمقراطية. لقد فقد تماماً صلته بالواقع ويعرّضنا جميعاً للخطر".
ونُشرت، أمس الاثنين، أيضاً عريضة من جنود احتياط في وحدات المظليين والمشاة، تدعو إلى إعادة جميع المحتجزين حتى لو كان الثمن وقف القتال. ووقّع عليها أكثر من 1600 من جنود الاحتياط والمتقاعدين، الذين يعبّرون عن دعمهم لرسالة الطيارين. بالإضافة إلى ذلك، أعرب أكثر من 170 من خريجي برنامج "تلبيوت"، وهو مسار تدريب لتجنيد الشباب المتميّزين في منظومة الأمن، عن دعمهم أيضاً لهذا الاتجاه، قائلين: "المطالبة بإنقاذ المختطفين المدنيين والعسكريين، هي نداء أخلاقي أساسي وفقاً للمعايير التي تربينا عليها وخدمنا بموجبها".
وأمس الاثنين، وقّع نحو 3 آلاف من الأطباء والعاملين في قطاع الصحة، بينهم مديرو مستشفيات وأقسام فيها، وحاصلون على جائزة نوبل، على عريضة تطالب بوقف الحرب وإعادة المحتجزين. ويضاف كل ذلك إلى عرائض سابقة من عدة فئات أخرى، في ظل توقعات بانضمام شرائح جديدة.
نقص جنود "يحول دون تحقيق الطموحات في غزة"
في سياق متصل، قال رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي الجديد إيال زامير، الذي أعلن منذ اليوم الأول لتسلّمه منصبه تكثيف العدوان وحرب الإبادة على غزة، إن هناك نقصاً في عدد الجنود، الأمر الذي يحول دون تحقيق طموحات الاحتلال في القطاع.
وتحدّث زامير في المناقشات الأخيرة مع المستوى السياسي عن النقص في القوى القتالية في الجيش، وحذّر من أنه لا يمكن تحقيق كل طموحات وتطلّعات السياسيين في الحكومة، ذلك لأنه خلال العملية الحالية يعتمد المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (الكابنيت) فقط على قوات الجيش الإسرائيلي، وليس على خطوة سياسية مكمّلة. وبهذا، تآكلت "إنجازات" الجنود لأن الحكومة رفضت التقدّم بخطوة سياسية تشمل استبدال حكم "حماس"، التي لا تزال تواصل السيطرة على قطاع غزة، حتى بعد مرور عام ونصف العام على اندلاع الحرب.