توقيف نشطاء في مطار القاهرة وفنادق.. ووقفة لفتح الحدود بوجه قافلة الصمود نحو غزة
استمع إلى الملخص
- أوقفت السلطات المصرية 200 ناشط أجنبي في مطار القاهرة وفنادق العاصمة قبيل "المسيرة العالمية إلى غزة"، مما أثار تساؤلات حول حرية التجمع والتعبير.
- أعادت السلطات المصرية نشطاء جزائريين كانوا يعتزمون المشاركة في حملة كسر الحصار على غزة، مما أثار استياءهم بسبب منعهم من الوصول إلى معبر رفح واحتجازهم دون طعام أو ماء.
من المقرر أن ينظم عدد من الصحافيين والنشطاء المصريين، اليوم الخميس، وقفة احتجاجية أمام مقر نقابة الصحافيين في القاهرة من الساعة 6:30 مساءً حتى 8:00 مساءً، وذلك للتعبير عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والمطالبة بفتح الطريق أمام قوافل التضامن مع غزة، وفقًا لدعوة نشرها الناشط أحمد دومة عبر منصة إكس. في حين أوقفت السلطات المصرية 200 ناشط أجنبي على الأقل في مطار القاهرة وفنادق في العاصمة قبيل انطلاق "المسيرة العالمية إلى غزة" التي تدعو لكسر الحصار على القطاع.
وكان عدد من النشطاء أعلنوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي نيتهم الوصول إلى الحدود المصرية مع غزة عند معبر رفح للمطالبة بإدخال المساعدات الإنسانية وإنهاء الحصار، عبر مسيرات وقوافل مختلفة، من أوروبا وشمال أفريقيا، إلا أن الخارجية المصرية نشرت بيانًا انطوى على رفض ضمني لعبور "قافلة الصمود"، حيث اشترطت حصول أفراد القافلة على التصاريح اللازمة. وجاء البيان عقب مطالبات علنية لمسؤولين إسرائيليين للقاهرة بوقف مرور القافلة.
الوقفة تأتي في سياق استمرار الاحتجاجات التي تشهدها نقابة الصحافيين دعمًا للقضية الفلسطينية والحقوق السياسية والحريات، إذ سبق أن نظمت وقفات مماثلة للتنديد بالحصار المفروض على غزة والعدوان الإسرائيلي. وكانت النقابة قد أدانت في وقت سابق ما وصفته بـ"مجزرة الطحين" التي نفذتها قوات الاحتلال، مطالبة بفتح معبر رفح لإدخال المساعدات الإنسانية وإجلاء الجرحى، ومؤكدة رفضها لمحاولات تهجير الفلسطينيين.
وخلال الوقفات السابقة، رفع المشاركون شعارات مثل "دعم غزة مش إرهاب" و"افتحوا معبر رفح"، معبرين عن غضبهم من الصمت العربي والدولي إزاء ما يصفونه بحرب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين. كذلك شهدت هذه الفعاليات مشاركة أعضاء من أحزاب الحركة المدنية ونشطاء حقوقيين، مع حضور أمني مكثف أمام النقابة. من المتوقع أن تتجدد الدعوات خلال الوقفة اليوم للمطالبة بوقف الحرب وفك الحصار عن غزة، إلى جانب الدعوة إلى محاكمة مرتكبي جرائم الحرب. وتأتي هذه الفعالية في ظل تصاعد التوترات في المنطقة، حيث أفادت تقارير حديثة باستمرار القصف الإسرائيلي الذي أودى بحياة العشرات في غزة منذ فجر الخميس.
تجدر الإشارة إلى أن السلطات المصرية عادة ما تفرض إجراءات أمنية مشددة حول مقر النقابة خلال مثل هذه الفعاليات، ما يثير تساؤلات عن حرية التجمع والتعبير في البلاد. ومع ذلك، يواصل الصحافيون والنشطاء استخدام هذا الفضاء لإيصال صوتهم، مؤكدين أن "الصمت مخزٍ والصوت ولو ضعيفاً أفضل من السكوت".
ترحيل ناشطين جزائريين من القاهرة
إلى ذلك، أعادت السلطات المصرية، عصر اليوم، دفعة ثانية من النشطاء الجزائريين الذين ظهروا في شريط فيديو وهم بصدد المرور عبر ممر نظمه رجال شرطة أمن المطار كان يحيط بالنشطاء إلى غاية سلم الطائرة. وفجر اليوم، احتجزت السلطات المصرية مجموعة ثانية من الناشطين الجزائريين الذين وصلوا إلى مطار القاهرة للمشاركة في حملة كسر الحصار على قطاع غزة، فيما رحّلت دفعة أولى من الناشطين. ومنعت سلطات المطار ما يقارب 40 ناشطاً جزائرياً من الدخول، وأبقتهم في قاعة المطار، إلى حين ترحيلهم إلى الجزائر، بعد قرار القاهرة عدم السماح بدخول من لم يحصلوا على تراخيص مسبقة للذهاب إلى منطقة رفح.
وقال البروفيسور المتخصص في علم الاجتماع، نور الدين بكيس، المشارك في الحملة لـ"العربي الجديد"، إن "سلطات المطار منعتنا من الدخول وقررت احتجازنا"، على حد قوله. وكانت سلطات أمن مطار القاهرة قد رحلت أول دفعة من الناشطين، بعدما وصلت إلى القاهرة، واحتُجِزَت لمدة تفوق 13 ساعة. ووصلت المجموعة إلى الجزائر فجر اليوم، بينهم ثلاثة محامين.
محامٍ جزائري مرحّل يروي لـ"العربي الجديد" ما جرى
وقال المحامي الجزائري سمير مصطفاوي، الذي كان ضمن الدفعة التي تم ترحيلها صباح اليوم من القاهرة إلى الجزائر، "وصلنا فجر يوم أمس الأربعاء إلى مطار القاهرة، وبخلاف المزاعم المصرية، كل النشطاء الجزائريين القادمين كانوا يحوزون تأشيرات صحيحة، تم توزيعنا حال الوصول إلى صفين للمراقبة، وكل من يشتبه في أنه جاء للمشاركة في الحملة، يتم تحييده والطلب منه الانتظار". وأضاف في تصريح لـ"العربي الجديد": "بعد مراقبة الجوازات وبعد التحقيق يتم تفتيش الحقائب بدقة، وطرح بعض الأسئلة عن محتويات الحقائب". وتابع "كانت لدينا حجوزات مؤكدة في فندق في الإسكندرية، ومع ذلك لم يسمح لنا بالدخول، وأبقونا في حالة انتظار، قبل أن يتم اقتيادنا إلى مكتب بجنبه قاعة بها عدد قليل من الأسرة".
وأوضح مصطفاوي "كان عددنا 33 جزائرياً، إضافة إلى ثلاثة من الأتراك، وهناك من كانوا قد وصلوا قبل ذلك، تم تجميعهم وتوقيفهم من الفندق، لقد قاموا بسحب الهواتف، وبصفتي محامياً اعترضت على ذلك، وطالبت المسؤول الأمني بإبقاء الهواتف في المكتب الذي كنا محتجزين فيه، وقد حدثت مناوشات كلامية بسبب تشنج الأعصاب، دون أي يؤدي ذلك إلى أي تجاوزات من جانبنا أو عنف بحقنا"، موضحاً "حرصنا على عدم منح الجانب المصري أي فرصة لاستفزازنا، كما طالبنا بحقنا في إجراء اتصال لطمأنه أهالينا، ماطلوا في البداية، قبل أن يسمحوا لنا بالاتصال". وقال إنه لم تقم السلطات المصرية "بتوفير أي أكل أو مياه لنا، ما اضطرنا إلى تدبر الأمر بمساعدة سيدة لشراء بعض الماء، قبل أن ترسل لنا السفارة الأكل والعصير". وبعد فترة احتجاز لمدة 24 ساعة، تقرر ترحيل دفعة النشطاء المحتجزين.
وبخصوص ظروف ترحيلهم، قال مصطفاوي "عند إخراجنا تم تنظيم طابور أمني وكان عناصر الشرطة يحملون العصي، رفضنا الخروج في ظل هذه الظروف لكوننا لسنا مجرمين ولسنا بصدد ممارسة أي شيء غير قانوني، لكننا أجبرنا على ذلك"، مضيفاً "تم في الأثناء استرجاع هواتفنا وطلب منا عدم التصوير، لكن الشباب المتحمس قاموا بتصوير فيديو والهتاف لغزة بشعارات يا للعار يا للعار، باعوا غزة بالدولار". وعبّر مصطفاوي عن بالغ الأسف لقرار السلطات المصرية منعهم من الدخول والوصول الى معبر رفح، قائلاً "كنا نتوقع أن يكون الموقف المصري أكثر انسجاماً مع الاستحقاق الشعبي ومقتضيات دعم القضية الفلسطينية، ولوقف الإبادة على قطاع غزة، لكن خاب ظننا للأسف".
من جهتها، أوقفت السلطات المصرية 200 ناشط أجنبي على الأقل من مطار القاهرة وفنادق في العاصمة قبيل انطلاق "المسيرة العالمية إلى غزة" التي تدعو لكسر الحصار على القطاع، وفقا لما قال المتحدث باسم "المسيرة العالمية إلى غزة" سيف أبو كشك، لوكالة فرانس برس. وأضاف أن عدد الموقوفين "تجاوز 200، يحملون الجنسيات الأميركية والأسترالية والهولندية والفرنسية والإسبانية والمغربية والجزائرية".
وأكد أبو كشك أن ما حددته الخارجية المصرية في بيانها "هو بالضبط الخطوات التي مشينا عليها. لقد قدمنا أكثر من 50 طلبا ولم نحصل على رد". وقال إن "دخول (أفراد الشرطة) إلى غرف الفنادق ومصادرة الهواتف وتفتيش المتعلقات... كان غير متوقع بالمرة". وأوضح أن أفراد شرطة بلباس مدني دخلوا الفنادق يحملون قائمة بأسماء بعض الأجانب "وحققوا معهم، وعلى إثر التحقيق أوقفوا البعض وتركوا البعض الآخر". وأضاف أن السلطات المصرية احتجزت أكثر من 20 من أعضاء الوفد الفرنسي في المطار "لأكثر من 18 ساعة".
وتأتي التطورات في القاهرة بينما تحركت قافلة أخرى تحمل اسم "قافلة الصمود" من تونس تهدف أيضا إلى كسر الحصار الإسرائيلي. ووصلت القافلة الأربعاء إلى العاصمة الليبية طرابلس، وبها مئات الناشطين من تونس والجزائر والمغرب وموريتانيا، وتتجه نحو شرق ليبيا، حيث الحدود مع مصر، بعدما انطلقت الاثنين من تونس بهدف الوصول إلى معبر رفح.