تواصل الحراك السلمي في السويداء واحتجاجات على فصل عمال

10 يناير 2025
السويداء تحتفل بانتصار الثورة السورية، 20 ديسمبر 2024 (العربي الجديد)
+ الخط -
اظهر الملخص
- احتشد الناشطون في ساحة الكرامة بالسويداء، التي أصبحت رمزاً للحراك الفكري والحضاري، حيث استقبلت الكاتب المعارض فايز سارة ووفد من السوريين العائدين من المنفى.
- عقد نشطاء الساحة اجتماعاً لتفعيل دورها في الحراك الثوري السلمي، وتشكيل لجنة منتخبة لإعلان موقف موحد، مع التركيز على المساواة والعدالة الانتقالية وحل المشكلات الأمنية.
- شهدت السويداء احتجاجاً لعمال معمل الأحذية بعد فصل 67 عاملاً، حيث وعد الموفد الحكومي بنقل مطالبهم إلى القيادة في دمشق، مع تأكيد الحكومة على العمل لمصلحة المواطن.

احتشد عشرات الناشطين من أهالي السويداء وباقي المحافظات السورية في ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء، جنوبي سورية، اليوم الجمعة، بعد أن تحولت الساحة من رمز للاحتجاج في زمن النظام السابق إلى منبر للاحتفالات بالحرية، وتصويب المواقف السياسية والأمنية المحلية، وصوت للمطالب الشعبية من الحكومة السورية الجديدة.

ووصل إلى الساحة اليوم الكاتب السوري المعارض فايز سارة، برفقة وفد من السوريين العائدين من المغترب القسري الذي فرضه النظام السوري البائد على النخب التي كانت تعارض نهجه. وقال أحد زوار الساحة اليوم، لـ"العربي الجديد"، إن هذه الساحة أحيت قبل عام ونصف عام أمل السوريين بالتغيير، بعد أن فقدت غالبيتهم الثقة بذلك، لذلك أصبحت من الأيقونات الوطنية ذات الدلالة الكبيرة لفكر الشعوب، لما تميزت به من حراك حضاري فكري، قارعت خلاله الكلمة والأغنية السلاح الهمجي، وقدمت للعالم نموذجاً حضارياً حقيقياً عن الحراك المدني.

وفي موازاة ذلك، عقد نشطاء ساحة الكرامة من المكونات السياسية والاجتماعية اجتماعهم التشاوري الثاني، بهدف التوافق على أهمية تفعيل دور الساحة بصفتها الحامل الأساسيّ لحراك السويداء الثوري السلمي الوطني، والحفاظ عليها بوصلةً للعمل الوطني، والتوافق على تشكيل لجنة منتخبة من أجل إعلان موقف موحد يعبّر عن رؤية وإرادة حراك السويداء الوطني.

وقال الناشط المدني حسام العيسمي، لـ"العربي الجديد"، "لن يتوقف الحراك الشعبي في ساحة الكرامة حتى نصل إلى أهدافنا في المساواة، وتحقيق العدالة الانتقالية، والتي هي جزء لا يتجزأ من تطلعات الشعب السوري في بناء وطن موحد يحكمه القانون، ودستور متفق عليه من جميع مكونات الشعب السوري".

وأضاف إن هناك ما يمكن تصحيحه على الصعيد المحلي في المحافظة، وما يمكن المطالبة به محلياً ووطنياً من خلال هذه الساحة، فالعديد من المشكلات العالقة في الوضع الأمني، وتشكيلات الوزارات، وتسليم السلاح، ما زالت محط نقاش وخلاف بين المكونات السياسية والاجتماعية والأمنية في المحافظة، ويجب أن تُذلّل قبل أن يُتّفق على اختيار ممثلين عن المحافظة إلى المؤتمر الوطني المزمع عقده في دمشق.

وأشار العيسمي إلى أن هناك محاولات للتفرد في القرارات من جهات معروفة في المحافظة، تحاول استثناء دور الشباب والمكونات السياسية، والاستئثار بعلاقات خاصة مع الإدارة الحالية في دمشق، وهذا بدأ يأخذ منحى للانشقاق والخلاف في المواقف، قد يؤدي إلى شرخ لا تحمد عقباه.

ورأى الناشط أنه للتعامل مع هذا الأمر، يجب أولاً حل الوضع الأمني في البلاد والمحافظة، من خلال تشكيل جيش وطني محترف، غير مؤطر بخلفية عقائدية، وبعد ذلك، تشكل الضابطة العدلية، وترمم البنية البشرية للمؤسسات الدستورية، ليقر بعدها الدستور بتوافق وطني تعددي.

وشهدت مدينة السويداء، يوم أمس الخميس، احتجاجاً لعمال معمل الأحذية، على خلفية قرار الحكومة فصل 67 عاملاً من المعمل، تنقل فيه المحتجون بشكواهم بين دارة قنوات حيث الشيخ حكمت الهجري، ومبنى المحافظة حيث استمع إلى شكواهم الدكتور مصطفى بكور، الموفد الحكومي إلى السويداء، الذي وعد المحتجين بنقل مطالبهم إلى القيادة في دمشق، مؤكداً أن الحكومة الحالية تعمل ما بوسعها من أجل مصلحة المواطن، ولن تكون طرفاً في حرمان أصحاب الحق من حقوقهم المشروعة.

وقالت إحدى العاملات من معمل الأحذية لـ"العربي الجديد" إنها ليست من المفصولين، ولكن خرجت تضامناً مع زملائها الذين قضوا أكثر من عقد ونصف عقد في خدمة المعمل، ورفع سويته الانتاجية لتربية أبنائهم وإعالة أسرهم، رغم مشقة ومخاطر العمل، مضيفة: "لقد ظلمنا النظام السابق سنوات حيت تركنا من دون تثبيت، ونأمل ألا يقوم من حرر البلاد بزيادة الثقل علينا وظلمنا مرة أخرى من خلال الفصل من الوظائف وقطع الأرزاق".

المساهمون