الوكالة الدولية للطاقة الذرية تدين إيران.. كيف ردّت طهران؟
استمع إلى الملخص
- ردت إيران بانتقاد الدول الغربية، مؤكدة التزامها بتعهداتها النووية وشكرها للدول التي صوتت ضد القرار. كما انتقدت صمت الدول الغربية تجاه البرنامج النووي الإسرائيلي وأشارت إلى إعادة النظر في التعاون مع الوكالة.
- دعا الاتحاد الأوروبي إيران إلى ضبط النفس واستئناف التعاون مع الوكالة، معبراً عن مخاوفه من تصعيد نووي محتمل. وأعربت فرنسا عن قلقها من إعلان إيران بناء منشأة جديدة لتخصيب اليورانيوم.
اعتمد مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، اليوم الخميس، قراراً يدين "عدم امتثال" إيران لالتزاماتها النووية، فيما أعلنت وزارة الخارجية ومنظمة الطاقة الذرية الإيرانيتان "إنشاء محطة جديدة لتخصيب اليورانيوم في مكان آمن، واستبدال أجهزة طرد مركزي من الجيل الأول بالجيل السادس في منشأة فوردو"، ردّاً على القرار.
وأيّدت النص، الذي أعدّته لندن وباريس وبرلين وواشنطن، 19 دولة من أصل 35 بحسب ما نقلت وكالة فرانس برس عن مصادر دبلوماسية عدة. وصوتت الصين وروسيا وبوركينا فاسو برفض النص، فيما امتنعت 11 دولة عن التصويت. ولم تتمكّن باراغواي وفنزويلا من المشاركة لعدم سدادهما الإسهامات المالية الكافية. وقال دبلوماسيون إنّ القرار يهدف إلى زيادة الضغط على إيران. ويأتي القرار قبيل الجولة السادسة من المفاوضات النووية بين واشنطن وطهران المقررة الأحد المقبل في مسقط.
وردّاً على قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أعلنت وزارة الخارجية ومنظمة الطاقة الذرية الإيرانيتان، اليوم الخميس، في بيان "إنشاء محطة جديدة لتخصيب اليورانيوم في مكان آمن واستبدال أجهزة طرد مركزي من الجيل الأول بالجيل السادس في منشأة فوردو". ولفتت طهران إلى أنه "تجري أيضاً التحضيرات لتنفيذ خطوات أخرى ستُعلَن لاحقاً".
وندد البيان الإيراني بتمرير أميركا، وفرنسا وبريطانيا وألمانيا مشروع قرارها في مجلس المحافظين، متهماً إياها باستخدام المجلس "أداة لأجل أغراض سياسية"، مؤكداً أنّ طهران لطالما التزمت تعهداتها بموجب اتفاق الضمانات التابع لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية. وقالت خارجية إيران ومنظمتها للطاقة الذرية في بيانهما إنّ الدول الغربية "قد تجاوزت التقرير السياسي المنحاز بالكامل" إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وقدّمت مشروع قرار "يتناقض مضمونه حتى مع هذا التقرير السياسي" للمدير العام للوكالة، رافاييل غروسي.
وفيما قالت إنّ الخطوة من الدول الأربع "وضعت بشكل كامل مصداقية الوكالة الدولية للطاقة الذرية وسمعتها موضع شك، وأظهرت الطبيعة السياسية المتزايدة لهذه المنظمة الدولية"، عبّرت عن شكرها للدول الأعضاء في مجلس المحافظين التي صوّتت ضدّ القرار أو امتنعت عن التصويت. وتطرّقت طهران إلى "صمت الدول الأربع تجاه بقاء البرنامج النووي للكيان الصهيوني خارج معاهدة حظر الانتشار وتطويره برنامج أسلحة دمار شامل"، مؤكدة أنها "لم تفعل أيضاً شيئاً إزاء تهديدات هذا الكيان لمهاجمة المنشآت النووية السلمية للدول الأعضاء في المعاهدة".
كما أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، أثناء زيارته اليوم إلى محافظة إيلام غربي إيران، أن "تخصيب اليورانيوم سيستمر وسنواصل مسيرتنا"، مضيفاً أنه "وهمٌ باطل أن يظنوا أنهم يستطيعون إيقاف تقدمنا بالقنابل"، وفق التلفزيون الإيراني.
إلى ذلك، أكد المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، أن طهران "ستعيد النظر بالتأكيد في التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، قائلاً: "لقد كان لدينا تعاون واسع مع الوكالة، وتعاوننا يُعد فريداً من نوعه. فمن بين الدول التي لديها اتفاقية الضمانات مع الوكالة، وعددها نحو 32 دولة، نحن وحدنا نخضع لـ 72% من عمليات تفتيش الوكالة. كذلك إنَّ 22% من إجمالي عمليات التفتيش للوكالة على مستوى العالم تحصل في بلادنا". وأضاف كمالوندي في حديث مع التلفزيون المحلي: "لقد حاولنا دائماً تهيئة الأجواء المناسبة للتعاون، إلا أن هذه المبادرة لم تلقَ استجابة إيجابية أو مناسبة من الطرف الآخر، ومن البديهي ألا يُتوقع منا استمرار التعاون على هذا المستوى. وبالتأكيد سنعيد النظر في هذا التعاون".
كذلك أصدر رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، الجنرال محمد باقري، اليوم الخميس، تعليمات بالبدء في إطلاق مناورات "الاقتدار" للقوات المسلحة في هذا العام لتعديل جدولها الزمني وتقديم موعدها. وصرّح باقري، وفقاً لما أورده التلفزيون الإيراني، بأنّ الهدف من إجراء هذه المناورات "يتمثل بالارتقاء بالقدرة الدفاعية والردعية للقوات المسلحة وتقييم جاهزيتها مع التركيز على التحركات العدوانية للعدو".
من جهته، حضّ الاتحاد الأوروبي، إيران، على ممارسة "ضبط النفس" بعدما تعهّدت طهران بناء منشأة جديدة لتخصيب اليورانيوم. وقال الناطق باسم دائرة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي أنور العوني بحسب ما تنقل وكالة فرانس برس: "ندعو إيران إلى معاودة التعاون بشكل كامل مع الوكالة وتطبيق التزاماتها كاملة.. وممارسة ضبط النفس وتجنّب أي خطوة من شأنها أن تؤدي إلى تصعيد الوضع"، في إشارة إلى تعهد الجمهورية الإسلامية زيادة أنشطة التخصيب "بشكل كبير".
وقالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، بعد اجتماعها مع وزراء الخارجية الأوروبيين في روما اليوم الخميس، إن مخاوف التكتل تجاه إيران أكبر من المسألة النووية، وتشمل أيضاً دعم طهران لروسيا واحتجاز رعايا الاتحاد الأوروبي في إيران. ودانت فرنسا "بشدة" إعلان إيران عزمها بناء منشأة جديدة وزيادة إنتاجها من اليورانيوم المخصّب، معتبرة ذلك مؤشراً على سعي طهران "المتعمد للتصعيد النووي". وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية أن باريس "أخذت علماً، مع الكثير من القلق، بتصريحات إيران"، وتدعوها إلى "العودة إلى إطار المفاوضات".
وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال دان كين اليوم الخميس إن تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن إيران يثير القلق وإن الولايات المتحدة تُراقب تطورات الوضع عن كثب. وقال كين، أمام أعضاء بالكونغرس الأميركي، إن المجتمع الدولي يفكر على ما يبدو في ما يجب عليه فعله بعد قرار الوكالة الأحدث الذي أعلن أن إيران تنتهك التزاماتها المتعلقة بمنع الانتشار النووي.
إلى ذلك، شدد وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول على أن بلاده لن تقبل بامتلاك إيران أسلحة نووية، وذلك خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الإيطالي أنطونيو تاياني في روما. وأضاف فاديفول: "الجميع يريد تجنب أي تصعيد. لن نقف مكتوفي الأيدي ونشاهد إيران وهي تصبح مسلحة نوويا. يجب أن يكون هذا واضحا في ظل هذا الوضع". وقال إنه سيسافر إلى الشرق الأوسط الليلة، وسيزور إسرائيل يوم الأحد حيث ستتم مناقشة الملف الإيراني. من جهته، قال تاياني إن بلاده ليس لديها أي مؤشرات على شن هجوم إسرائيلي على إيران في المستقبل القريب. وذكر تاياني، في تصريحات للصحافيين: "لا أعلم ما إذا كان سيقع هجوم إسرائيلي على إيران، ليس لدينا أي مؤشرات، باستثناء ما فعله الأميركيون، على أنه سيكون هناك هجوم في المستقبل القريب".