الشرع قد يجري محادثات بشأن اتفاق دفاعي مع تركيا خلال لقائه أردوغان

04 فبراير 2025
خلال لقاء الرئيس السوري ووزير الخارجية التركي في دمشق، 22 ديسمبر 2024 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يجري الرئيس السوري أحمد الشرع محادثات مع الرئيس التركي أردوغان حول إنشاء قواعد جوية تركية في سورية وتدريب الجيش السوري الجديد، بالإضافة إلى تعزيز التعافي الاقتصادي والاستقرار.
- أكد الشرع على تحويل سورية إلى دولة قانون ومؤسسات مع جيش وطني، مشيراً إلى تفاهمات مع "قوات سوريا الديمقراطية" حول ضبط السلاح بيد الدولة.
- زيارة الشرع لتركيا تأتي بعد زيارته للسعودية، وتهدف لتعزيز العلاقات الثنائية ومناقشة قضايا مثل الملف الكردي ورفع العقوبات الاقتصادية وتحسين ظروف السوريين في تركيا.

قالت أربعة مصادر مطلعة لوكالة "رويترز"، اليوم الثلاثاء، إنه من المتوقع أن يجري الرئيس السوري أحمد الشرع محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة بشأن اتفاق دفاع مشترك يتضمن إنشاء قواعد جوية تركية في وسط سورية وتدريب الجيش السوري الجديد.

وقالت الرئاسة التركية في بيان، الثلاثاء، إن المحادثات مع الشرع التي ستعقد في المجمع الرئاسي ستتناول "آخر التطورات في سورية من كافة جوانبها، وتقييم الخطوات المشتركة التي يجب أن يتخذها البلدان من أجل التعافي الاقتصادي والاستقرار والأمن المستدام" في سورية، وأضافت: "نعتقد أن العلاقات التركية السورية التي عادت إلى طبيعتها بعد استعادة سورية لحريتها، ستتعزز وتكتسب بعداً جديداً مع زيارة السيد أحمد الشرع والوفد المرافق له".

وقال رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون، أمس، في منشور عبر منصة إكس، إنّ أحمد الشرع يُتوقع أن يصل إلى أنقرة اليوم تلبية لدعوة من الرئيس أردوغان، وأوضح أنّ المحادثات التي ستُجرى في المجمع الرئاسي التركي ستتطرق إلى آخر التطورات في سورية من جميع الجوانب، وتقييم الخطوات المشتركة التي يجب أن يتخذها البلدان في سبيل التعافي الاقتصادي، والاستقرار، والأمن المستدام على الأراضي السورية. وأضاف ألطون أن المحادثات ستركّز أيضاً على الدعم الذي يمكن أن تقدمه أنقرة للإدارة الانتقالية والشعب السوري، معرباً عن قناعته بأنّ زيارة أحمد الشرع والوفد المرافق له "ستعزز العلاقات التركية-السورية التي عادت إلى طبيعتها بعد حصول سورية على حريتها".

وخلال مقابلة مع "تلفزيون سوريا" أمس، أكد أحمد الشرع أنّ سورية لن تُحكم من شخص واحد، بل ستكون دولة قانون ومؤسسات مع فسحة واسعة للحريات تحت مظلة القانون، مع العمل على إعادة تموضعها في محيطها العربي والدولي بما يخدم مصلحة الشعب السوري. وتحدث الشرع عن جهود تشكيل جيش وطني لكل السوريين بدلاً من الجيش السابق الذي قال إنه كان يعاني سابقا من تفكك وولاء لعائلة محددة، كما شدد على ضرورة ضبط السلاح وحصره بيد الدولة، مع الإشارة إلى وجود تفاهمات مع "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) بخصوص هذا الملف، مع الاختلاف على بعض الجزئيات.

آمال سوريي تركيا بحل مشاكلهم

ويرى الأكاديمي والمحلل التركي، وهبي بايصان، في حديث لـ"العربي الجديد" أن زيارة الشرع تكتسب أهمية "كبيرة ويتم الاحتفاء والتمهيد لها منذ يومين بالإعلام التركي" متوقعاً أن تكون مراسم الاستقبال "رسمية ومختلفة" لترسل انطباعات حول الحفاوة وطيب العلاقات. وأضاف بايصان أن الملف الكردي "سيأخذ الدور الأكبر بالمحادثات"، متوقعاً أن الرئيسين سيبحثان سبل الخلاص من "المنظمات الإرهابية" وتحقيق الأمن والسلام وإبعاد شبح التقسيم، بحسب وصفه. إضافة إلى مساعدة تركيا سورية برفع العقوبات المفروضة "نظراً للعلاقة الخاصة بين الرئيس أردوغان والأميركي دونالد ترامب". وأشار المحلل التركي إلى أن الملف الاقتصادي سيكون له حيز خاص "وإن كان ذلك ضمن خطوط عامة نظراً لسرعة الزيارة"، ملمحاً لامتعاض بعض الأوساط التركية من رفع الرسوم الجمركية على البضائع التركية بعد تقلد الإدارة الجديدة الحكم في دمشق.

وعن ملف اللاجئين، قال بايصال إن تركيا "ليست مستعجلة ولن تلزم أي سوري بالعودة القسرية" ولكن التوقعات أن أكثر من 70 بالمائة من السوريين من حاملي بطاقة الحماية المؤقتة "كيملك" سيعودون بعد انقضاء العام الدراسي وتحقيق الاستقرار في سورية. وكانت منصات سورية طلبت من الشرع شرح ظروف المعاناة التي يتعرض لها السوريون في تركيا للجانب التركي، وقالت منصة "كوزال" مخاطبة الشرع: "نرجو منكم إنهاء عمل موظفي القنصلية السورية في إسطنبول بالكامل، فقد كانت صفحة سوداء في ذاكرة السوريين. إذ من غير المنصف معاملة السوريين في تركيا كمغتربين فهم مهجرون قسراً، ولذلك يجب التخفيف من الأعباء المالية عند إصدار الجوازات، إذ تشكل تكاليفها عبئًا كبيرًا على معظم العائلات". وأضاف سوريون عبر مناشدتهم للرئيس الانتقالي الشرع أنه "لا بد من وضع حد للتجاوزات والانتهاكات التي ترتكبها إدارة الهجرة ومراكز الترحيل على طاولة النقاش مع القيادة التركية، والمطالبة بوقف هذه الممارسات. والعمل على رفع القيود المفروضة على السوريين، بما يضمن لهم حرية التنقل والحياة الكريمة".

وتأتي زيارة الشرع إلى تركيا باعتبارها محطة ثانية بعد زيارته الخارجية الأولى إلى المملكة العربية السعودية التي بدأها أمس الأول الأحد، والتقى خلالها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. ونقلت صفحة رئاسة الجمهورية السورية على منصة تليغرام عن الشرع أنه أجرى اجتماعاً مطولاً مع بن سلمان ولمس وسمع من خلاله رغبة حقيقية لدعم سورية في بناء مستقبلها، وحرصاً على دعم إرادة الشعب السوري ووحدة وسلامة أراضيه.

وكان وزير الخارجية التركي هاكان فيدان ورئيس المخابرات التركية إبراهيم قالن قد زارا دمشق بعد إسقاط النظام السوري، في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وأجريا محادثات مع القيادة الجديدة. وقال فيدان عقب الزيارة، في 22 ديسمبر، إنه بحث مع الشرع قضية وحدات حماية الشعب الكردية وحزب العمال الكردستاني، مؤكداً أنه "لا مكان لمسلحي حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية في مستقبل سورية"، واعتبر أنّ المسلحين الأكراد يحتلون أراضي سورية على نحو غير مشروع، مبدياً اعتقاده بأنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيتخذ نهجاً مختلفاً بشأن الوجود الأميركي في سورية والشراكة مع المسلحين الأكراد.