استمع إلى الملخص
- الوضع الإنساني في غزة يتدهور مع نقص حاد في المساعدات والوقود، حيث لم تدخل سوى 8500 شاحنة من أصل 12 ألف، مع حاجة ملحة لإدخال 200 ألف خيمة و60 ألف بيت متنقل.
- يواجه قطاع غزة أزمة إنسانية غير مسبوقة بسبب القيود الإسرائيلية ووقف الولايات المتحدة إرسال 400 مليون دولار من المساعدات، مما يستدعي عقد مؤتمر دولي لإعادة الإعمار.
معروف: الاحتلال لم يلتزم بما نص عليه البروتوكول إلا بنسبة 10٪ فقط
"الإعلامي الحكومي": وصل إلى القطاع نحو 8500 شاحنة مساعدات فقط
يحتاج القطاع لـ 200 ألف خيمة و60 ألف بيت متنقل وصل عدد محدود منها
حذر رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة سلامة معروف، اليوم الجمعة، من التداعيات المترتبة إثر عدم التزام الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ بنود البروتوكول الإنساني الذي نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار المبرم بوساطة قطرية ومصرية وأميركية. وقال معروف في مؤتمر صحافي عقده في مدينة غزة، إن الاحتلال لم يلتزم بما نص عليه البروتوكول إلا بنسبة 10% فقط، وهو ما يتطلب تدخلاً سريعاً من قبل الوسطاء من أجل الضغط على الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف أن الاحتلال يحاول التنصل من التزاماته في ظل استمرار تدهور الوضع الإنساني، مطالباً بإدخال 600 شاحنة مساعدات يوميا منها 50 مخصصة للوقود والخيام في وقت لم يلتزم الاحتلال يومياً بإدخال هذه الشاحنات. وبحسب رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فإن إجمالي ما وصل إلى القطاع بلغ نحو 8500 شاحنة مساعدات فقط دخلت خلال 20 يوما من أصل 12 ألف شاحنة كان مقرراً لها الدخول، فيما تلاعب الاحتلال في طبيعة الشاحنات الواردة عبر إدخال الأغراض الثانوية والمسليات وتجاهل الأولويات.
وأكد معروف أن القطاع يحتاج إلى 200 ألف خيمة و60 ألف بيت متنقل لم يصل منها سوى عدد محدود، مشيراً إلى أن 15 شاحنة وقود فقط تدخل القطاع يوميا تقتصر على السولار وكميات محدودة من الغاز من أصل 50 شاحنة نصت عليها الاتفاقية. وأشار إلى أن الاحتلال يمنع إدخال ما يتعلق بمستلزمات الإيواء والترميم مثل مولدات الطاقة ومعدات ترميم شبكات المياه، منوهاً إلى أن آلاف من خيام النازحين غرقت بسبب الرياح العاتية والأمطار الغزيرة.
وحمّل رئيس المكتب الإعلام الحكومي في غزة، الاحتلال مسؤولية الواقع الإنساني المنكوب، مطالباً الوسطاء بالضغط على الاحتلال وإلزامه بتنفيذ نصوص البروتوكول الإنساني، ودعوة المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته وعدم الاكتفاء بدور المتفرج على المأساة الإنسانية. وبحسب معروف فإن الاحتلال يمنع إدخال المعدات الثقيلة لرفع ما يزيد على 55 مليون طن من الركام، وهو ما يمنع إخراج نحو 12 ألف شهيد وسيؤثر على قدرة المقاومة الفلسطينية على انتشال أسرى الاحتلال القتلى.
وطالب بالإسراع بعقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار القطاع وتوفير الاحتياجات الإنسانية، مشدداً على أن سكان القطاع لن يهجروا من القطاع مع التحذير من محاولة التلاعب في أعداد السكان عبر تقارير وأرقام غير صحيحة. وبيّن معروف أن تعداد سكان القطاع يتجاوز 2.4 مليون نسمة وفقاً لآخر الإحصائيات الصادرة عن السجل المدني في غزة، مشدداً على أن الشعب الفلسطيني سيبقى متمسكاً بأرضه ولن يغادرها إلى أي مكان.
بعد أكثر من 15 شهراً من الحرب المدمرة التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، يواجه القطاع وسكانه الذين يتجاوز عددهم مليوني نسمة أزمة إنسانية غير مسبوقة. وحتى قبل وقف إطلاق النار، كانت المساعدات الإنسانية تصل إلى غزة بشكل محدود وغير منتظم، ما أسفر عن تفشي حالات سوء التغذية الحاد بين السكان. وقبل اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول عام 2023، كان متوسط عدد الشاحنات التي تدخل غزة يومياً يبلغ 500 شاحنة، لكن القيود المفروضة على المساعدات الإنسانية بسبب السيطرة الإسرائيلية على جميع المعابر إلى غزة فاقمت الأزمة. وقد نددت الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية مراراً بتلك القيود، مشيرة إلى تأثيراتها السلبية على قدرة السكان على الحصول على الغذاء والمنتجات الصحية.
يأتي ذلك فيما أوقفت الولايات المتحدة عملية إرسال 400 مليون دولار مخصصة للمساعدات الإنسانية والغذاء في قطاع غزة، وذلك حسبما كشف مصدر مسؤول في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد". وكان من المقرر إرسال هذه المساعدات الاثنين الماضي عبر الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، غير أن إغلاق إدارة الكفاءة الحكومية حسابات العاملين في الوكالة ومنع الموظفين من الدخول إلى حساباتهم في جميع أنحاء العالم، أديا إلى توقف التحويل.