الاحتلال الإسرائيلي يتوغل مجدداً في ريف القنيطرة جنوب غربي سورية

04 فبراير 2025
مركبة عسكرية للاحتلال في الجولان المحتل 19 ديسمبر 2024 (سعيد قاق/الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي في بلدة المعلقة بريف القنيطرة، مدعية البحث عن متعاونين مع حزب الله، مما أثار رعب الأهالي العزل، وتكررت هذه العمليات دون اعتقالات تُذكر.

- أكد الناشطون أن إسرائيل تتجاهل التحذيرات الأممية وتواصل انتهاكاتها، رغم انسحابها من بعض المناطق، مما يعزز قلق السكان من مداهمات واعتقالات محتملة.

- حذر الناشطون من احتمال تصاعد المقاومة الشعبية إذا لم تلتزم إسرائيل باتفاقية 1974 وتنسحب من النقاط المحتلة، مما يعقد مهمة الأمم المتحدة في مراقبة فض الاشتباك.

توغلت قوات تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي داخل بلدة المعلقة بريف القنيطرة بجنوب سورية، اليوم الثلاثاء، بذريعة البحث عن متعاونين مع حزب الله اللبناني. وقامت هذه القوات بتفتيش منازل المواطنين في البلدة بحثاً عن مطلوبين وأسلحة. ووفقاً لمصادر "العربي الجديد" في المنطقة، فإن قوات الاحتلال أرهبت الأهالي العزل خلال عمليات التفتيش، وأشارت المصادر إلى أن هذا التوغل ليس الأول من نوعه، إذ سبق أن اقتحم الاحتلال البلدة في 11 يناير/جدكانون الثاني الفائت بالحجة نفسها دون أن تسفر عملياتها عن اعتقال أي شخص.

وأكد الناشط كمال بكر من محافظة القنيطرة لـ"العربي الجديد" أن "الاحتلال الإسرائيلي يحاول إضفاء شرعية على انتهاكاته في القنيطرة من خلال إطلاق "أكاذيب" حول وجود فلول لحزب الله في قرى وبلدات المحافظة". وأضاف أن "إسرائيل لم تكترث لتحذيرات الوفد الأممي الذي زار المنطقة وأكد ضرورة انسحابها، ضاربة عرض الحائط بالقرارات الأممية". وأشار بكر إلى وصول وفد من الأمم المتحدة اليوم الثلاثاء إلى مركز محافظة القنيطرة، حيث "تفقد مبنى المحافظة ومبنى المحكمة بعد انسحاب القوات الإسرائيلية منهما". كما انسحبت قوات الاحتلال من محيط قرية القحطانية بريف القنيطرة.

وفي سياق متصل، أطلقت قوات الاحتلال سراح مواطن من بلدة الحرية كانت اعتقلته قبل يومين، فيما تواصل ملاحقة أشخاص من عائلة بكر في بلدة طرنجة في ريف القنيطرة بذريعة انتمائهم لما يسمى بـ"المقاومة الإسلامية في سورية"، ويأتي ذلك بعد اعتقال اثنين من العائلة ذاتها قبل أيام إثر مقاومتهما لدورية إسرائيلية حاولت اعتقالهما.

وأكد الناشط سعيد المحمد لـ"العربي الجديد" أن أهالي محافظة القنيطرة "يعيشون في قلق دائم من احتمال مداهمة منازلهم واعتقال أبنائهم، لا سيما سكان المناطق القريبة من الشريط الحدودي مع الجولان المحتل"، وأضاف أن "انسحاب إسرائيل من بعض المناطق لا يُلغي حقيقة سيطرتها على أعلى نقطة في جبل الشيخ وتعزيز وجودها هناك"، معتبراً أن "أي قرار أممي لا يشمل انسحابها من تلك النقطة يُعد التفافاً واضحاً على القرارات الأممية، خاصة اتفاقية فض الاشتباك لعام 1974".

وحذر المحمد من احتمال بروز مقاومة شعبية فعلية إذا لم تلتزم إسرائيل باتفاقية 1974 وتنسحب بالكامل من كل النقاط التي احتلتها بعد 8 ديسمبر/كانون الأول العام الفائت 2024. وكان "جان بيير لاكروا"، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام، زار المنطقة منذ نحو أسبوع واستمع لشكاوى أهالي المنطقة واعتبر أن وجود القوات الإسرائيلية في المنطقة العازلة بالأراضي السورية يمثل انتهاكاً لاتفاقية 1974 لفصل القوات، مؤكداً أن هذا الوجود يُعقّد مهمة قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك ومجموعة المراقبين في الجولان.