استمع إلى الملخص
- دعا المشاركون لتسليم إدارة المنطقة للحكومة السورية، محذرين من اللجوء إلى السلاح في حال فشل المفاوضات الجارية بين الحكومة و"قسد".
- تستمر "قسد" في حملات مداهمات واعتقالات لمنع التظاهرات المناهضة، وسط تباين في صفوف القوى الكردية ومساعٍ لتوحيد الصف السياسي.
شهدت ساحة الأمويين في العاصمة السورية دمشق، بعد صلاة الجمعة اليوم، اعتصاماً لأبناء المنطقة الشرقية مطالبين بطرد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وحزب العمال الكردستاني، ووحدات حماية الشعب، وحزب الاتحاد الديمقراطي من الجزيرة السورية.
ورفع المعتصمون شعارات تؤكد "وحدة الأراضي السورية"، ورفض جميع المشاريع الانفصالية، مشددين على أن "سلاح قسد والأحزاب الانفصالية موجّه ضد السوريين وليس لحمايتهم". من جهته، أكد عبيد الخلف، أحد المشاركين في الاعتصام، وهو مواطن سوري من محافظة الرقة، في حديث مع "العربي الجديد"، إن الاحتجاج جاء تعبيراً عن رفض أبناء المنطقة الشرقية وجود "قسد"، مطالباً بخروجها من المنطقة، وتسليم إدارتها للحكومة السورية. كما أشار إلى أن مشروع "قسد" في سورية يخدم المصالح الإيرانية، ويهدف إلى التغيير الديمغرافي، مؤكداً ضرورة تسليم ملف تنظيم داعش إلى الدولة السورية.
بدورها، قالت المشاركة في الوقفة غصون العوض من مدينة الرقة، لـ"العربي الجديد": "نحن أبناء الجزيرة السورية نرفض تواجد قسد التي تمارس الانتهاكات ضد الشعب السوري، وتساهم بانتشار الجهل، ونطالب السيد أحمد الشرع بخلاصنا من قسد، كما ساهم بخلاص سورية من النظام البائد، لتحقيق وحدة الأراضي السورية".
أما المحامي عبد اللطيف طه، وهو أيضا من مدينة الرقة، فقال: "تجمعنا هنا من كافة مناطق الجزيرة السورية، لنطالب الدول الصديقة والحكومة السورية الجديدة بمساعدة الشعب السوري في المناطق الشرقية بتخليصها من عصابات قسد"، مضيفاً: "حالياً تجري مفاوضات بين الحكومة السورية الجديدة والقيادة في قسد لتسليم المنطقة للحكومة السورية بشكل سلمي وودي، وأعتقد إن لم ينجحوا في هذه المفاوضات لن يبقى خيار سوى السلاح".
في السياق، شدد الشاب ساهر عبد الله على وحدة الأراضي السورية، وأضاف لـ"العربي الجديد": "أتينا إلى هنا اليوم للتنديد بجرائم قسد، وللمطالبة بعودة الأراضي السورية لمواطنيها الأصليين، وهذا ليس إنكاراً لحقوق أهلنا الكرد، فهم مواطنون سوريون لهم حقوقهم أيضاً، لكن الـ"بي كي كي" (حزب العمال الكردستاني) هم عصابات من مخلفات النظام السوري السابق".
ومن جانبه قال حسين الثلج، وهو أحد أبناء البادية السورية شرقي البلاد، قال: "نحن أبناء البادية، أبناء سورية الشرقية، أبناء دير الزور والحسكة والرقة، نندد بجرائم عصابات قسد وعصابات قنديل، نحن نريد سورية واحدة، سورية لكل السوريين، أبناء البادية قدموا الكثير من التضحيات منذ بداية الثورة السورية، لذلك نطالب القائد أحمد الشرع بتحرير مناطقنا الشرقية".
ويأتي هذا في وقت لا يزال التباين سائداً في صفوف القوى الكردية السورية، ما يعرقل تشكيل مرجعية سياسية واحدة تفاوض الإدارة الجديدة في العاصمة دمشق. وفي خطوة من المتوقع أن تلقي بظلالها على المشهد الكردي في سورية، عقدت هيئة الرئاسة في المجلس الوطني الكردي، أكبر تشكيل سياسي يمثل الكرد السوريين، اجتماعاً، الثلاثاء، وُصف بـ"الإيجابي"، مع قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، يندرج ضمن المساعي لتوحيد الصف السياسي الكردي في سورية.
وبالتزامن مع ذلك، نفذت "قسد"، فجر اليوم الجمعة، حملة مداهمات واسعة في بلدتي أبو النيتل ورويشد، وعدد من القرى المحيطة شمال دير الزور، حيث اعتقلت عدداً من المدنيين لأسباب مجهولة، وسط عمليات تكسير وسرقة للمنازل. كما شهد يوم أمس الخميس حملة مداهمات مماثلة شملت عدة منازل في بلدتي أبو حمام والكشكية بريف دير الزور الشرقي، شرقي سورية.
وتواصل "قسد" حملات الاعتقال في محافظات دير الزور والرقة وريف الحسكة، شرقي وشمال شرقي البلاد، بهدف منع خروج أي تظاهرات منددة بانتهاكاتها، إضافة إلى اعتقال الناشطين الذين يطالبون بدخول الحكومة السورية إلى المنطقة الشرقية.