إيران تتسلم رسالة ترامب إلى خامنئي من مسؤول إماراتي في طهران

12 مارس 2025
خامنئي يلتقي أعضاء مجلس الخبراء، طهران 7 نوفمبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- قام أنور قرقاش بتسليم رسالة من الرئيس الأميركي ترامب إلى المرشد الإيراني علي خامنئي، في محاولة للتفاوض على اتفاق نووي جديد، رغم نفي إيران تلقيها أي رسالة رسمية.
- أكد عباس عراقجي استعداد إيران للتفاوض بشروط متكافئة، مشيراً إلى استمرار المباحثات مع أوروبا والصين وروسيا، واجتماع ثلاثي مرتقب في بكين لمناقشة الملف النووي ورفع العقوبات.
- رفضت القيادة الإيرانية التفاوض تحت الضغط، معتبرة دعوات ترامب تهدف لفرض شروط غير مقبولة، وأكد خامنئي رفضه للتفاوض الذي يهدف للتحكم في قدرات إيران.

سلم مستشار الرئيس الإماراتي للشؤون الدبلوماسية أنور قرقاش إلى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم الأربعاء، رسالة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي.

وفور وصوله إلى طهران، أجرى قرقاش لقاء مع عراقجي، مسلما إياه الرسالة. وذكرت وسائل إعلام إيرانية في وقت سابق اليوم أن مستشار الرئيس الإماراتي سيزور طهران الأربعاء، حاملاً معه رسالة الرئيس الأميركي إلى خامنئي.

وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قال في تصريحات لوسائل إعلام إيرانية، على هامش اجتماع الحكومة، إن ترامب كتب رسالة، "لكنها لم تصل إلينا بعد، ومن المقرر أن يحملها مبعوث من دولة جارة قريباً إلى طهران"، مشيراً إلى أن البرنامج النووي الإيراني يمضي قدماً في إطار معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية. وكان نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية الإيراني قد زار الإمارات، الأسبوع الماضي، للمشاركة في الاجتماع الأول للجنة المشتركة للمشاورات السياسية في أبوظبي.

وأكد عراقجي اليوم أن بلاده "لطالما استعدت للتفاوض، لكن من موقع تكافؤ وكرامة"، مشيراً إلى مباحثات إيرانية أوروبية بشأن الاتفاق النووي تُعقد جولتها الرابعة خلال الأسبوعين المقبلين، فضلاً عن مباحثات مماثلة مع الصين وروسيا. وأضاف أن إيران والصين وروسيا ستعقد الجمعة المقبل اجتماعاً ثلاثياً بشأن الاتفاق النووي.

وعلّق عراقجي في حديثه على الجلسة المغلقة لمجلس الأمن الدولي اليوم بشأن زيادة المخزون الإيراني من اليورانيوم المخصب، بالقول إن الطلب بعقد هذه الجلسة "أمر جديد يثير الدهشة"، معرباً عن أمله في أن يقوم المجلس بمسؤولياته، بعيداً عن الضجات الإعلامية، "في سبيل الحفاظ على السلام والأمن الدوليين". وسبق أن تقدمت ست دول أعضاء بمجلس الأمن الدولي، في مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وبريطانيا، بطلب لعقد هذا الاجتماع.

وفي السياق، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، في تصريح صحافي، اليوم الأربعاء، أن اجتماعاً ثلاثياً سينعقد بين إيران وروسيا والصين على مستوى نواب وزراء الخارجية في بكين، الجمعة المقبل. وأضاف بقائي أن هذا الاجتماع سيركز على بحث التطورات المرتبطة بالملف النووي الإيراني ورفع العقوبات، مشيراً إلى أن المجتمعين سيناقشون أيضاً ملفات إقليمية ودولية أخرى، ومواضيع متصلة بالتعاون بين هذه الدول في إطار مجموعة بريكس، ومنظمة شنغهاي للتعاون.

وأكدت وكالة تسنيم الإيرانية المحافظة، اليوم، نقلاً عن مصادرها في وقت سابق، ما تحدث عنه عراقجي بشأن الرسالة الأميركية، مشيرة إلى أن رسالة ترامب إلى المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي ستصل إلى طهران قريباً عبر إحدى دول المنطقة، من دون تسميتها. وكان ترامب أعلن، السبت الماضي، إرساله خطاباً إلى القيادة الإيرانية يوم الأربعاء من الأسبوع نفسه، للتفاوض على اتفاق نووي، الأمر الذي نفته إيران مرات عدة، مع التأكيد أنها لم تتلقَ أي رسالة. وأكد ترامب، في مقابلة مع فوكس بيزنس، أنه يريد التفاوض على اتفاق نووي مع إيران، مضيفاً: "قلت إني آمل أن تتفاوضوا، لأن الأمر سيكون أفضل بكثير بالنسبة لإيران". وتابع، وفق "رويترز": "أعتقد أنهم يريدون الحصول على هذه الرسالة. البديل الآخر هو أن نفعل شيئاً، لأنه لا يمكن السماح بامتلاك سلاح نووي آخر".

وردّ الرئيس الإيراني الإصلاحي مسعود بزشكيان، مساء أمس الثلاثاء، على دعوات ترامب للتفاوض، بالقول إنه لن يلتقي الرئيس الأميركي، و"عليه أن يفعل ما يشاء"، مشيراً إلى سلوك الأخير في لقائه مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض، واصفاً إياه بأنه سلوك "يبعث على الخجل". وأضاف بزشكيان في كلمة له: "ليس مقبولاً أن يقولوا نحن نعطي الأوامر لكي تفعلوا هكذا، وإن لم تفعلوا ذلك سنفعل كذا وكذا. أنا لن آتيك، وافعل ما شئت"، وفق ما نقله عنه التلفزيون الإيراني.

من جهته، أكد خامنئي في كلمة أمام كبار المسؤولين الإيرانيين، السبت الماضي، أن طهران لن تتفاوض تحت الضغط من جانب أي "دولة تمارس البلطجة"، منتقداً "إصرار بعض الدول والشخصيات المتنمرة على التفاوض ليس لأجل حل القضايا، بل للتحكم وفرض توقعات على الطرف الآخر"، وذلك في رد على تصريحات لترامب قال فيها إن هناك طريقتين للتعامل مع إيران، إما عسكرياً وإما بإبرام اتفاق.

وأضاف خامنئي، متجاهلاً الإشارة إلى الرسالة التي تحدّث عنها ترامب، أن أميركا تريد من خلال التفاوض "طرح مطالب جديدة بشأن قدرات إيران الدفاعية وقدراتها الدولية"، وأشار إلى أن واشنطن ستطلب من خلال التفاوض "ألا تتعامل إيران مع تلك الجهة وذاك الشخص، وألا تنتج هذا الشيء، وألا يزيد مدى صواريخها عن هذا المقدار"، مضيفاً: "لا أحد يقبل بهذه الأشياء".

المساهمون