إدريس لشكر باقٍ على رأس الاتحاد الاشتراكي المغربي لولاية رابعة

18 أكتوبر 2025   |  آخر تحديث: 08:03 (توقيت القدس)
إدريس لشكر أمام مؤتمر الحزب في بوزنيقة، 17 أكتوبر 2025 (لقطة شاشة)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- جدد حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في المغرب انتخاب إدريس لشكر ككاتب أول لولاية رابعة، مستنداً إلى المادة الـ217، رغم الدعوات لتغيير القيادة، مما يعكس تأييد بعض القيادات له لتحقيق المصلحة العليا للحزب.

- يُعتبر إدريس لشكر شخصية مثيرة للجدل، حيث بدأ مسيرته السياسية في السبعينيات وتولى منصب الكاتب الأول منذ 2012، مستفيداً من قدرته على ضبط هياكل الحزب وإبعاد معارضيه.

- يوصف لشكر بـ"بلدوزر التنظيم" لكنه يواجه انتقادات بوصفه "انتهازي" و"مزاجي"، ويواجه تحديات كبيرة في تأهيل الحزب للانتخابات المقبلة في 2026.

جدد المؤتمر الوطني الـ12 لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، المعارض وأكبر أحزاب اليسار في المغرب، في الساعات الأولى من صباح اليوم السبت، انتخاب إدريس لشكر، كاتباً أول (أميناً عاماً) لولاية جديدة هي الرابعة على التوالي لمدة أربع سنوات. وجاءت إعادة انتخاب لشكر بعدما تقدم ليكون مرشحاً وحيداً خلال المؤتمر الذي افتُتِح مساء أمس الجمعة في مدينة بوزنيقة (جنوب العاصمة الرباط) تحت شعار "مغرب صاعد: اقتصادياً، اجتماعياً، سياسياً".

وفي غياب أي مرشح منافس، مهد مقترح المجلس الوطني للحزب (برلمان الحزب) القاضي بتمديد ولايته لأربع سنوات جديدة على رأس الحزب خلال المرحلة التنظيمية والسياسية المقبلة، الطريق أمام لشكر للاحتفاظ بمنصب الكاتب الأول الذي يشغله منذ عام 2012. ورغم الدعوات إلى التغيير وتجديد القيادة التي صدرت من عدد من قيادات الحزب قبل انطلاق محطة المؤتمر الثاني عشر، تمكن لشكر من تمديد ولايته بالاستعانة بالمادة الـ217 التي تنص على أنه يمكن التجديد في الجهاز الذي انتهت مدة الانتدابات المسموح بها، لمدة انتدابية جديدة، إذا اقتضت ذلك المصلحة العليا للهيئة.

وفي الوقت الذي يرى فيه قياديون في الحزب اليساري أن لشكر "رجل المرحلة" ويؤيدون انتدابه لولاية رابعة بعد تعديل النظام الأساسي للحزب تحقيقاً لـ"المصلحة العليا للحزب"، كان لافتاً ارتفاع أصوات أخرى طالبت، خلال الأسابيع الماضية، بضرورة تجديد منصب الكاتب الأول لاستعادة الحزب وهجه الذي خفت منذ تجربة ما يعرف في المغرب بالتناوب التوافقي في عهد الملك الراحل الحسن الثاني والكاتب الأول الراحل عبد الرحمن اليوسفي. كذلك كانوا يرون في مغادرته فرصة ثمينة لإعادة هيكلة الحزب والانفتاح على النخب الجديدة، وإحداث قطيعة مع منطق الزعامات المستمر لسنوات طويلة.

يُعَدّ لشكر، الذي أبصر النور في 25 سبتمبر/أيلول 1954 في العاصمة الرباط، من أبرز الشخصيات السياسية المثيرة للجدل في الساحة السياسية المغربية خلال العقود الأخيرة، بتصريحاته وبدخوله في صراعات مع خصومه داخل الحزب من أجل السيطرة على المواقع القيادية داخله، أو في صراعاته مع خصومه الإيديولوجيين.

ولج لشكر ميدان السياسة مبكراً منذ عقده الثاني، بعد أن انتمى إلى الاتحاد الاشتراكي في عام 1970، قبل أن يتقلد مسؤوليات عدة، بدءاً من الاتحاد الوطني لطلبة المغرب (تنظيم طلابي جامعي) بين عامي 1972 و1976، ثم صار مسؤولاً وطنياً للشبيبة الاتحادية (التنظيم الشبابي لحزب الاتحاد الاشتراكي) بين عامي 1975 و1983، فعضواً في اللجنة الإدارية للحزب في عام 1984. كذلك شغل في عام 2001 عضوية المكتب السياسي للحزب، ورئاسة كتلته في مجلس النواب (الغرفة الأولى للبرلمان المغربي) ما بين 1999 و2007، وتمكن من تحقيق حلمه بقيادة الحزب، حينما انتخب كاتباً أول للاتحاد في ديسمبر/كانون الأول 2012، وهو المنصب الذي حافظ عليه في مايو/أيار 2017 وفي المؤتمر الحادي عشر نهاية يناير/كانون الأول 2022.

يوصف الرجل بـ"بلدوزر التنظيم"، لقدرته الهائلة على ضبط هياكل الحزب وتنظيماته المختلفة، وإبعاد معارضيه الذين اضطروا إلى الانسحاب من الحزب أو التواري عن الأنظار. كذلك يضعه خصومه في مرتبة "الانتهازي" و"المزاجي" الذي "لا تقف صداقة ولا علاقة إنسانية أمام طموحاته، مدللين على ذلك بـ "انقلابه وإطاحته" الكثير ممن كان لهم الفضل عليه في مساره السياسي، ومن أبرزهم الكاتب الأول السابق، محمد اليازغي. وبينما يصر زعيم الاتحاديين بشدة على البقاء السياسي رغم انقضاء نحو 14 سنة على تاريخ تسلمه مقاليد الأمور داخل الحزب اليساري، يواجه لشكر المعروف بإتقانه فن المناورة السياسية امتحان تدبير مرحلة حاسمة في تاريخ الحزب لـ"تأهيله سياسياً وتنظيمياً" استعداداً للنزال الانتخابي المرتقب في 2026.