أوكرانيا: قتيل وجرحى إثر هجوم ضخم بمسيّرات روسية على كييف وأوديسا

10 يونيو 2025
منزل مدمر في كييف إثر قصف روسي، 25 مايو 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تعرضت كييف وأوديسا لهجوم روسي بطائرات مسيرة، مما أدى إلى إصابة مستشفى للولادة ووقوع قتيل وخمسة جرحى، مع دعوة السلطات للسكان للبقاء في الملاجئ.
- دعا الرئيس الأوكراني زيلينسكي الولايات المتحدة وأوروبا إلى اتخاذ رد ملموس ضد روسيا، مؤكداً على ضرورة الضغط القوي لإيقاف الحرب، وأعلن الجيش الأوكراني عن ضرب طائرتين في مطار روسي.
- أشار زيلينسكي إلى أن بوتين يسعى لهزيمة أوكرانيا، مشدداً على أهمية دعم الولايات المتحدة، بينما استأنفت روسيا وأوكرانيا مفاوضات السلام في تركيا.

أعلنت السلطات الأوكرانية أنّ العاصمة كييف ومدينة أوديسا تعرّضتا ليل الاثنين-الثلاثاء لهجوم "ضخم" بطائرات مسيّرة روسية طاول خصوصاً مستشفى للولادة وأوقع في حصيلة أولية قتيلاً وخمسة جرحى. وذكرت السلطات إن روسيا أطلقت أكثر من 300 مسيّرة و7 صواريخ على أوكرانيا خلال الليل.

وخاطب رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو سكان العاصمة عبر "تليغرام" قائلاً: "ابقوا في ملاجئكم! الهجوم الضخم على العاصمة مستمر"، مشيراً إلى احتراق مبنى. وأضاف أنه استُدعي مسعفون إلى أربعة أحياء في كييف بعد منتصف ليل الثلاثاء، بما في ذلك حي بوديل التاريخي. وأكد أنّ الهجوم متواصل مع وصول "سرب جديد من الطائرات المسيّرة".

وفي أوديسا قال حاكم المنطقة أوليغ كيبر إنّ "العدو هاجم أوديسا بغارات مكثّفة بطائرات مسيّرة. لقد تضرّرت بنى تحتية مدنية واندلعت حرائق. لقد أصاب الروس مستشفى للولادة وعيادة طوارئ وعمارات سكنية". وأوضح الحاكم أنّ مستشفى الولادة أُخلي في الوقت المناسب. ولفت إلى أنه "بالإضافة إلى ذلك، لقد دُمّرت وتضرّرت مبانٍ سكنية في وسط أوديسا. لقد قُتل رجل يبلغ من العمر 59 عاماً" وأصيب أربعة آخرون على الأقلّ بجروح. وفي وسط كييف، سمعت صحافية في وكالة فرانس برس دويّ ما لا يقلّ عن 12 انفجاراً وأصوات نيران الدفاعات الجوية، بالإضافة إلى أزيز حوالى عشر طائرات مسيرة. وقال الجيش الأوكراني إن الغارات لا تزال مستمرة، وحث الناس على البحث عن ملاجئ.

من جانبه، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الثلاثاء، الولايات المتحدة وأوروبا إلى اتخاذ "رد ملموس" ضد روسيا، مندداً بهجوم ليلي جديد شنته موسكو. وقال زيلينسكي عبر مواقع التواصل الاجتماعي: "من الضروري ألا يكون الرد على هذا الهجوم الروسي، كما حدث مع هجمات مماثلة أخرى، الصمت من العالم، نريد رداً ملموساً. إجراء من أميركا التي تملك القدرة على إجبار روسيا على السلام. إجراء من أوروبا التي لا خيار أمامها سوى أن تكون قوية".

وأمس الاثنين، أعلن الجيش الأوكراني أنه ضرب طائرتين في مطار سافاسليكا الروسي خلال الليل، في وقت تعرّضت فيه العاصمة كييف مجدداً لهجمات روسية مكثفة بطائرات مسيّرة. وذكر الجيش في بيان عبر تطبيق "تليغرام" أنه "وفقاً لمعلومات أولية، ضُربَت طائرتان للعدو (من المفترض أنهما من طرازي ميغ-31 وسو-30/34)".

وأعلن الجيش في بيان ثانٍ ارتفاع عدد قتلى العسكريين الروس وجرحاهم منذ بداية الحرب على الأراضي الأوكرانية في 24 شباط/ فبراير 2022 إلى نحو 997 ألفاً و120 فرداً، من بينهم 970 قُتلوا أو أصيبوا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وبحسب البيان، دمّرت القوات الأوكرانية منذ بداية الحرب 10915 دبابة، منها أربع دبابات أمس الأحد، و22759 مركبة قتالية مدرعة، و28934 نظام مدفعية، و1411 من أنظمة راجمات الصواريخ متعددة الإطلاق، و1183 من أنظمة الدفاع الجوي.

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قد قال لقناة إيه بي سي الأميركية، أول من أمس الأحد، إن نظيره الروسي فلاديمير بوتين لا يرغب في وقف إطلاق النار، بل يريد "الهزيمة الكاملة" لأوكرانيا. وأضاف أن الضغط القوي من الولايات المتحدة وأوروبا فقط هو ما يمكن أن يجبر بوتين على التراجع، وقال: "حينها سيتوقفون عن الحرب".

وشدد زيلينسكي خلال المقابلة على أهمية دعم الولايات المتحدة، وحاول بحذر توضيح أن تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترامب للقناة نفسها بأن بوتين يريد السلام غير دقيق، وقال زيلينسكي: "مع كل الاحترام للرئيس ترامب، أعتقد أنها مجرد وجهة نظر شخصية لديه"، وأضاف: "أنا أشعر بقوة أن بوتين لا يريد إنهاء هذه الحرب. في ذهنه، من المستحيل إنهاء هذه الحرب دون هزيمة كاملة لأوكرانيا".

والخميس الفائت، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إنه لا يعتقد أن روسيا وأوكرانيا ستبرمان اتفاقاً، مضيفاً خلال استقباله المستشار الألماني فريدريش ميرز في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض أنه طلب من نظيره الروسي فلاديمير بوتين، عدم الرد على الهجوم الذي شنته أوكرانيا خلال الأسبوع الماضي على القواعد الجوية الروسية. واستأنفت روسيا وأوكرانيا مفاوضات السلام في تركيا الشهر الماضي بعد توقف دام أكثر من ثلاث سنوات، إلا أن حدة الصراع تصاعدت أخيراً.

(فرانس برس، العربي الجديد)