البرنامج:
موضوع الحلقة:
محمّد الفَيتوري... شاعر الإنسان والهُويّة
الضيف:
_
الملخص
محمد الفيتوري، الشاعر السوداني الليبي، وُلد في مدينة الجنينة بالسودان عام 1936، وانتقل مع عائلته إلى مصر حيث نشأ في الإسكندرية وتعلم في المعهد الديني. تميز شعره بالتجديد والحداثة، حيث كتب عن الإنسان والهوية، واعتز بأصوله الإفريقية، داعياً شعوب القارة السمراء للانتفاض ضد الاستغلال. أصبح الفيتوري رمزاً للشعر العربي الحديث، وكتب للمرأة والفقراء والوطن، كما دافع عن حقوق المستضعفين في كل مكان.
خلال مسيرته، برز الفيتوري في المجال الأدبي والصحافي، وتولى مناصب إعلامية بارزة، منها خبير إعلامي في جامعة الدول العربية. تنقل في المهام الدبلوماسية، حيث شغل مناصب استشارية وثقافية في سفارات ليبيا. في عام 1974، جُرد من جنسيته السودانية بسبب مواقفه المعارضة للنظام، وتبنته ليبيا بمنحه جواز سفر ليبي، لكن بعد سقوط نظام القذافي، سُحب منه الجواز الليبي، مما دفعه للانتقال إلى المغرب.
استقر الفيتوري في المغرب حتى وفاته في أبريل 2015 عن عمر ناهز 79 عاماً. رغم التحديات، استمر في الكتابة والنضال ضد التمييز والأنظمة الاستبدادية، تاركاً إرثاً ثقافياً غنياً. في عام 2021، احتفل محرك البحث جوجل بذكرى وفاته السادسة، تقديراً لإسهاماته الأدبية والإنسانية، ليظل الفيتوري رمزاً للشعر الإفريقي العربي العابر للحدود.
خلال مسيرته، برز الفيتوري في المجال الأدبي والصحافي، وتولى مناصب إعلامية بارزة، منها خبير إعلامي في جامعة الدول العربية. تنقل في المهام الدبلوماسية، حيث شغل مناصب استشارية وثقافية في سفارات ليبيا. في عام 1974، جُرد من جنسيته السودانية بسبب مواقفه المعارضة للنظام، وتبنته ليبيا بمنحه جواز سفر ليبي، لكن بعد سقوط نظام القذافي، سُحب منه الجواز الليبي، مما دفعه للانتقال إلى المغرب.
استقر الفيتوري في المغرب حتى وفاته في أبريل 2015 عن عمر ناهز 79 عاماً. رغم التحديات، استمر في الكتابة والنضال ضد التمييز والأنظمة الاستبدادية، تاركاً إرثاً ثقافياً غنياً. في عام 2021، احتفل محرك البحث جوجل بذكرى وفاته السادسة، تقديراً لإسهاماته الأدبية والإنسانية، ليظل الفيتوري رمزاً للشعر الإفريقي العربي العابر للحدود.
النقاط الرئيسية
- محمد الفيتوري هو شاعر سوداني المولد ليبي الأصل، عاش في مصر وأكمل حياته في المغرب، واعتبر من أبرز المجددين في الشعر العربي ورمزاً من رموز الحداثة الشعرية.
- تميز شعر الفيتوري بالتجديد في شكل القصيدة ومضمونها، وكتب للمرأة والفقراء والوطن، كما دعا شعوب إفريقيا إلى الانتفاض ضد الاستغلال، مما جعله يُلقب بشاعر إفريقيا والعروبة.
- في عام 1974، جُرد الفيتوري من جواز سفره السوداني بسبب مواقفه المعارضة للنظام السوداني، وتبنته ليبيا ومنحته جواز سفر ليبي، لكن سُحب منه بعد سقوط نظام القذافي عام 2011.
- استقر الفيتوري في المغرب حيث عاش مع زوجته المغربية، وفي عام 2014، منحته الحكومة السودانية جوازاً دبلوماسياً، لكنه توفي في المغرب في أبريل 2015 عن عمر ناهز 79 عاماً.
- احتفل محرك البحث جوجل بذكرى وفاة الفيتوري السادسة في عام 2021، تقديراً لإسهاماته الإنسانية والأدبية، وترك إرثاً ثقافياً جعله يُعتبر الشاعر الإفريقي العربي العابر للحدود.
- تميز شعر الفيتوري بالتجديد في شكل القصيدة ومضمونها، وكتب للمرأة والفقراء والوطن، كما دعا شعوب إفريقيا إلى الانتفاض ضد الاستغلال، مما جعله يُلقب بشاعر إفريقيا والعروبة.
- في عام 1974، جُرد الفيتوري من جواز سفره السوداني بسبب مواقفه المعارضة للنظام السوداني، وتبنته ليبيا ومنحته جواز سفر ليبي، لكن سُحب منه بعد سقوط نظام القذافي عام 2011.
- استقر الفيتوري في المغرب حيث عاش مع زوجته المغربية، وفي عام 2014، منحته الحكومة السودانية جوازاً دبلوماسياً، لكنه توفي في المغرب في أبريل 2015 عن عمر ناهز 79 عاماً.
- احتفل محرك البحث جوجل بذكرى وفاة الفيتوري السادسة في عام 2021، تقديراً لإسهاماته الإنسانية والأدبية، وترك إرثاً ثقافياً جعله يُعتبر الشاعر الإفريقي العربي العابر للحدود.
أسئلة وأجوبة
هل تعاني من أي صعوبات في دراستك يا محمد؟
لا، بل أنا سعيد ومتفوق في دراستي.
هل أنت مهتم بالشعر يا محمد؟
نعم، أحب الشعر كثيرا وأفضله على أي شيء آخر.
هل تفكر في الأمر مجدداً يا محمد؟
نعم، التفكير والكلمات هما ما يبقى لي بعد فقدان الوطن كوثيقة رسمية.
هل يمكن أن يغيب عنك عندما يسحب منك وطنك كورقة رسمية؟
لا، لأن الانتماء ليس مجرد وثيقة، بل هو إحساس متجذر في القلب.
هل الأرض هي من حاصرتك بقيود الإدانات السياسية، وهل هي من استبدلت وسحبت جواز السفر منك؟
لا، البشر هم من يفعلون ذلك، وليس الأرض.
العربي الجديد بودكاست محمد الفيتوري شاعر الإنسان والهوية ليس طفلاً ذلك الخارج من أزمنة الموتى إلهي الإشارة ليس طفلاً وحجارة ليس شمساً من نحاس ورماد ليس طوكاً حول أعناق الطواويس محلى بالسواد إنه تقص حضارة إنه إيقاع شعب وبلاد إنه العصر يغطي عريه في ظل موسيقى الحداد ليس طفلاً ذلك الخارج من قبعة الحاخام من قوس الهزائم ليس طفلاً وتمائم إنه العدل الذي يكبر في صمت الجرائم إنه التاريخ مسقوفاً بأزهار الجماجم إنه روح فلسطين المقاوم إنه الأرض التي لم تخن الأرض وخانتها الترابيش وخانتها العمائم إنه الحق الذي لم يخن الحق وخانته الحكومات وخانته المحاكم فانتزع نفسك من نفسك واسكب أيها الزيت الفلسطيني أقمارك وحظن ذاتك الكبرى وقاوم وأضئ نافذة البحر على البحر وقل للموج إن الموج قادم شاعر سوداني المولد ليبي الأصل عاش في مصر وأكمل حياته في المغرب جمع في أصوله وانتمائه دولاً عربية فرقتها الحدود تميز شعره بالتجديد في شكل القصيدة ومضمونها وصورها فأصبح من أبرز المجددين في الشعر العربي ورمزاً من رموز الحداثة الشعرية كتب للمرأة وللفقراء والوطن كما كتب لإفريقيا المكبلة بقيود الاستغلال اعتز بأصوله الإفريقية ودع شعوب القارة السمراء إلى الانتفاض في وجه المستغلين فبات شعره مصباحاً يضيء به دروبهم وينير عقولهم كما رهن يراعه أيضاً لإدفاع عن حقوق المستضعفين في كل مكان من هذه المعمورة فاستحق اللقب بجدارة وأصبح شاعر إفريقيا والعروبة يا عطر الأيام الحبلى بعذابات التكوين يا من هو كل المهمومين وكل المظلومين إني أصغي لصبا خطواتك في أرض فلسطين أو أنت القادم عند الفجر على أرض فلسطين عليك سلام الله هو الشاعر الليبي السوداني محمد الفيتوري ولد شاعرنا عام 1936 في مدينة الجنينة التابعة لولاية غرب دارفور السودانية ثم انتقل في بداية حياته برفقة عائلته ووالده الشيخ مفتاح رجب الفيتوري إلى مصر فنشأ محمد في مدينة الإسكندرية وتعلم في المعهد الديني وحفظ القرآن الكريم في مراحل تعليمه الأولى أهذا أنت يا محمد؟ نعم يا أبي هذا أنا ولدك محمد بشحمه ولحمه استغربت عودتي باكرا أليس كذلك؟ بالفعل يا بني فقد عدت من دراستك مبكرا ولكن دعنا ندخل أولا قبل أن تقول لي ما هو السبب في الحقيقة يا أبي لقد تغيب المدرس اليوم بذلك طلبوا مننا العودة إلى البيت بعد أن أخبرونا بأنه مريض حسنا يا بني أعتقد أنها فرصة مناسبة لنتحدث قليلا ما رأيك؟ بالتأكيد يا أبي أنا موافق فليس لدي واجبات اليوم أنت تعلم كم أحبك يا بني لذلك لا يوجد شيء يشغل بالي في هذه الدنيا سوىك أعلم ذلك جيدا يا أبي وأنا أحبك أيضا ولن أنسى فضلك أبدا لكن ما هو الأمر الذي تريد أن نتحدث عنه؟ أريد أن نتكلم عنك أنت يا محمد أخبرني يا بني هل تعاني من أي صعوبات في دراستك؟ أبدا يا أبي على الإطلاق بل على العكس أنا سعيد جدا ومتفوق في دراستي كم أنا فرح بسمع هذه الكلمات أحسنت يا بني أحسنت وأنا أيضا يا أبي أشعر بسعادة غامرة وأشكر الله لأنه أكرمني بوالد مثلك أنت تبالغ بمتحي كثيرا أيها الشقي منذ منذ وأنا منتبه عليك بأنك تكثر من القراءة بل ووصل صوتك إلى سمعي أكثر من مرة وأنت تنشد الشعر بطلاقة قل لي يا بني هل أنت مهتم بالشعر؟ نعم يا أبي أنا أحب الشعر كثيرا وأفضله على أي شيء آخر كم أنا فخور بك يا بني لكن إياك أن تلتفت للشعر وتنسى دراستك عدني بذلك يا محمد عدني حسنا يا أبي أعيدك بأني سأفعل ذلك وسأضع دراستي في المرتبة الأولى على الرغم من أنني أعشق الشعر أحسنت يا بني وكن على ثقة بأنك إن فعلت ذلك تكون قد انتقيت الخيار الصحيح لكن إن فعلت ذلك يا أبي ووضعت دراستي في المقدمة ألن أفقد شغفي إلى الشعر؟ أبدا بل على العكس الشعر يحتاج للعلم والثقافة وإن قررت أن تكون شاعرا في يوم من الأيام فلن تستطيع فعل ذلك من دونهما هل فهمت ما أعنيه يا محمد؟ بلى لقد فهمت وستبقى كلماتك محفورة في مخيلته ما حييت يا أبي تابع شاعرنا رحلته الدراسية ثم انتقل إلى القاهرة وتخرج في كلية العلوم بالأزهر الشريف لاحقا برز الفيتوري في المجال الأدبي والصحافي وتولى عدة مناصب إعلامية بارزة وعمل محررا أدبيا في الصحف المصرية والسودانية ثم شغل منصب خبير إعلامي في جامعة الدول العربية ما بين عامي 68 و70 تنقل بعدها في المهام الدبلوماسية وتسلم مناصب استشارية وثقافية لسفارات ليبيا في إيطاليا ولبنان والمغرب تيوك تيوك تيوك تيوك تيوك تيوك تيوك تيوك تيوك تيوك تيوك تيوك تيوك تيوك تيوك تيوك تيوك تيوك تيوك تيوك تيوك تيوك تيوك تيوك تيوك تيوك تيوك تيوك تيوك تيوك تيوك تيوك تيوك تيوك تيوك تيوك تيوك تيوك تيوك تيوك تيوك تيوك تيوك تيوك تيوك تيوك تيوك تيوك تيوك تيوك تيوك تيوك تيوك تيوك تيوك تيو صح الصبح وها نحن مع النور التقينا التقى جيل البطولات بجيل التضحيات التقى كل شهيد قهر الظلم ومات بشهيد لم يزل يبذر في الأرض بذور الذكريات أبدا ما هنت يا سوداننا يوما علينا بالذي أصبح شمسا في يدينا وغناء عاطرا تعدو به الريح فتختال الهوين يا بلادي فمن كل قلب يا بلادي فرحة نابعة من كل قلب يا بلادي أيها الأصدقاء هل تظنون أن الشعر قادر على حمل الإنسانية على كتفيه؟ أي أن يكون جسرا ما بين الظلم والحرية؟ بالطبع الشعر ليس مجرد كلمات تتراقص فوق الورق فقط بل هو صوت المضطهدين المستضعفين سيف لا يقتل لكنه يوقظ لكن هل يكفي الشعر وحده؟ هل يستطيع أن يغير واقعا قاسيا؟ أو يسقط الطغيان بمجرد أبيات؟ الشعر لا يسقط الطغيان بين ليلة وضحاها لكنه يزرع بذور الثورة في العقول والقلوب يجعل الإنسان يرى ذاته خارج القيود يتلمس حريته ولو في الحلم وهنا تكمن قوته فهو الذي يحرك الوجدان ويشعل الفكر ويجعل الإنسان قادرا على رؤية الظلم بشكل واضح فيسأل نفسه لماذا أعيش فيه؟ لماذا أقبله؟ إذن نحن لا نكتب الشعر من أجل الكلمات بل من أجل الإنسان كي يدرك أنه أقوى مما يظن وأنه سهم في قلب الظلم وليس صدا في الفراغ فقط لكن نحن باعتبارنا شعراء هل نكون مسؤولين عن إيقاظ الجميع؟ هل حملنا هذا العبء الطواعية؟ أم أن الكلمات وحدها هي من فرضت علينا أن نكون صدا للإنسانية؟ إن نحن لم نفعل فمن سيفعل؟ فالسلطة تتحدث بمنطقها وبينما المال يوجه مصائر الشعوب كل شيء يخنق تحت وطأة الظلم أما الشعر فيبقى حرا وحده صوته لا يشترى ولا يسجن ولا يموت ومع ذلك لا يمكن للشعر أن يكون مجرد سيف في يد الثائر بل يجب أن يكون نورا لمن فقد الرؤية صوتا لمن نسي كيف يصرخ لمسة لمن ظن أن العالم قد تخلى عنه نحن لا نكتب كي نقاوم فقط بل كي نحب ونحلم كي نبني عالم آخر ولو في الخيال لنذكر الإنسان باعتباره أكثر من مجرد جسد يسير في طرقات ضيقة ربما لكني أرى أن الشعراء ليسوا بمنعا عن الألم فالشعر لا يمنحنا الحصانة ولا يستطيع أن يبعدنا عن قسوة هذا العالم ألا ترى بأننا نحمل الجراحة ذاتها التي نكتب عنها؟ الشعر لا يحصن نفسه بل يفتح قلبه كي يرى كي يشعر بخوف الآخرين الشعر ليس ملاذا يا صديقي إنما هو انكشاف كامل للحقيقة حتى ولو كانت موجعة واسد الآن رأسك فوق التراب المقدس واركع طويلا لدى حافة النار سمت من سكنت روحه شجر النيل أو دخلت في الدجل أبانوسي أو خبأت ذاتها في نقوش التضاريس سمت من لامست شفتاه القرابين قبلك مملكة الزرقة الوثنية قبلك عاصفة اللحظات البطيئة قبلك طقس الوجوه المدلات في مهرجان المشانق قبلك يا أيها الطيف منفلتا من عصور الرتابة والمسخ ماذا وراءك؟ في كتب الرمل ماذا أمامك؟ حمل الفيتوري قضية وهموم الإنسان بشكل عام في فكره وقلبه لكنه خص إفريقيا بالكثير من قصائده ومن دواوينه فيها أغاني إفريقيا عاشق من إفريقيا أذكريني يا إفريقيا أحزان إفريقيا وبفضل قصائده تلك أصبح صوت إفريقيا وشاعرها الأول لكنه في عام 1974 جريد من جواز سفره وجنسيته السودانية بقرار من حكومة الرئيس السوداني آنذاك جعفر النميري بسبب مواقفه المعارضة للنظام السوداني في ذلك الوقت وعلى إثر ذلك تبنته الجماهيرية الليبية وقامت بمنحه جواز سفر ليبي لكن الأمر لم يدم إلى الأبد حيث سحبت السلطات الليبية الجديدة منه جواز سفره الليبي وذلك بعد سقوط نظام القذافي عام 2011 وبسبب ذلك غادر ليبيا وانتقل إلى المغرب هل تفكر في الأمر مجدداً يا محمد؟ وهل يمكن أن يغيب عني عندما يسحب منك وطنك كورقة رسمية؟ فلن يبقى لك شيء سوى التفكير والكلمات لكنك عندما فقدت الوطن كسبت أوطاناً أخرى كسبت قلوباً احتضنتك كما ربحت أرضاً لن تضيق بك أبداً لا شك في ذلك لكن الانتماء ليس مجرد بيت نعيش فيه ولا بلداً يحمل اسمنا في جواز السفر فقط الانتماء إحساس متجذر يا عزيزتي هواء لتنفسه من دون تفكير هو تلك اللحظة التي من المفروض أن لا نسأل فيها أنفسنا أين أنا وإلى من أنتمي ومع ذلك أنت لم تتوقف عن الكتابة كما أنك ما زلت مقتنعاً في مقاومة فكرة أن الأوراق يمكن لها أن تمحو إنساناً ومصر على إيصال صوتك وهذا شيء جيد يا عزيزي بالفعل لأنني أرفض أن يختصر الوجود في صكوك رسمية كانوا يظنون أنهم بسحب جواز السفر مني يمكن لهم محوي لكن هيهات سأعود رغماً عن أنفهم بكلمات وحروف عابرة للحدود المصطنعة وبأوطان صنعتها في قلوب من يفهمون معركة الانتماء رائع أن تظل جزءا من الذاكرة ، من الشعر ، أن يكون لك مكان في وجدان الناس وليس في سجلات الحكومات ، حقا هذا هو الانتماء الحقيقي يا حبيبي ربما يا حبيبتي ، ربما ، فالوطن الحقيقي هو الكلمة التي لا يمكن لأحد أن يسحبها مني ، لكن هذا لا يكفي ، لا يكفي فقط أن أكون جزءا من الذاكرة والشعر ، لا يحتاج الإنسان إلى أرض يشعر بأنها احتوته من دون أن يساومه أحد على وجوده فيها معك حق ، لكن الأرض ليست من تساوم ، هل الأرض هي من حاصرتك بقيود الإدانات السياسية ، هل هي من استبدلت وسحبت جواز السفر منك ، الأرض لم تفعل ، بل البشر هم من يفعلون ذلك البشر ، هل نحن سوا عكاس لهم ، أكتب عن الحرية بينما تصادر عن الوطن بينما يختزل إلى ورقة ممزقة بين الأنظمة ومع ذلك ، أنا واثقة بأنك لن تتراجع يا زوج الحبيب ، لأنك لن تقبل بأن تصبح مجرد سطر في كتاب طواه الزمن تأكيد ، لأنني أؤمن بأن الكلمة تقاوم وتصارع ، ولا تهان وأتباع ، الكلمة هي جواز سفري الحقيقي ، وهي انتمائي الذي لا يستطيع أحد أن يساطره حسنا ، أنا أتفق معك ، ولكن إن كانت الكلمة جواز سفرك ، فأين هو الوطن الذي تبحث عنه؟ ربما هو الوطن الذي يدرك أني لا أحتاج وثيقة ليكون جزءا منه ولا ختما لأشعر بأمانه ، هو الوطن الذي يجعلني أحس بأني لا أحتاج حدودا لأتنفس حريته ربما ، لكن الوطن هو الأشخاص الذين يحبونك يا محمد ويجعلونك جزءا لا يتجزأ من وجدانهم حتى لو لم تحمل وثيقة تثبت ذلك معك حق ، من أجل هؤلاء فقط ، أنا أبحث عن الوطن ، أبحث عنه في وجوههم ، في أوجاعهم ومعاناتهم ، في لقمة الخبز التي يحصلون عليها من جمر المستغلين ، في الكلمة المخنوقة خلف قطبان المستبدين نعم ، لأجل هؤلاء فقط حبيبتي ، لن أنسى الوطن وسأستمر في البحث عنه طوال حياتي استقر الفيتوري لاحقا في المغرب حيث عاش في ضحية سيد العابد جنوب العاصمة الرباط برفقة زوجته المغربية وفي عام 2014 منحته الحكومة السودانية مجددا جوازا دبلوماسيا لكنه جاء متأخرا للأسف إذ كان قد هريم وشاخ في العمر وأثقلت كاهله الأمراض المتلاحقة وبسبب ذلك لم تسمح له الحياة بحمل جواز السفر ذاك أكثر من سنة واحدة توفي محمد الفيتوري في المغرب في شهر أبريل نيسان من عام 2015 عن عمر ناهز التاسعة والسبعين عاما بعد أن عاش صراعا طويلا مع الحياة قبل المرض ناضل فيها ضد التمييز والأنظمة الاستبدادية والديكتاتورية وتقديرا لإرثه الأدبي احتفل محرك البحث الشهير جوجل عام 2021 بذكر وفاته السادسة تقديرا له ولإسهاماته الإنسانية والأدبية بعد أن ترك إرثا ثقافيا لن يزول وأصبح بحق الشاعر الإفريقي العربي العابر للحدود لماذا يظن الطغاة الصغار إن موت المناضل موت القضية لا تحفروا لي قبرا مثلي أنا ليس يسكن قبرا اشتركوا في القناة
تحاور مع النص
بم تفكر؟
"تنويه: المحتوى تم توليده بواسطة الذكاء الاصطناعي و قد يحتوي على أخطاء، يرجى الاستماع للبودكاست الكامل لضمان الدقة"