يتزيّن فصل الخريف كل سنة بحلّته الخاصة في العديد من الدول، متّخذاً من اللون الأصفر طابعاً ساحراً يتألق به، إلى جانب ألوان أخرى خلابة توحي بانتهاء فصل الصيف وبدء الاستعدادات للعبور نحو الشتاء بعواصفه وأمطاره وثلوجه. وإذ يستقطب فصل الخريف محبّي الطبيعة وعشّاق الأوراق المتناثرة، يتيح للزوّار والسيّاح والمقيمين تجربة ممتعة، سواء عند جلوسهم على ضفاف الأنهار والبحيرات، أو لدى تجوّلهم داخل الغابات والحدائق العامّة، أو عند تسلقهم الجبال والقفز بين الممرّات الطبيعية وممارسة ما يستهويهم من أنواع الرياضة والمغامرات.
وتبقى للخريف نكهته الاستثنائية، ولا سيّما بعد صيف حارّ شهده العام الحالي 2025 في أكثر من منطقة حول العالم، وبعد صيف عام 2024 الأكثر حرارة على الإطلاق في أوروبا، وفقاً لخدمة كوبرنيكوس لتغيّر المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي، إذ أظهرت دراسة نشرتها دورية نيتشر ميديسن في 22 سبتمبر/ أيلول 2025 أن أكثر من 62,700 شخصٍ لقوا حتفهم في أوروبا لأسباب مرتبطة بالحرارة خلال عام 2024.
حال أوروبا تنسحب على الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة والعديد من الدول، خصوصاً أن مناطق مختلفة من العالم صارت تشهد موجات مناخية متطرّفة، إن لجهة الحرائق أو السيول والفيضانات وغيرها من الكوارث الطبيعية. من هذا المنطلق، ينتظر كثيرون فصل الخريف باعتباره فرصة الخلاص من الحر، والاستمتاع بجمال الطبيعة وهدوئها وتبدّلها الساحر، في دلالة على تجدّد الحياة وتبدل الظروف والأحوال.
(العربي الجديد)