تغطية "إل بي سي" لـ"مادلين"... كأن الاحتلال يتحدّث

09 يونيو 2025
لحظة سيطرة الاحتلال على "مادلين"، 9 يونيو 2025 (كاميرات المراقبة في السفينة)
+ الخط -
اظهر الملخص
- أثارت إذاعة "إل بي سي" البريطانية غضباً واسعاً بسبب تغطيتها المنحازة لإسرائيل حول اختطاف سفينة "مادلين" المتجهة إلى غزة، حيث استخدمت مصطلحات إسرائيلية لوصف الحدث.
- كانت الناشطة غريتا ثونبرغ وعضوة البرلمان الأوروبي ريما حسن من بين 12 ناشطاً على متن السفينة، وقد اختطفتهم إسرائيل في المياه الدولية أثناء محاولتهم إيصال مساعدات إلى غزة.
- انتقد محامون ونشطاء حقوقيون تغطية "إل بي سي"، واعتبروها تأطيراً مضللاً يأخذ موقف الحكومة الإسرائيلية، مما أثار استياءً واسعاً في الأوساط الإعلامية والحقوقية.

أثارت إذاعة إل بي سي البريطانية غضباً واسعاً بسبب تقريرها المنحاز لإسرائيل حول اختطاف سفينة "مادلين" المتجهة إلى غزة. وخلال الليلة الماضية، استولت إسرائيل على سفينة "مادلين"، التابعة لتحالف أسطول الحرية، والتي كانت متجهة إلى غزة لتوصيل كمية رمزية من المساعدات، واختارت الإذاعة تغطيةً تستخدم مصطلحات إسرائيل بالضبط. 

وكانت الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ

، وعضوة البرلمان الأوروبي الفرنسية ريما حسن، والصحافي عمر فياض، من بين 12 ناشطاً على متن السفينة، قبل أن تحتطفهم إسرائيل جميعاً في المياه الدولية. وقال ائتلاف أسطول الحرية، الذي نظّم الرحلة، إن النشطاء قد اختُطفوا على يد القوات الإسرائيلية أثناء محاولتهم إيصال مساعداتٍ مُلحّة إلى القطاع.

كأنه تقرير إسرائيلي

في سياق تقريرها عن هذه التطورات، نشرت "إل بي سي" خبراً عبر وسائل التواصل الاجتماعي مع تعليق يقول: "إنهاء حيلة غريتا ثونبرغ في يخت السيلفي بعد اعتراض القارب، وسوف تجبر إسرائيل من كانوا على متنه على مشاهدة فيديو مروع لـ7 أكتوبر/ تشرين الأول". وبدت هذه التغطية كأنها تقرير حكومي إسرائيلي، إذ استخدمت نفس وصف الاحتلال للرحلة "يخت السيلفي" في محاولة لوصف المبادرة بمجرد التظاهر الإعلامي، بينما مهمتها الحقيقية هي لفت الانتباه لآلام الغزيين بسبب عدوان الاحتلال الذي اعترض القارب.

"إل بي سي" تثير الغضب

ولاقت هذه الصيغة انتقادات واسعة بين محامين ونشطاء في مجال حقوق الإنسان. وأعاد النجم الأيرلندي ليام كانينغهام منشور "إل بي سي" وعلّق عليه: "هذا هو المستوى المُشين الذي انحدر إليه الإعلام البريطاني. هكذا وُصف عمل من أعمال القرصنة والاختطاف. أبعد من السخرية. هذا هو واقعنا". وغرّد المحامي الذي يرأس جمعية محامي حقوق الإنسان، شعيب إم خان: "يا لها من طريقة مقززة لوصف نظام إبادة جماعية يستولي بالقوة على سفينةٍ ترفع العلم البريطاني ويختطف الأشخاص الذين يحاولون إيصال المساعدات".

وكتبت الأمينة العامة السابقة للمجلس الإسلامي البريطاني، زارا محمد: "لا أصدق هذا التأطير من إل بي سي، فقط عندما تضغط على المقال تقرأ أن هذه هي عبارات الجيش الإسرائيلي". وأضاف الكاتب والصحافي آش ساركار: "هذا النوع من التأطير التحريري هو أسوأ ما يكون. إنه مُضللٌ جوهرياً، ويأخذ موقف الحكومة الإسرائيلية على أنه حقيقة".

المساهمون