هل يحل الذكاء الاصطناعي مشكلة العجز المالي بأميركا؟

30 نوفمبر 2024
الآمال معقودة على تطبيقات الذكاء الاصطناعي لحل الكثير من المشكلات/3نوفمبر2024(Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يشير تقرير معهد بروكينغز إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يقلل العجز السنوي في ميزانية الولايات المتحدة بنسبة تصل إلى 1.5% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2044، مما يعادل حوالي 900 مليار دولار.
- يُعتبر الذكاء الاصطناعي فرصة لتحسين الوصول إلى المعلومات والخدمات الصحية، مما يعزز الإنتاجية ويُحسن الخدمات الصحية العامة، رغم وجود عقبات تنظيمية.
- يُقدر أن ربع الإنفاق الصحي يذهب للوظائف الإدارية، ويمكن للذكاء الاصطناعي تحسين العمليات من خلال أتمتة المهام، مما يُعتبر تحولًا اقتصاديًا كبيرًا.

أظهر تقرير حديث صدر عن مركز التنظيم والأسواق في معهد بروكينغز أن الذكاء الاصطناعي يمكنه أن يقلل العجز السنوي في ميزانية الولايات المتحدة بنسبة تصل إلى 1.5% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2044، أي ما يعادل حوالي 900 مليار دولار بالقيم الاسمية، وهو ما يقدر بنحو خمس العجز السنوي الحالي، ما يجعل التكنولوجيا الناشئة بمثابة "صدمة" إيجابية لصحة المالية العامة في البلاد.

وكتب مؤلفو التقرير، بن هاريس، ونيل ميهوترا، وإريك سو: "يقدم استخدام الذكاء الاصطناعي فرصة نادرة، وربما فريدة، لتوسيع الوصول إلى المعلومات والخدمات الصحية، مع تقليل العبء على النظام الصحي التقليدي في الوقت نفسه". وفي حين أن المؤلفين يذكرون العديد من القنوات التي يمكن للذكاء الاصطناعي من خلالها زيادة الإنتاجية، فإنهم يبرزون إمكانيته لتحسين الخدمات الصحية العامة والرعاية الصحية بشكل كبير.

ولن يمكن للذكاء الاصطناعي أن يجعل الرعاية الصحية الأميركية أكثر كفاءة فحسب، وإنما يمكنه أيضًا "دمقرطة" الوصول إلى النظام من خلال منح الناس خيارات أكثر للرعاية الطبية الوقائية، أي "تغيير 'من' و'أين' تتلقى الرعاية الصحية"، كما كتب الاقتصاديون.

ووفقًا للتقرير، يمكن أن تخفف الآثار الاقتصادية لنظام صحي أكثر كفاءة، وتوفير مسارات أكثر للأفراد لإدارة صحتهم، من الضغط على العجز المالي المتزايد للحكومة، والذي تجاوز 1.8 تريليون دولار في السنة المالية المنتهية في 30 سبتمبر/أيلول. وهذا الأسبوع، تجاوز الدين الوطني الأميركي حاجز 36 تريليون دولار. ولكن، وفقًا للتقرير، فإن تبني الذكاء الاصطناعي في خدمات الرعاية الصحية ليس أمرًا مضمونًا، إذ إن هناك العديد من العقبات التي تعيق التطبيق الواسع للذكاء الاصطناعي، مما يرتبط بشكل أساسي بالتنظيم والحوافز.

وصرح أغي أغروال، الأستاذ في كلية إدارة الأعمال بجامعة تورنتو، قائلاً: "توقعات الاقتصاديين حول الذكاء الاصطناعي والرعاية الصحية هي 'خليط من الحماس واليأس". وأوضح: "الحماس لأن الرعاية الصحية قد تكون القطاع الأكثر استفادة من الذكاء الاصطناعي... ولكن هناك عقبات بسبب التنظيم، وبسبب الحوافز، وكيف يتم هيكلة الأمور وكيف يتم الدفع للناس مقابل الخدمات، وكذلك بسبب المخاطر والمسؤوليات المرتبطة".

وأنفقت الحكومة الفيدرالية حوالي 1.8 تريليون دولار على التأمين الصحي في عام 2023، أي حوالي 7% من الناتج المحلي الإجمالي، وفقًا لمكتب الميزانية في الكونغرس. ومن 2024 إلى 2033، يتوقع المكتب أن تصل الإعانات الفيدرالية للرعاية الصحية إلى 25 تريليون دولار، أي 8.3% من الناتج المحلي الإجمالي.

لكن الكثير من الإنفاق على الرعاية الصحية في الولايات المتحدة لا يرتبط بالعلاج أو بنتائج المرضى. وبدلاً من ذلك، يُقدّر أن حوالي ربع إجمالي الإنفاق، سواء العام أو الخاص، يذهب نحو الوظائف الإدارية. ووفقًا لتقرير صادر عن محللي ماكينزي، "شهدت كل صناعة تقريبًا في الولايات المتحدة تحسينات كبيرة في الإنتاجية خلال الخمسين عامًا الماضية، باستثناء رئيسي واحد: الرعاية الصحية".

وبحسب اقتصاديي معهد بروكينغز، فإن المهام الأساسية التي يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين العمليات فيها في مجال الرعاية الصحية تشمل أتمتة عملية جدولة المواعيد، كما يمكن إنجاز مهام مثل إدارة تدفق المرضى وتحليل البيانات الأولي بواسطة برامج الذكاء الاصطناعي.

وبينما يعترف الاقتصاديون الثلاثة بأن تأثير الذكاء الاصطناعي على الإنفاق الفيدرالي ما زال "غير مؤكد للغاية"، يعتقد المؤلفون المشاركون أنه يمكن أن يكون أكثر تحويلًا للاقتصاد من القفزات التكنولوجية السابقة، مثل استخدام أجهزة الكمبيوتر الشخصية في التسعينيات. وقال هاريس لشبكة سي أن بي سي الاقتصادية إن الصدمة الحالية للذكاء الاصطناعي 'تشعرك أنها مختلفة. هذه ليست صدمة تكنولوجية عادية'". وأضاف هاريس أن الذكاء الاصطناعي يؤثر على "كيفية تلقي الناس للرعاية الصحية"، وكيف تكتشف صناعة الأدوية منتجات جديدة، وكيف يجعل الباحثون الطب أكثر دقة.

المساهمون