روسيا تخفض ضريبة تصدير القمح إلى الصفر

05 يوليو 2025
الفود سيتي في موسكو، روسيا (أرشيف/العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- ألغت روسيا رسوم تصدير القمح اعتباراً من 9 يوليو 2023 لتعزيز تنافسية صادراتها، بعد مطالبات المزارعين الذين تأثرت أرباحهم سلباً بالرسوم السابقة.
- يُنصح مستوردو القمح في الشرق الأوسط بالاستفادة من إلغاء الرسوم الروسية قبل مواسم الطلب المرتفع، مع التعاقد على صفقات طويلة الأجل بسعر ثابت، بينما ارتفعت رسوم تصدير الذرة.
- توقعت منظمة الفاو أن يصل إنتاج الحبوب العالمي إلى 2.925 مليار طن بحلول 2025، مع زيادة إنتاج القمح والأرز مدفوعاً بتوسع الإنتاج في الهند وباكستان.

أعلنت وزارة الزراعة الروسية أن رسوم تصدير القمح من روسيا ستُلغى تماماً اعتباراً من 9 يوليو/تموز الجاري، وذلك لأول مرة منذ بدء تطبيق هذه الرسوم في يونيو/حزيران 2021، بحسب ما نقلته وكالة "إنترفاكس" الروسية، الجمعة. وتبلغ الرسوم الحالية، التي ما زالت سارية حتى 8 يوليو، نحو 56.3 روبلاً روسياً للطن.

ووفق الوزارة، فقد تم تحديد السعر الاسترشادي للقمح عند 228.7 دولاراً للطن، ما أدى إلى تقليص الرسوم إلى الصفر، بموجب النظام الروسي الذي يحتسب الرسوم بنسبة 70% من الفارق بين السعر الأساسي والسعر الاسترشادي الذي يُشتق أسبوعياً من بيانات عقود التصدير المسجلة في بورصة موسكو.

ويُعد هذا القرار تحوّلاً استثنائياً من جانب روسيا، أكبر مصدّر للقمح في العالم، ويعكس رغبة في تعزيز تنافسية صادراتها في السوق العالمية. وقد طُبّقت الرسوم منذ عام 2021 لحماية السوق المحلية من ارتفاع الأسعار والحد من التصدير المفرط، إلا أن المزارعين دأبوا على المطالبة بإلغائها، معتبرين أنها تؤثر سلباً على ربحية الإنتاج الزراعي، وأن نسبة صغيرة فقط من العائدات تعود للقطاع.

وفي هذا السياق، قال مدير شركة استيراد وتصدير روسية أناتولي ياخونتوف لـ"العربي الجديد"، إن هذا القرار يشكّل فرصة نادرة أمام مستوردي القمح في الشرق الأوسط، الذين يُنصحون بالاستفادة الفورية من إلغاء الرسوم، خصوصاً قبيل مواسم الطلب المرتفع". وأشار إلى أن "فترات الإعفاء من الرسوم تكون قصيرة، لذلك يُفضل التعاقد على صفقات طويلة الأجل بسعر ثابت، ما يمنح هامش ربح أوسع للمستوردين في ظل الأسعار التنافسية للقمح الروسي.

في المقابل، ستظل رسوم تصدير الشعير عند مستوى الصفر، بينما ارتفعت رسوم تصدير الذرة إلى 961.7 روبلاً للطن، مقارنة بـ931.6 روبلاً في الأسبوع السابق، استناداً إلى السعر المؤشري الذي بلغ 232.6 دولاراً للطن (مقابل 232.3 دولاراً سابقاً). أما السعر المؤشري للشعير فبلغ 195.1 دولاراً (مقابل 195.8 دولاراً)، وتبقى هذه المعدلات سارية حتى 15 يوليو/تموز الجاري.

اقتصاد عربي
التحديثات الحية

ومنذ تطبيق آلية الرسوم المتغيرة في يونيو/حزيران 2021، حدّدت روسيا أسعاراً أساسية لتحديد الرسوم: 15 ألف روبل للقمح و13,875 روبلاً للذرة والشعير. وقد رُفعت هذه الأسعار عام 2023 إلى 17 ألفاً و15,875 روبلاً على التوالي، ووصلت في يونيو/حزيران 2024 إلى 18 ألف روبل للقمح و16,875 روبلاً للشعير والذرة. وتشير مصادر في سوق الحبوب إلى احتمال زيادة السعر الأساسي للشعير والذرة بنحو 1,000 روبل قريباً، بينما قد يبقى سعر القمح ثابتاً، من دون تأكيد رسمي حتى الآن.

إنتاج عالمي قياسي للحبوب

في سياق متصل، توقعت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) أن يبلغ إنتاج الحبوب العالمي خلال العام 2025 نحو 2.925 مليار طن، وهو مستوى قياسي مدفوع بتحسن التوقعات لمحاصيل القمح والذرة والأرز. وأشارت المنظمة، في تقريرها الصادر الجمعة، إلى أن الإنتاج العالمي للحبوب سيرتفع بنسبة 2.3% مقارنة بعام 2024، مدفوعاً خصوصاً بزيادة إنتاج الذرة في البرازيل وتوسّع المساحات المزروعة في الهند، ما يعوّض التراجع في أوكرانيا والاتحاد الأوروبي. وتُقدّر إنتاجية الحبوب الثانوية، التي تشمل الذرة والشعير والسرغوم، بنحو 1.5645 مليار طن، بزيادة 3.5% على أساس سنوي.

أما إنتاج القمح، الذي يُعد المكون الأساسي للخبز، فيُتوقع أن يصل إلى 805.3 ملايين طن، بزيادة 0.9%، بدعم من زيادة الإنتاج في الهند وباكستان. وأما في ما يخص الأرز، فمن المتوقع أن يسجل إنتاجاً قياسياً عند 555.6 مليون طن، بزيادة 1%، مدعوماً بتحسن التوقعات في الهند وبنغلادش وباكستان وفيتنام، على الرغم من التراجع المتوقع في العراق والولايات المتحدة.

وحذّرت "الفاو" من أن موجات الطقس الحار والجاف قد تؤثر على إمكانات إنتاج الذرة في بعض المناطق، كما توقعت زيادة طفيفة في الاستخدام الكلي للحبوب بنسبة 0.8%، خصوصاً مع ارتفاع استهلاك الحبوب الثانوية على حساب القمح والأرز. وذكرت أن "استهلاك الأرز سيواصل الارتفاع مع زيادة الطلب الغذائي وزيادة إنتاج الإيثانول في الهند".

(الدولار الواحد=78.61 روبلاً روسياً)

المساهمون