خيبة أمل أميركية.. الاتفاق التجاري مع بريطانيا يضر بصناعة السيارات

09 مايو 2025
الاتفاق ينص على خفض الرسوم على السيارات البريطانية فوراً، نيويورك في 6 يناير 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أعرب مصنعو السيارات الأميركية عن خيبة أملهم من الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة وبريطانيا، الذي يخفض الرسوم الجمركية على السيارات البريطانية، معتبرين أنه يفضل المملكة المتحدة على حساب شركاء أميركا الشمالية.
- أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن الاتفاقية التجارية مع المملكة المتحدة، مشيداً بها كـ"اختراق" تاريخي، حيث تتضمن خفض الرسوم الجمركية على السيارات البريطانية وفتح فرص استثمارية وتجارية تصل إلى 10 تريليونات دولار.
- أشار ترامب إلى أن الاتفاقية جزء من استراتيجية أوسع لإعادة تشكيل النظام التجاري العالمي، معرباً عن أمله في التوصل إلى اتفاقات مماثلة مع دول أخرى، وزيادة فرص الوصول إلى الأسواق لصادرات أميركا.

عبر مصنعو السيارات الأميركية عن خيبة أملهم من الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة وبريطانيا، الذي ينص على خفض الرسوم الجمركية على السيارات البريطانية "فوراً" من 27.5% - الرسوم الإضافية التراكمية بنسبة 25% والرسوم الجمركية السابقة - إلى 10%، وذلك على حصة سنوية قدرها 100 ألف سيارة.

وقال رئيس رابطة مصنّعي السيارات الأميركية مات بلانت (الجمعية التي تمثّل مجموعات صناعة السيارات الثلاث التاريخية وهي فورد وجنرال موتورز وستيلانتس)، أمس الخميس، في بيان، إن "صناعة السيارات في الولايات المتحدة متشابكة للغاية مع كندا والمكسيك، لكن الأمر ليس كذلك بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة".

وأضاف بلانت: "نشعر بخيبة أمل لأنّ الإدارة (الأميركية) أعطت الأولوية للمملكة المتحدة على حساب شركائنا في أميركا الشمالية" حيث ترتبط الولايات المتحدة وكندا والمكسيك باتفاقية للتجارة الحرة. وهذه الاتفاقية التي أبرمها ترامب في عام 2018 خلال رئاسته الأولى دخلت حيّز التنفيذ منذ تمّوز/يوليو 2020.

وتنصّ الاتفاقية بين لندن وواشنطن والتي أعلن عنها ترامب الخميس على خفض الرسوم الجمركية على السيارات البريطانية "فوراً" من 27.5% - الرسوم الإضافية التراكمية بنسبة 25% والرسوم الجمركية السابقة - إلى 10%، وذلك على حصة سنوية قدرها 100 ألف سيارة. وهذا العدد، وفقاً لداوننينغ ستريت، "يناهز" تقريباً عدد المركبات التي صدّرتها المملكة المتحدة إلى الولايات المتحدة في 2024.

وتابع بلانت: "بموجب هذه الاتفاقية، سيكون من الأرخص الآن استيراد سيارة بريطانية تحتوي على عدد قليل جداً من المكونات الأميركية مقارنة بسيارة مصنّعة في كندا أو المكسيك بموجب اتفاقية التجارة الحرة بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك ونصف قطعها أميركية". وأشار إلى أنّ هذا الوضع "سيضرّ بشركات صناعة السيارات الأميركية وبالمورّدين وبالموظفين في صناعة السيارات"، معرباً عن أمله ألا تشكّل هذه المعاملة التفضيلية "على حساب المركبات الأميركية الشمالية سابقة للمفاوضات مع المنافسين في آسيا وأوروبا".

وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مساء الخميس، عن اتفاقية تجارية مع المملكة المتحدة، تتضمن رسوماً جمركية أميركية بنسبة 10% على السلع البريطانية، مع إعفاء بعض المنتجات، وخفض الرسوم الجمركية على السيارات البريطانية من 25% إلى 10%، بينما تلتزم المملكة المتحدة بفرض رسوم جمركية 1.8% على السلع الأميركية. ويعدّ هذا الاتفاق الأول من نوعه بين الولايات المتحدة ودولة أخرى منذ أطلق ترامب حربه التجارية قبل أسابيع.

وأشاد ترامب بالتوصل الى الاتفاق، وقال للصحافيين في المكتب البيضاوي "يسرني الإعلان أننا توصلنا إلى اتفاق تجاري... مع المملكة المتحدة"، واصفاً إياه بـ"الاختراق". كما أثنى رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر على الاتفاق قائلاً "هذا بالفعل يوم مذهل، تاريخي"، وذلك خلال اتصال بالفيديو مع الرئيس الأميركي للإعلان بشكل مشترك عن الاتفاق في لندن وواشنطن.

وقال ترامب إن الإدارة ستجري مزيداً من المناقشات التجارية في الأيام المقبلة، مضيفاً أن الاستثمارات من هذه الاتفاقية والصفقات التجارية المستقبلية قد تصل إلى 10 تريليونات، وأنها ستكون مفيدة بشكل خاص في قطاعات الزراعة والصناعة، فيما أضاف وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك أن بريطانيا وافقت على زيادة فرص الوصول إلى الأسواق لصادرات أميركا بما في ذلك لحوم البقر ومنتجات زراعية أخرى والإيثينول وأيضا طائرات بوينغ.

وذكر ترامب أن دولاً أخرى من بينها الصين تريد الوصول إلى اتفاق في ما يخص الرسوم الجمركية، وقال: "الجميع يريد اتفاقاً، والإدارة تتعامل حالياً مع الاتحاد الأوروبي بشأن قضايا التجارة". وأرجع ما وصفه بـ"نجاح الاتفاق مع المملكة المتحدة" إلى أنه يعود في جزء منه إلى قراره "تدمير النظام التجاري العالمي بأكمله"، مضيفاً أن ذلك سهّل الوصول إلى ما وصفه بـ"اتفاقية عادلة".

وستبقي الاتفاقية على التعرفة الجمركية التي خفضها ترامب على بريطانيا ودول أخرى حول العالم إلى 10% بعد قرار سابق بنسب مختلفة، كما ستخفض التعرفة الجمركية التي فرضها ترامب على استيراد الصلب والألومنيوم والسيارات البريطانية، فستخفض التعرفات الأميركية على الصلب إلى صفر، وعلى السيارات البريطانية إلى 10% لحصة 100 ألف سيارة. وقال وزير التجارة الأميركي إن محركات رولز رويس وقطع غيار الطائرات ستعفى من الرسوم الجمركية، بينما ستشتري المملكة المتحدة طائرات بوينغ بقيمة 10 مليارات دولار.

(العربي الجديد، وكالات)

المساهمون