الشركات العالمية تبحث عن غطاء من الرسوم الجمركية الأميركية

13 مارس 2025
عاملة بمصنع قطع غيار طائرات ويخوت في كندا (كارلوس تيشلر/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تواجه الشركات العالمية تحديات كبيرة بسبب الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مما يدفعها إما لدفع جمارك مرتفعة أو نقل الإنتاج إلى الولايات المتحدة.
- تتخذ الشركات إجراءات للتكيف مع هذه التغيرات، مثل شركة نوفو نورديسك التي تخطط لزيادة إنتاجها في الولايات المتحدة، بينما تقدم شين غروب حوافز لمورديها في فيتنام.
- تعاني الشركات من صعوبة التنبؤ بتأثير هذه الرسوم على سلاسل التوريد والتكاليف، مما يدفعها لتحميل المستهلكين التكاليف الإضافية.

تربك الرسوم الجمركية التي أعلن عنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب منذ دخوله البيت الأبيض التجارة العالمية، وتضع الشركات العالمية أمام خيارين لا ثالث لهما، وهما دفع جمارك مرتفعة على صادراتها للسوق الأميركية أو تحويل خطوط إنتاجها إلى الولايات المتحدة. في هذا الصدد تخطط شركة نوفو نورديسك، المُصنّعة لدواء أوزمبيك، لإنتاج مزيد من أدويتها للسوق الأميركية في الولايات المتحدة؛ وتُخاطر شركة بوينغ بتعثر سلسلة التوريد، وارتفاع تكاليف الطائرات التي قد لا تتمكن من تحمّلها؛ وتُقدّم شركة شين غروب المحدودة، وهي شركة تجارة التجزئة الإلكترونية الصينية، حوافز لكبار مُورّدي الملابس لديها، لإنشاء طاقة إنتاجية جديدة في فيتنام، وفق تقرير اليوم الخميس في وكالة بلومبيرغ.

ووفق التقرير، فإن الشركات في جميع أنحاء العالم تبحث عن حماية من سيل التعرفات الجمركية المحموم الذي فرضه الرئيس دونالد ترامب، وتستعد للأسوأ حتى مع تزايد حالات التراجع والإعفاءات التي تدفعها إلى البحث عن توضيحات.

وفي أروقة الشركات، يُحصي المسؤولون التنفيذيون التكلفة المُحتملة للتعرفات الجمركية، وتأثيرها على المبيعات والأرباح وحصص السوق. وتُشكّل العديد من الشركات "فرق عمل خاصة بالتعرفات الجمركية" سعياً منها للتخفيف من وطأة هذه الإجراءات.

وفي أسابيعه الأولى في منصبه، فرض ترامب رسوماً جمركية على سلع مستوردة من كندا والمكسيك والصين بقيمة 1.4 تريليون دولار تقريباً، أي أكثر من ثلاثة أضعاف قيمة السلع الصينية التي فُرضت عليها هذه الرسوم خلال ولايته الأولى، والتي بلغت قيمتها 380 مليار دولار، وفقاً لتقديرات مؤسسة الضرائب الأميركية. ثم أرجأ ترامب تلك التهديدات الموجهة إلى كندا والمكسيك وخفّضها لاحقاً. إلا أن جهوده لإعادة هيكلة الاقتصاد الأميركي هزت الأسواق المالية. كما أنها تركت الشركات، بدءاً من شركتي صناعة السيارات ستيلانتيس وفولكس فاغن، وصولاً إلى شركات الأدوية ساندوز غروب إيه جي وإيلي ليلي وشركاه، ومتاجر التجزئة وول مارت وتارجت وتيمو، تكافح من أجل تحديد أثر هذه الإجراءات بعملياتها التجارية والتوصل إلى حلول، وفق "بلومبيرغ".

وينبع هذا الارتباك جزئياً من التشابك الوثيق الذي شهدته التجارة العالمية على مدى العقود القليلة الماضية، مما يجعل التنبؤ بنتائج هذه الإجراءات أمراً صعباً، وفقاً لفلوران مينيغو، الرئيس التنفيذي لشركة ميشلان لصناعة الإطارات.

وقال مينيغو في مقابلة: "في عالم معولم، تكون الآليات معقدة للغاية. إذا بدأت في فرض رسوم جمركية، يصبح من الصعب للغاية فهم العواقب"، مشيراً على سبيل المثال إلى أنه بالنسبة للسيارة المجمعة في الولايات المتحدة، يمكن أن تعبر أجزاؤها الحدود 53 مرة، مما يجعل الرسوم الجمركية كابوساً لوجستياً.

وفي حين لا تزال الشركات تدرس بيانات سياساتها المتغيرة باستمرار، تبرز بعض التوجهات العامة. العديد منها، مثل شركات قطع غيار السيارات الأوروبية كونتيننتال إيه جي، وشيفلر إيه جي، وفاليو إس إي، تقول إنها لا تملك خياراً سوى تحميل المستهلكين التكاليف المرتفعة.

وقال أولاف شيك، المدير المالي لشركة كونتيننتال، في مقابلة: "بالنسبة لنا، الأمر واضح، لا يمكننا تحمل رسوم جمركية إضافية، ونحن نُبلغ عملاءنا بذلك". وتمتلك الشركة الألمانية 20 مصنعاً في المكسيك، وقد حققت خُمس مبيعات مجموعتها في الولايات المتحدة العام الماضي، وفقاً لما ذكرت "بلومبيرغ".

المساهمون