استمع إلى الملخص
- أظهرت نتائج أرباح الشركات المدرجة في مؤشر ستاندرد آند بورز 500 أداءً قويًا، حيث تجاوزت 73% من الشركات التوقعات، مع بروز شركة "ثري إم" بارتفاع أسهمها بنسبة 8.3%.
- أغلقت الأسهم الأوروبية على ارتفاع طفيف مدعومة بصعود القطاع المالي، رغم المخاوف من التوترات التجارية العالمية وتأثيرها على النمو الاقتصادي.
انعكست أرباح الشركات انتعاشاً لمؤشرات الأسهم الأميركية والأوروبية، فيما واصلت أسعار النفط رحلة صعودها. وفي التفاصيل، انتعشت الأسهم الأميركية يوم الثلاثاء، إذ ساعدت سلسلة من تقارير الأرباح الفصلية المستثمرين على تجاوز تحذيرات الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الركود الاقتصادي إذا لم يخفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي) أسعار الفائدة، مما أثار مخاوف من احتمال فقدان البنك المركزي استقلاليته الأساسية.
ودفع ارتفاع واسع النطاق جميع المؤشرات الأميركية الرئيسية الثلاثة إلى الارتفاع بأكثر من 2%، في أعقاب موجة البيع الحاد التي شهدتها الجلسة السابقة، والتي نتجت عن خطاب ترامب المتشدد ضد رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، الذي يُعتبر على نطاق واسع قوة استقرار للأسواق.
وبعد أسابيع من الخسائر بسبب خلافات البيت الأبيض المتقلبة والمتعددة الأطراف بشأن الرسوم الجمركية، انخفض مؤشر ستاندرد أند بورز 500 حالياً بنسبة 14.4% عن أعلى مستوى إغلاق قياسي له في 19 فبراير/شباط. وإذا انخفض المؤشر بنسبة 20% أو أكثر عن هذا المستوى، فسيؤكد ذلك دخوله في سوق هبوطية، علماً أنه في وقت سابق من هذا الشهر أكد مؤشر ناسداك، المُثقل بشركات التكنولوجيا، دخوله في سوق هبوطية بعد أن بلغ أعلى مستوى إغلاق قياسي له في 16 ديسمبر/كانون الأول.
وفي هذا الصدد، نقلت رويترز عن بيل ميرز، رئيس أبحاث أسواق رأس المال في شركة يو إس بانك لإدارة الثروات في مينيابوليس، قوله إن "الشاغل الرئيسي الذي يُحرك تقلبات السوق هو ما يُخبئه المستقبل وتأثير الرسوم الجمركية على النشاط الاقتصادي في المستقبل"، مضيفاً: "يبحث المستثمرون عن أدلة حول سياسة الرسوم الجمركية المُقبلة، وهذه السياسات لا تزال في حالة تقلب".
وساعدت هذه الشكوك صندوق النقد الدولي على خفض توقعاته للنمو الاقتصادي الأميركي لعام 2025 إلى 1.8%، مُشيراً إلى تأثير الرسوم الجمركية الأميركية، التي بلغت الآن أعلى مستوياتها في 100 عام. واكتسب موسم أرباح الربع الأول زخماً، إذ حتى الآن، أعلنت 82 شركة من الشركات المُدرجة في مؤشر ستاندرد آند بورز 500 عن نتائجها المالية. ومن بين هذه الشركات، تجاوزت نتائج 73% التوقعات، وفقاً لبورصة لندن.
ويتوقع محللون الآن نمواً إجمالياً في أرباح مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 8.1% للفترة من يناير/كانون الثاني إلى مارس/آذار، بانخفاض عن توقعات النمو البالغة 12.2% في بداية الربع. وقال ميرز لرويترز: "تُظهر الأرباح الحالية استمراراً في الأسس الجيدة، وهو أمر ليس مفاجئًا"، مضيفاً أن المستثمرين يُحللون توجيهات الشركات بحثاً عن "وضوح بشأن ما تخطط الشركات للقيام به رداً على سياسة الرسوم الجمركية".
وقفزت أسهم شركة "ثري إم" (3M) الصناعية بنسبة 8.3% بعد أن أعلنت الشركة عن توقعات أرباح للربع الأول فاقت التوقعات، رغم أنها أشارت إلى احتمال تأثر أرباحها لعام 2025 بالرسوم الجمركية. وانخفضت أسهم شركة نورثروب غرومان بنسبة 14.2% بعد أن أعلنت عن انخفاض حاد في الأرباح.
وانخفضت أسهم شركة "أر تي إكس" (RTX) للفضاء والدفاع بنسبة 10% بعدما أشارت إلى احتمال تأثر أرباحها السنوية بمقدار 850 مليون دولار بسبب الرسوم الجمركية. وصعد مؤشر داو جونز الصناعي 822 نقطة، أي بنسبة 2.15%، ليصل إلى 38992.41 نقطة، بينما ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بمقدار 103.79 نقاط، أي بنسبة 2.01%، ليصل إلى 5261.99 نقطة، وارتفع مؤشر ناسداك المركب 359.27 نقطة، أي بنسبة 2.26%، ليصل إلى 16230.17 نقطة.
وتقدمت جميع القطاعات الرئيسية الأحد عشر في مؤشر ستاندرد آند بورز 500، حيث استفاد قطاعا السلع الاستهلاكية التقديرية والخدمات المالية من أكبر المكاسب المئوية. وتفوقت الأسهم الرابحة على الأسهم الخاسرة بنسبة 5.8 إلى 1 في بورصة نيويورك. وشهد مؤشر نيويورك 45 ارتفاعاً جديداً و33 انخفاضاً جديداً.
وفي بورصة ناسداك، ارتفع 3514 سهماً وانخفض 815، إذ تفوقت الأسهم الرابحة على الأسهم الخاسرة بنسبة 4.31 إلى 1. وسجل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 أربعة مستويات مرتفعة جديدة خلال 52 أسبوعاً، وأدنى مستوى واحد، بينما سجل مؤشر ناسداك المركب 28 مستوى مرتفعاً جديداً و70 مستوى منخفضاً جديداً.
وعند التسوية في بورصة نيويورك، ارتفع سعر برميل العقود الآجلة لخام برنت 1.18 دولار أو 1.78% ليبلغ 67.44 دولاراً.
وسبق ذلك إغلاق الأسهم الأوروبية على ارتفاع طفيف اليوم الثلاثاء، على خلفية صعود أسهم القطاع المالي ومكاسب ما بعد الإعلان عن الأرباح في لوريال، لكن المعنويات ظلت متقلبة بعد انتقاد ترامب لرئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي. وصعد المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.2% مبتعداً عن مستويات منخفضة سجلها خلال الجلسة، إذ قفز سهم لوريال 6.3% مسجلاً أفضل مكسب يومي منذ ما يقرب من سبعة أشهر.
وأعلنت عملاقة مستحضرات التجميل عن زيادة مبيعاتها في الربع الأول من العام بأكثر من التوقعات، في بارقة أمل للقطاع بعد أن أعلنت مجموعة إل.في.إم.إتش للمنتجات الفاخرة عن تباطؤ في نتائج سيفورا للتجزئة في مجال مستحضرات التجميل التابعة للمجموعة الأسبوع الماضي.
وبدأ قطاع البنوك الأوروبي هذا الأسبوع على ارتفاع 0.7%. وصعد مؤشر الموارد الأساسية، الذي يضم أكبر شركات التعدين في أوروبا، بنسبة 1.2% على خلفية زيادة أسعار المعادن. ومع ذلك استمرت مخاوف المستثمرين التي تتمحور حول التوتر التجاري العالمي المتصاعد مع العودة من عطلة عيد القيامة.
وخفض صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو في الولايات المتحدة والصين ومعظم البلدان، مشيراً إلى تأثير الرسوم الجمركية الأميركية التي وصلت الآن إلى أعلى مستوياتها منذ 100 عام، ومحذراً من أن المزيد من التوتر التجاري من شأنه أن يزيد تباطؤ النمو. وفي الوقت نفسه، أدت الانتقادات المتكررة التي وجهها ترامب إلى باول وحثه للبنك المركزي على خفض أسعار الفائدة بسرعة إلى تفاقم المخاوف حيال استقلالية مجلس الاحتياطي.
ونقلت رويترز عن دانييلا هاثورن، كبيرة محللي السوق في كابيتال دوت كوم، قولها إن "هذه ما هي إلا صورة من الضبابية. لم يتغير شيء حقاً". وارتفع سهما شركتي التأمين السويسريتين هيلفيتيا وبالوا 2.6% و4.7% على الترتيب بعد أن قالتا إنهما تخططان للاندماج، مما سيؤدي إلى إنشاء ثاني أكبر مجموعة تأمين في سويسرا بحصة سوقية مجمعة تبلغ نحو 20%.