وصفي الحديدي في كتارا.. تجربة النزوح بلغة الطين

05 يونيو 2025   |  آخر تحديث: 17:03 (توقيت القدس)
من المعرض (من صفحة "مركز كتارا للفنون" على فيسبوك)
+ الخط -
اظهر الملخص
- في معرضه "في العمق.. لا مكان" بـ"مركز كتارا للفنون"، يستكشف الفنان الأردني وصفي الحديدي مواضيع الترحال والانتماء، مستخدمًا الفراغ لتأمل العلاقة بين المادة والذاكرة، مع التركيز على تجربة النزوح.

- يعكس الحديدي رؤيته للعلاقة بين الشكل والمضمون من خلال أعمال خزفية تلامس التجربة الإنسانية بأبعادها العاطفية والجسدية، حيث تظهر كطبقات نحتها الزمن، مؤكدةً على النزوح كتجربة وجودية تتجاوز الجغرافيا.

- يُبرز المعرض الطين كتمثيل حسّي لتجربة الإنسان، معبّرًا عن صورة داخلية مضطربة، تعكس صدمات الحروب والدمار، بينما يشرف الحديدي على ورش عمل لتطوير مهارات التشكيل اليدوي.

في معرضه الفردي الرابع الذي افتتح في "مركز كتارا للفنون" بـ الدوحة في السادس والعشرين من مايو/ أيار الماضي، ويستمرّ حتى نهاية الشهر الجاري، يستكشف الفنان الأردني وصفي الحديدي مواضيع الترحال والانتماء، ويبحث عن المعنى من خلال توظيف الفراغ. كذلك يتأمل العلاقة بين المادة والذاكرة.

يحمل المعرض عنوان "في العمق.. لا مكان"، حيث يدعونا الفنان في أعماله إلى اكتشاف مساحة تأملية من خلال مجموعة من الأعمال الخزفية التي تلامس التجربة الإنسانية بأبعادها المتعددة، وخصوصاً تلك العاطفية والجسدية المرتبطة بتجربة النزوح، فيعكس في تشكيل الطين رؤيته للعلاقة بين الشكل والمضمون.

من معرض وصفي الحديدي - القسم الثقافي
(من صفحة "مركز كتارا للفنون" على فيسبوك)

تظهر أعمال وصفي الحديدي كطبقات نحتها الزمن حتى تشقّقت سطوح المادة، وكأنها بقايا لتكوينات تعرّضت للهدم، وطاولها التخريب. "لا مكان" لا يعني فقط غياب الجغرافيا، بل يؤكد النزوح بكونه تجربة وجودية تتجاوز حدود الخرائط، وتُرافق الإنسان نفسه وتُسهم في تشكيل هيئة مادّته. فالطين سبيل الحديدي لتمثيل دواخل الإنسان، حيثُ الصورة التي تظهر في أعماله تكون مجتزأة. وكأنما هي أعمالٌ مقتطعة من نسيج، أو منتزعة من تكوين أشمل.

يكشف المعرض عن الطين تمثيلاً حسّياً لتجربة الإنسان، حيث تتحول المادة إلى ذاكرة تشير إلى ما صنعها. كذلك يعبّر أسلوب الفنّان عن صورة داخلية مضطربة، تملأها المساحات الفارغة والتصدعات وآثار الاحتراق، وكأنها انعكاس لصدمات صاغت المادة وشكّلت فلسفتها البصرية. إذ تظهر تفاصيل الإنسان غامضة تحتاجُ إلى وقوف واستبصار، وقد أرادَ تمثيل معاناة الحروب والدمار التي تطاولُ دولاً عديدة في المنطقة.

وصفي الحديدي فنان تشكيلي أردني متخصّص في فنّ الخزف والسيراميك، يعمل حالياً في "مركز الفنون البصرية" التابع لوزارة الثقافة القطرية، حيث يشرف على ورش عمل فنية تهدف إلى تطوير مهارات الفنانين في مجال التشكيل اليدوي باستخدام الشرائح الطينية. من أبرز أنشطته الفنية تقديم ورش عمل في التشكيل اليدوي باستخدام الشرائح الطينية.

المساهمون