استمع إلى الملخص
- يتحدى وصايا الماضي، ويختار السير حافيًا بملابس مقلوبة، متجاوزًا الأسوار والمسافات، في رحلة بحث عن الذات وتجديدها.
- يتأمل في الوجود والشعر، متسائلًا عن الجسر بين الأنفاس، ويأمل أن يصبح القلم مجذافًا للإبحار بعيدًا، بينما الأمل يترنح في طريقه إليه.
القادِم مِن بَعيد
لَنْ آتي على حِصانٍ أَبيَضَ
أَوْ أَسقُطَ كَنَجمٍ مِنَ السَّماء
كُبِّلتُ بِأَغلالٍ مِنْ أَلمَاسٍ؛
لستُ هذا الذي يَلمَعُ مِنْ بَعيد
إِنَّها قُيودي.
■ ■ ■
أَرِني الوجوهَ
أَرِني وَجهَ حَبيبَتي
أَرِني وَجهَ القِيامَة
وَجهَ يَدي التي أَنقذت شُعوباً مِنَ الغَرَق
ها هي تَغرَقُ الآن ولا يد لتنقذها
أَرِني وَجهَ قَلبي وارِفِ الأَشرِعَة
الذي يَتَشَقَّقُ بالأَخاديدِ
وبالسَّنابل
أَرِني الوُجوهَ
التي لا أَملِكُها.
■ ■ ■
تَخَطّي
عَكْسَ وَصِيَّةِ جَدَّتي،
سَآكُلُ مِنَ القِدْرِ
وأَقلِبُ نَعْلي
وبِثيابٍ مَقلوبَةٍ سَأَمشي حافِياً
أَتَخَطّى الأَسْوارَ
والمَسافات.
■ ■ ■
الباحِث عن نفْسه
أَمشي مَعَ المَوجَةِ
أَرجِعُ إِلى المَرفَأ،
أَدخُلُ الغابَةَ
أَعودُ إِلى السُّنبُلَة
أَطيرُ
ولا أَنسى مَنْ حَرَّكَ جَناحَيّ
أَنا الآنَ أُجَدِّدُ نَفْسي
حَديقَةً
مَنزِلاً أَو مَساءات،
أَنا الآنَ أَمشي
إِلى نَفْسي التي أُريد.
■ ■ ■
إِلى قارِب مُتطفِّل على البَحر
أَيُّ كَفٍّ
يَسَعُ كُلَّ هذا التَّشَرذُم؟
■ ■ ■
قُربَ بابٍ
وكنتُ الرَّجُلَ
الذي يُرَبّي اليَأسَ في فِنائِهِ الخَلفيّ؛
آنَ لِعِظامِ الوَداعاتِ
أَنْ تَتَحَلَّلَ
قُربَ بابٍ
تَلَطَّخَ بالرّاحِلين.
■ ■ ■
حَفاوَة
بِكَفَّينِ مِنْ قُطنٍ بَنَفسَجِيٍّ
ومَهدٍ لا يَليقُ إِلّا بالجَواهِر،
بِرِفقِ أُمٍّ بِوَليدِها؛
أَستَقبِلُ المَتاهات.
■ ■ ■
حُلُم بَعيد جِدّاً
أَينَ أَنا مِنْ هذا السُّعالِ الوُجودِيّ
أَينَ الحَبلُ الجِسرُ بَيْن الأَنفاس؟
الشِّعرُ مَآخِذُ ومَعاطِفُ
ومَشانِقُ ومَشارِق
وأَحسَبُ أَنَّ للأَوراقِ مِجَسّاتٍ للعَواصِف
وأَنَّ القَلَمَ سَيَغدو مِجذافاً
ذاتَ حُلُمٍ لإِبحارٍ بَعيدٍ
بَعيدٍ جِدّاً...
■ ■ ■
كَعَصافيرَ مَيِّتَة
عَقارِبُ تَصعَدُ السَّرير
وأَيّامٌ بِبُحّة تُزَقزِقُ في صَدري
كَعَصافيرَ مَيِّتَة
الأَمَلُ يَظلَعُ في طَريقِهِ إِلَيّ؛
آمُلُ أَلّا يَصِلَ
مَشلولَ
الأَطراف.
* شاعر من المغرب