"الأرشيف المضاد" في الإسكندرية.. فنون لحفظ ذاكرة يتهدّدها المحو

05 يونيو 2025   |  آخر تحديث: 10:57 (توقيت القدس)
من المعرض (صفحة مركز "بساريا للفنون" على فيسبوك)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- افتُتح معرض "الأرشيف المضاد" في مركز "بساريا للفنون" بالإسكندرية، بمشاركة فنانين مصريين تحت إشراف مروة بن حليم، ويستمر حتى 26 يونيو، ليختتم برنامج إقامة فنية بدأ في مارس.
- يطرح المعرض تساؤلات حول جدوى الأرشفة، مقدماً مشروعاً بحثياً وفنياً يتناول الأرشيف كممارسة نقدية، مع لقاءات وجلسات نقاش وزيارات ميدانية لتبادل المعارف حول السرديات البديلة.
- يعرض الفنانون أعمالاً متعددة الوسائط تتناول ثيمات المحو والغياب، مستندة إلى المدينة كموقع بحثي، ويبرز المعرض تأثير فقدان مكتبة الإسكندرية القديمة في إنتاج بيئة معرفية متنازع عليها.

افتُتح أخيراً في مركز "بساريا للفنون" بمدينة الإسكندرية معرض جماعي متعدّد الوسائط بعنوان "الأرشيف المضاد"، ويستمر حتى 26 يونيو/ حزيران الجاري، ويشارك فيه الفنانون المصريون: أحمد ناجي دراز، وسارة الراجحي، وفريدة إيمان شرارة، ومحمد علام، ونادين علي، تحت إشراف القيّمة مروة بن حليم، وذلك في ختام برنامج إقامة فنية حملت الاسم نفسه واستمرت من 19 مارس/ آذار حتى 15 مايو/ أيار الماضيين.

أُطلقت الإقامة الفنية انطلاقاً من سؤال مركزي عن جدوى الأرشفة: "ماذا يعني ألا نجمع، وألا نوثق؟". تحوّل هذا التساؤل إلى مشروع بحثي وفني تناول الأرشيف باعتباره ممارسة نقدية وتفكيكية، وليس مجرد أداة للحفظ أو التجميع. وقد شمل المشروع لقاءات مع فنانين وفنانات محليّين في الإسكندرية، إضافة إلى جلسات نقاش وزيارات ميدانية، بهدف تبادل المعارف حول الأرشيف والسرديات البديلة.

يتضمن المعرض مخرجات شهرين من البحث والتجريب الفني، ويقدّم أعمالاً بوسائط متعددة تتناول ثيمات المحو، والزوال، والغياب، وتستند إلى المدينة موقعاً بحثياً وتجريبياً. يقدّم الفنانون قراءات بصرية ونقدية تتعامل مع الأرشيف مجالاً للصراع وإعادة التفاوض مع الذاكرة، حيث تتنوّع أدوات الفنانين الأربعة بين الصور الفوتوغرافية، والقُصاصات الصحافية، والفيديو، والتسجيلات المسموعة، وغيرها.

كذلك يُبرز المعرض في بعض وجوهه، التأثير الرمزي لفقدان مكتبة الإسكندرية القديمة بكونها خلفية تاريخية، ويُظهر كيف أسهم هذا الفقد في إنتاج بيئة متنازع عليها معرفياً وثقافياً، خصوصاً في ظل محو التاريخ وتحوّلاته المستمرة. ويطرح المعرض ممارسات فنية تتعامل مع الحذف، والإخفاء، والتشويش، والرفض، كاستراتيجيات للتماس مع المعرفة من خارج سياقاتها المؤسسية. ويأتي المعرض ضمن برنامج إقامة "الأرشيف المضاد"، الذي يهدف إلى خلق منصة فنية للنقاش حول الأرشيف فعلاً سياسياً وجمالياً، وإعادة التفكير في بنيته ووظائفه المستقبلية.

دلالات
المساهمون