إصدارات.. نظرة أولى

في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دُور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية، ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المُترجمة إليها.

هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أُولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.

مختارات هذا الأسبوع تتضمن كتباً في المذكرات، والفلسفة، والأدب، والسياسة وغيرها.

■ ■ ■

عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، صدر كتاب "مذكرات فاروق الشرع.. الجزء الثاني 2000 - 2015". يقدّم الكتاب شهادة تاريخية على مرحلة حرجة من التاريخ السوري، بدءاً من استلام بشار الأسد السلطة وصولاً إلى الثورة السورية وتداعياتها، والتي عايشها الشرع وزيراً للخارجية ونائباً للرئيس قبل أن يضطر للاعتكاف في بيته، مستعرضاً محطات مهمة منها اغتيال رفيق الحريري واتهامات مسؤولين سوريين بالتورّط في اغتياله، وكذلك ربيع دمشق الذي تم إجهاضه، وغيرها من الأحداث التي عصفت بالبلاد حتى اندلاع الاحتجاجات الشعبية عام 2011.
 

يشهد الشرق الأوسط حالة من الاضطراب: فجوة متزايدة الاتساع بين الدولة والمجتمع، وفشل النخب الحاكمة في معالجة مظالم المواطنين الحقيقية، وسوء إدارة اقتصادية جسيم - وكلها تفاقمت بفعل التدخلات المتكررة من القوى الغربية. هذا ما يُعالجه الباحث فواز جرجس في كتابه "الخيانة العظمى: النضال من أجل الحرية والديمقراطية في الشرق الأوسط"، الصادر عن "منشورات جامعة برنستون". يحاجج جرجس بأن التقاء الاستبداد السياسي، وتدخل الغرب، أنتج شللاً سياسياً وركوداً اقتصادياً، أحبط قدرة الناس العاديين على اتخاذ قراراتهم بفعل وضع راهن استبدادي.
 

"نشوء لبنان الكبير 1920"، عنوان الكتاب الذي صدر عن "رياض الريس للكتب والنشر"، ويضمّ مجموعة دراسات لفواز طرابلسي، ومروان بحيري، وسيما فرح، ويوسف المر، ومحمد السعيدي، وجانينا سنتر، وبيار نقاش. يتناول القسم الأول مرسوم تأسيس "لبنان الكبير" الذي أصدره الجنرال هنري غورو في 31 أغسطس/ آب 1920 ودور الاقتصاد والطوائف في ذلك، بينما يوثق القسم الثاني أدوار "المؤسسين الأوائل" الرئيسية في تصوّر "لبنان الكبير" ونظامه الاقتصادي والسياسي وعلاقاته العربية والدولية، ويستعرض القسم الثالث البدايات الاقتصادية والتشريعية والسياسية في لبنان.
 

أظهر التاريخ أن الانتصار في المعركة يعتمد على تفسير الجواسيس للمعلومات التي يحصلون عليها ميدانياً. وفي الظل، تلعب أجهزة الاستخبارات دوراً حاسماً. إنهم لا يحملون أسلحة أو يطلقون مقذوفات، لكنهم يستخدمون شيئاً أكثر قوة: المعلومات. يكشف خيسوس ماريا باسكوال بيريز في كتابه "التجسس في الحرب الأهلية: المعلومات كسلاح" الصادر عن دار "كاتاراتا"، عن الشبكة المعقدة لأجهزة الاستخبارات، خلال سنوات الحرب الأهلية الإسبانية، حيث كانت شبه الجزيرة الإيبيرية ملعباً مفتوحاً لجميع أجهزة الاستخبارات العالمية، التي حاولت كلٌّ منها أن تسخّر الصراع لصالحها.
 

عن "محترف أوكسجين للنشر"، صدرت النسخة العربية من كتاب "سبعة معانٍ في الحياة" للأنثروبولوجي النرويجي توماس هيلاند إريكسِن بترجمة محمد حبيب. يقارب الكتاب معاني سبعة، هي: العلاقات، والندرة، والأحلام، والبطء، واللحظة، وفنّ التوازن، والتخلّي، من خلال التأمل في مقولات لمفكّرين قدامى ومعاصرين من ثقافات مختلفة، والتركيز على الجانب المتفائل والإيجابي في سياق التصالح مع الحياة، والتفكير بمعانيها المتصلة بالإيمان أو التعايش بين الأديان أو الإنجاب أو العدالة أو تغييرات المناخ، وصولاً إلى التفكير في أدق الأشياء الصغيرة.
 

بتوقيع المترجم غسان حمدان، صدرت، عن "دار سؤال"، الطبعة العربية من رواية "غرام في القاهرة" للكاتب الإيراني أمير حسين جهلتن (1965). تدور أحداث الرواية في القاهرة نهاية عقد الأربعينيات في منعطف تاريخي شديد الحساسية والخطورة بعد وضوح ملامح المشهد الدولي على أعقاب نهاية الحرب العالمية الثانية، وتشكُّل أقطاب دولية وحلفاء جدد على الساحة، وتشكيل عصابات "الهاغانا" الصهيونية المدعومة من قبل الاستعمار البريطاني في فلسطين، والتي نفذت قتل الفلسطينيين وتهجيرهم عام النكبة، ما مهّد لإعلان قيام الكيان الصهيوني.
 

في كتاب "فلسفة الذكاء الاصطناعي"، الصادر عن دار "التكوين"، يستعرض الباحث محمود عبد اللطيف الصديقي الأبعاد الفلسفية لتقنيات الذكاء الاصطناعي، ليس باعتبارها معجزة تكنولوجية فحسب، بل باعتبارها فلسفة عميقة أنتجتها مخابر وآلات قادرة على محاكاة العمليات الفكرية البشرية، بل وتفوقت عليها في بعض الحقول كما أظهرت التجربة. هذا الأمر يطرح على الإنسان سؤال التحدي الفلسفي والأخلاقي: هل أصبح الإنسان عبداً للتكنولوجيا؟ أم أنه ما زال قادراً على الإمساك بزمام المبادرة وتوجيه منتجات العقل البشري لتكون في خدمة الإنسان؟
 

صدرت عن "دار نوفل - هاشيت أنطوان" رواية "صيف أرملة صاروفيم" للكاتب اللبناني مازن حيدر. يعود حيدر في روايته إلى الحرب الأهلية، وتحديداً حرب التحرير عام 1989، ولكن بمقاربة مختلفة ذات بعد توعوي، حيث يتناول عبر 184 صفحة مسألة سرقة الآثار خلال الحرب، وقد أشاعت الصحافة حينها نقلها إلى قبرص ضمن معاهدة دولية، ليحيي بذلك ثقافة حماية الآثار عبر أبطالٍ فِتية يفكّون ألغازاً محفورة على شواهد قبور تقود إلى كنوز ودفائن. صدرت لحيدر روايتان، هما: "فور ستبس داون" (2017)، و"الرجاء استبدال الأكاليل" (2023).

كتب

التحديثات الحية

إصدارات.. نظرة أولى