حسان الناصر، كاتب وباحث سوداني.
مع اندلاع الحرب السودانية، تحوّلت المدينة الساحلية إلى أكثر من ملاذ آمن، فالمجتمع البورتسوداني استوعب الموجة الجديدة من الإبداع وتفاعل معها.
تسعى الكتابة في المنفى إلى فهم الهوية السودانية بوصفها كياناً متغيراً لا يمكن تثبيته أو تحديده بسهولة، فهو يتشكل باستمرار عبر التفاعل مع تجربة الهجرة والفقدان.
تشهد مدينة أم درمان السودانية مبادرات شبابية تحاول إعادة الحياة للفضاء العام مستخدمةً الجداريات أداة للمقاومة والتعبير عن الصمود بعد الحرب.
توثّق المنصة التي أُطلقت مطلع العام الجاري، الحكايات الشعبية والأمثال القديمة في السودان إلى جانب النصوص القصصية بأحدث وسائل النشر الرقمي.
في ظل التحوّلات الثقافية في السودان، تبرز الحكاية الشعبية إرثاً ثقافيّاً، ومرآة للهوية، وجسراً بين الأزمنة، في مواجهة تحديات العولمة والرقمنة.
تكمن المفارقة بأن الأرشيفات الاستعمارية في أوروبا تحتفظ بسجلات من الفن التشكيلي السوداني وتاريخه أكثر مما تحتفظ به المؤسسات الوطنية في الخرطوم.
سرعان ما تحوّلت هذه الدوائر الصغيرة في مدينة أم درمان إلى ظاهرة ثقافية عبر تقديم عروض مسرحية وأمسيات موسيقية تقاوم واقع الحرب.