قد لا تكون العقوبات الأميركية المفروضة على قائد مليشيا الدعم السريع حميدتي كافيةً، لكنّها تهزم الصورة التي يقدّمها لنفسه باعتباره "رجل السلام" في السودان.
تتراجع "الدعم السريع" عسكرياً، فيزيد بطشها وانتقامها من المواطنين، ثمّ يخرج قائدها ليعتذر عن "التجاوزات"، ويعد بالتحقيق، ثمّ يؤكّد (قبل أي تحقيق) براءة قواته.
مع العمليات العسكرية، تظلّ الأراضي السودانية مقسّمة بين أربع جهات رئيسة، الجيش السوداني وتحالفاته، قوات الدعم السريع، وحركتي عبد الواحد نور وعبد العزيز الحلو.
لم يهدف الاتفاق الموقّع بين الجيش والدعم السريع (2023) إلى إنهاء الحرب، إنما إلى حماية المدنيين. واليوم يبدو هذا الاتفاق أكثر الاتفاقات ضرورةً للتنفيذ.
بينما تنتشر نيران الحرب الأهلية في السودان، وتتفكّك البلاد، وتتلبس الحرب وجوهاً عدة، يرى من يقدرون أن يوقفوا الحرب أن استمرارها خير من وقفها من دون انتصار.
انحاز لـ"الدعم السريع" أعضاء في الحركة الإسلامية ظلّوا بعد الثورة في صفّ المكوّن العسكري يناصبون الثورة والمدنيين العداء، لكنّهم ساعة الحرب انحازوا إلى قبائلهم.