اليوم، وقد دخلنا مرحلةَ هجوم العدو البرّي على لبنان، وانفتاح الاحتمالات على مصراعيها، أصبح من الضروري إعادة التفكير في كلّ شيء بناءً على المعطيات المُستجدِّة.
بات اللبنانيون عموماً، والجنوبيون بالأخص، يعيشون أسوأ أيام حياتهم، بمعزل عما إذا كانوا يعيشون تحت وابل القذائف والغارات أو تحت وطأة الانهيار وغلاء المعيشة.
أيّام مرّت، وأيام تمرّ، ولا ردَّ إيرانياً ضدّ إسرائيل في الأفق، لا بل تلكؤٌ يليه تلكؤٌ، مماطلة تليها مماطلة، حتى بات الأمر ممجوجا، وبات جزءاً من مشهد مملٍّ.
كرة القدم لعبة تتعدّى كونها مجرّد لعبة، هي نمط وانتماء، هي مجموعة نقائض، وهي احتمالات متعدّدة، ومستقبل مجهول لا ينضب نابه من جنون وقتال حتى النفس الأخير.
على خلفية الحرب على غزّة، عادت اليوم الأيديولوجيات والشعارات القومية والاشتراكية العربية واليمينية والأصولية تُطلّ برأسها، وبشكل مُتجدّد، في الساحة العربية.
تم تعيين نواف سلام رئيساً لمحكمة العدل الدولية، الأمر الذي اعتبره البعض خسارة للبنان، فيما اعتبره البعض ربحا للرجل الذي نجا من بلد لا ينتج إلا الأعطال.
الكماشة التي يحملها الاحتلال الإسرائيلي، ومن خلفه، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، أدّت إلى حشر الإيراني في منطقة تجعل أي خطوة يمكن أن يقوم بها، بمثابة مقتل له.