طبيب وكاتب سوري من مواليد 1963. قضى 16 عامًا متّصلة في السجون السوريّة. صدر له كتاب "دنيا الدين الإسلامي الأوّلَ" (دراسة) و"ماذا وراء هذه الجدران" (رواية)، وله مساهمات في الترجمة عن الإنكليزيّة.
التناقض بين النزوع الشعبي الاندماجي مع العالم، والنزوع الانعزالي المعادي للعالم من تيّار مهم داخل السلطة الحاكمة، سيكون من سمات المرحلة السورية المقبلة.
حين يسيطر التصوّر الطائفي على المُمسكين بمقاليد الحكم في سورية، ويسيطر لدى السُّنة شعور التماهي بالدولة كما كان حال العلويين من قبل، تتحوّل الدولة دولةً خاصّةً.
تضاءل ترحيب العلويين بالسلطة الجديدة، وبدأ أملهم يخبو، على وقع "التجاوزات الفردية"، التي كانت طوال الفترة الماضية بمثابة تمهيد وجسّ نبض قبل إطلاق المجازر.
الكلام عن مشاركة الألوان ينبع من إدراك هشاشة الوطنية السورية بالحياة العامّة، وما يمكن أن تقود إليه من خشية أن يمارس المسؤول تمييزاً ضدّ ما لا يروقه من الألوان.
الخطر الذي يتهدد سورية المستقبل يتم اليوم على يد الفصائل نفسها التي أنجزت الحسم العسكري، حيث اختارت هذه القوى البناء المتحيز، وحتى الحصري، لصالح الإسلاميين.
يبدو أن حال العلويين انتقل من الشعور بالأمان الجماعي في ظل نظام الأسد، إلى انعدام الشعور بالأمان الجماعي في ظل بوادر صريحة لنظام إسلامي يخالونه خطراً عليهم.
كل مرحلة انتقالية تكون محفوفة بالمخاطر، ولكن الخطر الحقيقي على المرحلة الانتقالية اليوم لا يأتي من خارجها، بل يأتي من احتمال تفجر التركيبة الانتقالية نفسها.
ما يبدر من العلويين من ردّات فعل احتجاجية، قد تشكّل بدايةً مشؤومةً لتحوّلهم كياناً بقدر من الوعي الذاتي الجماعي، ما يمهّد لدخولهم (وغيرهم) في نموذج دلة طائفية.