معارك عنيفة في محيط الموصل وغموض حول مصير المدنيين
أحمد الجميلي ــ الموصل

مع بدء اليوم السابع عشر لمعارك استعادة مدينة الموصل من قبضة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وصلت القوات العراقية المشتركة، اليوم الثلاثاء، إلى أطراف المدينة، وتحديداً على مقربة من حي كوكجلي أول أحياء شرقها، من الساحل الأيسر لنهر دجلة.

وتحاول وحدات جهاز مكافحة الإرهاب، وفوج التدخل السريع الأول، وقوات من الفرقة التاسعة بالجيش، اقتحام الحي، وسط معارك عنيفة مع مقاتلي "داعش".

وقصفت طائرات أميركية، مواقع داخل حي كوكجلي، بينما تحاول القوات التقدم في المنطقة الموجود فيها مبنى الإذاعة والتلفزيون القديم.

وقالت مصادر عسكرية، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الاقتحام سيكون عبر المحور الشرقي، كونه الأكثر هشاشة الآن"، مؤكدة أنّ "هناك إصراراً أميركياً على تحقيق تقدم اليوم في المعارك".

وعن باقي المحاور، أكدت المصادر أنّ المحاور تشهد قتالاً عنيفاً أيضاً، لكن بفارق الغطاء الجوي للتحالف الدولي، إذ يركز منذ ساعات الصباح على المحور الشرقي، حيث حي كوكجلي.

في غضون ذلك، يعيش سكان الموصل، والبالغ عددهم نحو مليون ونصف المليون نسمة، حالة من الرعب بعد اقتراب أصوات الاشتباكات، ومشاهدتهم للدخان المتصاعد جراء المعارك، وفق ما أكدت مصادر محلية داخل مدينة الموصل.

وبحسب سكان محليين، في حديثهم لـ"العربي الجديد"، فإنّهم "حتى الآن في حكم المحاصرين، إذ يمنعهم داعش من الخروج، وفي حال سمح لهم بذلك لا يؤمّن ممرات آمنة".

وأكد أحد السكان أنّ "سحُب الدخان تغطي الجزء الشرقي من المدينة، فيما بدأت الحركة تتراجع تدريجياً في الشوارع".

وأشارت مصادر في العاصمة العراقية بغداد، مقربة من الحكومة، لـ"العربي الجديد"، إلى وجود خطة خاصة للتعامل مع المدنيين بعد الوصول إلى أحياء الموصل، بحسب اتفاق بين بغداد وواشنطن.

وتتضمن الخطة منح ساعات لوقف إطلاق النار، بالتزامن مع توزيع منشورات تحمل تعليمات للسكان المدنيين هناك، إلا أنّ أياً من القوات المهاجمة لم تؤكد تلك المعلومات.

واكتفى العميد في جهاز مكافحة الإرهاب، حسين الموسوي، في حديث لـ"العربي الجديد"، بالقول "لم تردنا أي تعليمات بخصوص المدنيين حتى الآن، ومهمتنا الحالية اقتحام الموصل".