Skip to main content
فرنسا: حرارة استثنائية وإجراءات لحماية التلاميذ ومكافحة التلوث
محمد المزديوي ــ باريس




تشهد فرنسا موجة حرارة استثنائية في هذه الفترة من السنة، وصلت في بعض المناطق إلى 40 درجة، ووُضعت 65 محافَظة فرنسية تحت المراقبة واليقظة تحسباً لأي طوارئ.

ووصلت درجات الحرارة إلى مستويات القيظ، وهو ما يعني أن الليالي أيضاً لا تخلو من حرارة، ولا تنزل المعدلات عن 19 و23 درجة، في كبريات المدن، أي ما يطلق عليه خبراء الأحوال الجوية بـ"الليالي المدارية". ووصلت درجات الحرارة ليلة الثلاثاء إلى أكثر من 22

درجة في الساعة الخامسة صباحاً.  

وينتظر أن تعرف فرنسا الذروة غداً، مع وصول درجة الحرارة في بعض المناطق ومنها مدينة نيم، إلى 45 درجة. ولن تتوقف هذه الموجة من الحرارة إلا يوم الأحد المقبل.

ولا تتوقف تحذيرات السلطات للمواطنين كالتزام الحذر، والتقليل من تحركاتهم غير الضرورية، واستخدام وسائل النقل العمومية، حين يكون الأمر ممكناً، وأيضاً تناول كميات كبيرة من المياه، طول الوقت، وترك النوافذ والستائر مغلقة، كما أن الحدائق العمومية ومراكز الإيواء مفتوحة، ويتم توزيع قناني المياه في كثير من مناطق باريس والمدن الكبرى وخاصة في الميترو.

ومع اشتداد درجات الحرارة تحضُرُ مشاكل تلوث الهواء، وانتشار الجسيمات الدقيقة، وخاصة في باريس وليون، حيث قررت وزارة الداخلية حظر سير نحو 60 في المائة من السيارات في شوارع المدن. وهو ما يعني استهداف السيارات الأكثر تلويثاً. ولا يسمح بالسير إلا للسيارات التي تحمل علامات 0 و1 و2، في حين يُحظر سير السيارات التي تحمل علامات 3 و4 و5، وهو ما يعني شل أكثر من 4 ملايين سيارة في العاصمة ومدينة ليون.

وتستثني الشرطة من هذا المنع السيارات التي تحمل مواطنين قرروا، بشكل جماعي، ترك سياراتهم، وركوب سيارة زميل لهم، وكذلك سائقي الشاحنات الكبرى، والإسعاف وسيارات تعليم السياقة.

وفي علاقة وثيقة بهذه الحرارة الاستثنائية، قررت مؤسسات تعليمية عدة إغلاق أبوابها يومي الخميس والجمعة، رغم أن وزارة التربية الوطنية تركت لرؤساء المؤسسات تقدير المواقف واتخاذ القرارات اللازمة، بعيداً عن إطلاق قرار بإغلاق على الصعيد الوطني، أي ما يعني الترحيب بكل حالة على حدة.

وفي كثير من مناطق باريس الكبرى، وعلى الرغم من أن المؤسسات التعليمية مفتوحة، إلا أن بلديات عديدة تنصح الآباء بترك أبنائهم في البيت، إذا كان الأمرُ ممكناً.

وتعرف السلطات أن الأمر ليس سهلا، دائما، بسبب اشتغال الآباء والأمهات، في كثير من الحالات، ولكن بقاء الأطفال في البيت، حين يكون ممكنا، يضمن وصول هؤلاء بسهولة إلى الماء، وهو ما يُنصَح به في كل الأحوال.  ​