Skip to main content
عربات المأكولات الشعبية السريعة تملأ أرصفة بغداد
محمد الملحم ــ بغداد
تحولت عربات بيع المأكولات السريعة في شوارع بغداد، من ثقافة غير محببة ينصح الجميع بالابتعاد عنها إلى ظاهرة يعتبرها البعض ضرورة، خاصة لأصحاب الدخل المحدود وطلاب الجامعات والموظفين المتوجهين صباحا إلى أعمالهم.

الأسعار زهيدة لصحن من "اللبلبي" أو الباقلاء أو الكبة أو الشوربة التي يتم تناولها وقوفا على رصيف الشارع، حتى بات طبقا اللبلبي والباقلاء بمثابة سيدي طعام الرصيف في العراق، في فصل الشتاء على وجه التحديد.

و"اللبلبي" هو الحمص المسلوق الذي يضاف إليه الليمون وبعض المطيبات، وفي العادة لا يختلف كثيرا عن مثيله في باقي الدول العربية التي يتناول أهلها الحمص بهذا الشكل، مع اختلاف الاسم.
و"البقالاء" تطبخ بنفس الطريقة مع إضافة عشبة "البطنج" التي تضيف لها طعما حارا عند تناولها.

يقول ضياء أحمد، مبتسما: "هل تصدق أنني كنت قبل عامين آكل من عربات الرصيف قبل الذهاب للجامعة صباحا. هذا العام اشتريت عربة واصطففت مع باقي العربات أبيع للطلاب"، ويضيف لـ"العربي الجديد": "هذه تجارة رابحة، والناس تقبل عليها ما دام صاحبها مظهره نظيف، وطعامه جيد. اضطررت للعمل بها بعدما عجزت عن إيجاد وظيفة بشهادتي".
ويتابع أن طلاب وأساتذة يأكلون عنده، لكن أحد الأساتذة قال له مرة "أنت خطر على معنويات الطلاب إذا عرفوا أنك كنت طالبا في نفس الجامعة قبل عامين".

ويقول أحمد الأعظمي، وهو أحد باعة اللبلبي والباقلاء: "الأكلات الشعبية في بغداد هي الأفضل اليوم لأننا في عصر السرعة". ويضيف "أقف هنا في الأعظمية، وعندي عربة متنقلة ومعها دراجة هوائية أتمكن من خلالها من التنقل لأي مكان في بغداد، وزبائني من مختلف الشرائح، وربحي جيد".
ويوضح الأعظمي، "طريقة عمل اللبلبي والباقلاء بسيطة. لا أحتاج أكثر من الماء لنقعها وغليها، وهناك إضافات أخرى كالزيوت والتوابل أقوم بتعبئتها في "قناني" زجاجية تتاح للزبائن بحسب الرغبة، مثل الفلفل الحار والبطنج والزنجبيل والكمون والحبة السوداء وزيت الزيتون وزيت الثوم والحامض، وكل شخص يضيف حسب رغبته".
ويصف محمد الشيخلي (33 سنة) طبقا تناوله للتو بأنه "لذيذ ويشعرني بالدفء بعد تناوله، وأشتري لأطفالي من العربة المشهورة في منطقة الصدرية (شارع الملك غازي)".