Skip to main content
جدل في تونس بعد زيارة السبسي مدينة سوسة
بسمة بركات ــ تونس


أثارت زيارة الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي، محافظة سوسة، اليوم الأربعاء، الكثير من الجدل بسبب الطابع الذي اكتسبته هذه الزيارة والتي اعتبرها بعضهم لا تخلو من مجاملات وطغت عليها مظاهر الزينة وممارسات ما قبل الثورة، من ذلك إخراج التلاميذ من صفوفهم لاستقبال السبسي، في حين رأى آخرون أنها زيارة إيجابية للجهة.

وزار السبسي مصنعاً للأدوية يملكه النائب عن حركة "نداء تونس" رضا شرف الدين، الأمر الذي وصفه بعضهم بالمجاملة.

كما التقى رئيس الجمهورية بقصر بلدية سوسة إطارات الولاية ونواب الجهة في مجلس نواب الشعب وممثلي المنظمات الوطنية والجمعيات والشخصيات الوطنية، بحسب بيان لرئاسة الجمهورية.

وانتقد كاتب عام النقابة العامة للتعليم الأساسي، المستوري القمودي، إخراج التلاميذ من صفوفهم في سوسة لاستقبال رئيس الدولة، قائلاً إنّ "هذه الممارسات عودنا بها النظام البائد وأن الدولة القديمة عادت"، مبيناً أنّه مهما كان الطرف والحزب السياسي فإنه يجب إبعاد التلاميذ عن التجاذبات السياسية وعن الأحزاب.

وأضاف القمودي لـ"العربي الجديد"، أنّ النقابات عندما تشن إضراباً تتهم بتعطيل سير الدروس، واليوم يتم إقحام التلاميذ في مسائل وممارسات بالية وعلى رئيس الدولة تجنب مثل هذه الممارسات، مشيراً إلى أنه كان يأمل لو تم الالتفات إلى مشاكل وصعوبات المدارس في سوسة.

وبين أنّ الاحتفالات المبالغ فيها لا قيمة لها ولن تفيد التلاميذ، ولن تساهم في أحداث النقلة التي يأملها التونسيون لجيل المستقبل بل ستعمق الجهل والأساليب التي اعتقدنا أننا تخلينا عنها.

بدوره، قال النائب عن حراك "تونس الإرادة"، عدنان منصر، على صفحته في "فيسبوك"، إن "سوسة تعيش منذ صباح اليوم حصاراً خانقاً بغلق معظم طرقاتها ومفترقاتها"، مضيفاً "قطعت 3 كيلومترات في 50 دقيقة، التلاميذ أخرجوا من مدارسهم ومعاهدهم للوقوف تحت المطر لتحية رئيس لا يراهم، أعوان الأمن والحرس منذ الفجر تحت المطر لتأمين مرور رئيس لن يراهم، طائرات الهيلكوبتر، ومنذ ساعات عديدة، لا تغادر سماء سوسة التي لا يراها أيضاً. لماذا؟".

وتابع منصر "لأن السيد الرئيس يحب الوهرة (أي المظاهر) جاء الرجل لصديقه شرف الدين، ونتحمل نحن كل تكاليف زيارة الصداقة هذه، نتحمل كل المصاريف من الأعلام المسكينة التي تذروها الرياح، إلى الدهن المستعجل للأرصفة الذي ستحمله الأمطار، كل الإدارات والمصانع والمتاجر التي لم يستطع الناس الوصول إليها.. تعساً...تعساً".




في المقابل، قال النائب في البرلمان التونسي عن كتلة "نداء تونس"، فيصل خليفة، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنّ الزيارة مثمرة ونتائجها ستكون مهمة على المحافظة، معتبراً أنّ زيارة مصنع الأدوية للنائب رضا شرف الدين ستفتح آفاقاً جديدة للتشغيل والاستثمار.

ولفت إلى أنّ المشروع الثاني، الذي زاره السبسي، والذي أطلق عليه "مول سوسة"، سيشغل 2500 شخص بطريقة مباشرة، وآخرين بطريقة غير مباشرة وهو مشروع فريد من نوعه، مبيناً أن الزيارة شملت محطة التطهير في منطقة حمدون، وستكون لها أهمية على قرى الساحل إذ ستحصل نقلة نوعية في ما يتعلق بقنوات الصرف الصحي.

واعتبر خليفة أن السبسي وجه رسائل إيجابية لشباب الجهة بخصوص التشغيل ولتشجيع شباب المنطقة، كما سيتم رصد تمويلات إضافية للتشغيل والإحاطة، إلى جانب توسعة المسبح الأولمبي الذي سيكون بمقاييس عالمية، معتبراً أن جهة الساحل تفتقد إلى مسبح وملعب أولمبي ما سيجعلهما درة أفريقيا، وبالتالي فإن الزيارة شملت عدّة جوانب وتوجت بمنح السبسي "مفتاح المدينة" كهدية رمزية من الولاية.

وحول الانتقادات التي رافقت زيارة السبسي إلى سوسة، بين النائب أنّ زيارة رئيس الدولة رمزية وأعطت دفعاً جديداً للجهة، مضيفاً أنّ هناك زيارات أخرى لعديد المحافظات، لافتاً إلى من انتقد الزينة فإنّ الاحتفال باستقبال رئيس الدولة دليل على الترحيب وأنّ العقلية لا تزال قائمة على الاحتفالات وتنظيف المدينة.

وبين أنّه لا يجب المبالغة في النقد وفي التفاصيل الصغيرة، لأن سوسة بأكملها احتفلت بهذا الحدث، معتبراً أنّ من انتقد زيارة السبسي للنائب رضا شرف الدين واعتبرها زيارة مجاملة كان عليه أن يدرك أن شرف الدين هو أيضاً مستثمر وصاحب مشروع، وإن نجح في جلب رئيس الجمهورية فهي نقطة تحسب له.