Skip to main content
تونس تعود إلى خريطة السياحة الدولية
فرح سليم ــ تونس
لم تدر الأسواق السياحية العالمية ظهرها لتونس هذا العام، فبوادر عودة البلاد للخريطة السياحية الدولية باتت وشيكة، وسط تطلعات بانتعاش الإشغالات الفندقية خلال الموسم الصيفي. 

ويؤكد مسؤولون في قطاع السياحة أن العام الحالي هو الأول منذ 2011، الذي تشهد فيه تونس حجوزات مبكرة، فيما تترقب النزُل (الفنادق) في مجمل المحافظات الساحلية نسبة إشغال لا تقل عن 90% بداية يوليو/تموز المقبل.

فحتى الفنادق التي شهدت الأحداث الأكثر دموية، تمكنت من العودة للنشاط، إذ دبت الحياة في فندق سوسة بعد أن أعاد فتح أبوابه قبل أيام، بعد قرابة عامين من هجوم دامٍ تبناه تنظيم الدولة الإسلامية.

وقال خالد الفخفاخ، رئيس جامعة (جمعية) النزل، إن إعادة فتح المنتجعات التي شهدت عمليات إرهابية، هو أفضل رسالة يمكن أن توجهها تونس للاقتصاديين في العالم في مختلف المجالات.

وأضاف الفخفاخ في تصريح إلى "العربي الجديد"، أن السياحة المحلية تملك كل المقومات لمنافسة أكبر الأسواق، مشيرا إلى أن السياحة التونسية نهضت من تحت أنقاض العمليات الإرهابية، وقادرة على تحقيق نقلة نوعية في مستوى الخدمات الفندقة وتطوير المنتجات وتنويعها.

وأشار إلى ضرورة استمرار الحكومة والقطاع المصرفي في تقديم الدعم لقطاع السياحة، الذي يعد مصدر رزق لنحو مليون عائلة ويعد أحد أعمدة الاقتصاد.

وتعول الحكومة التونسية كثيراً هذا العام على إيرادات السياحة، بعد سنتين تراجعت خلالهما أعداد السياح والإيرادات بنحو ملحوظ من جراء الهجمات الأخيرة التي تعرضت لها البلاد.

وتسعى تونس من خلال استراتيجية جديدة لدعم السياحة، لاستقطاب 6.5 ملايين سائح هذا العام، مع بلوغ 10 ملايين سائح حتى 2020، مقارنة بنحو 5.7 ملايين سائح في 2016، ومضاعفة إيرادات القطاع التي بلغت 2.3 مليار دينار (مليار دولار) العام الماضي، بحسب وزيرة السياحة التونسية، سلمى اللومي.

ولضمان حظوظ أوفر لنجاح الموسم السياحي، قامت وزارة السياحة بالتنسيق مع وزارة النقل بتعهد مبكر لكل المعابر الحدودية البرية لضمان انسياب حركة السياح المغاربة، فضلا عن برمجة مكثفة للرحلات غير المنتظمة "شارتر" على المطارات الداخلية التي لا تعرف نسبة استغلال كبيرة.

وقال سيف الشعلالي، المسؤول الإعلامي في وزارة السياحة، إن عودة الرحلات البحرية وكبار متعهدي الرحلات على غرار "توماس كوك" و"توي" الأوروبيتين واسترجاع السوق البلجيكية بنسبة كبيرة، هي دلائل على إيجابية الموسم.

وأضاف الشعلالي، أن الوزارة تفضل عدم الكشف عن كل التفاصيل بسبب المنافسة الشرسة التي تلقاها السوق التونسية من أسواق متوسطية، استفادت من تراجع السياحة في تونس وفق تصريحه إلى "العربي الجديد".

وبدأت السياحة تتدفق إلى تونس مع بداية إبريل/ نيسان الجاري، مع حلول أول الرحلات القادمة من بروكسل وتضم 351 سائحاً، بعد رفع الحظر الجزئي في 24 فبراير/ شباط الماضي، من قبل السلطات البلجيكية منذ الهجمات الإرهابية في 2015.